https://sarabic.ae/20250702/تعاطي-المخدرات-سباق-بين-المهربين-وجهود-المكافحة-1102281640.html
"تعاطي المخدرات".. سباق بين المهربين وجهود المكافحة
"تعاطي المخدرات".. سباق بين المهربين وجهود المكافحة
سبوتنيك عربي
تعد المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه الشباب في العالم، لما تسببه من أضرار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية. 02.07.2025, سبوتنيك عربي
2025-07-02T14:28+0000
2025-07-02T14:28+0000
2025-07-02T20:50+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
العالم العربي
الأخبار
أخبار ليبيا اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/02/1102280463_0:120:1280:840_1920x0_80_0_0_b24e37fceed864338659250c30c4abea.jpg
ففي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الحياة المعاصرة، يجد كثير من الشباب أنفسهم فريسة سهلة للإدمان، خاصة في ظل ضعف التوعية وسهولة الوصول إلى المواد المخدرة.وتشير التقارير الدولية إلى ارتفاع نسب التعاطي بين الشباب في العالم العربي، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويقوّض جهود التنمية. وتتنوع أساليب المكافحة بين الجهود الأمنية، وبرامج العلاج والتأهيل، والتوعية عبر الإعلام والتعليم. لكن تبقى الحاجة ملحة لتكامل الجهود وتحديث الاستراتيجيات بما يتناسب مع تطور أساليب التهريب والاستهداف.تهديد للمستقبلقال الأكاديمي الليبي فرج المجريسي لوكالة "سبوتنيك"، إن تعاطي المخدرات لا يشكّل تهديدًا على صحة الفرد فحسب، بل ينعكس بشكل مباشر على مستقبل الطلاب، الذين يُعدّون عماد المستقبل، وعلى أداء القوى العاملة في سوق العمل الليبي.وأوضح المجريسي أن ظاهرة التعاطي بين الشباب تشهد تزايدًا ملحوظًا، وفقًا لدراسات حديثة، تعزو هذا الارتفاع إلى ظروف اجتماعية ونفسية يمر بها كثير من الشباب، ما يجعلهم فريسة سهلة لهذا الخطر.وأضاف: "المشكلة لا تقتصر على فئة الطلاب، فحتى بعض الموظفين في المؤسسات الرسمية والخاصة يُشتبه بتعاطيهم، الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على سلوكهم وأدائهم الوظيفي".وأشار إلى أن الدراسات تُظهر أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للتعاطي تتراوح بين 15 إلى 35 عامًا، أي طلاب المرحلة الثانوية والجامعية والشباب المنخرطين في سوق العمل، وتنعكس آثار ذلك في مظاهر متعددة مثل ضعف التركيز، تراجع الأداء الأكاديمي أو المهني، الغياب المتكرر، التأخير، المماطلة، وسوء المعاملة مع الزملاء والرؤساء، فضلًا عن العصبية والانفعالات المبالغ فيها.كما حذر المجريسي من تأثير المتعاطين على غيرهم من الشباب، إما من خلال تشجيعهم على التعاطي أو التأثير على سلوكهم العام داخل بيئة العمل أو الدراسة.وقال: "السمعة أصبحت اليوم عاملًا حاسمًا في التوظيف، إذ تستفسر كثير من المؤسسات عن سلوك المتقدمين عبر الرجوع إلى الجامعات وأساتذتهم، مما يجعل من تعاطي المخدرات سببًا مباشرًا في ضياع فرص العمل".وتابع: "المخدرات تؤثر بشكل مباشر على جودة الإنتاجية داخل المؤسسات، وترتبط بارتفاع نسب الغياب، تدني مستوى الأداء، وافتعال المشاكل، بالإضافة إلى زيادة الحوادث في بيئات العمل".ودعا المجريسي إلى ضرورة تبني المؤسسات التعليمية والعملية لبرامج توعية منظمة، تنشر ثقافة محاربة المخدرات، إلى جانب تعزيز دور المرشدين النفسيين في هذا المجال.كما شدد على أهمية إخضاع الطلاب والموظفين لفحوصات دورية للكشف عن تعاطي المخدرات، خاصة أثناء مقابلات التوظيف، مؤكدًا أن الأسرة تبقى المسؤول الأول عن مراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة الانزلاق نحو هذه الآفة.أساليب متطورةأكد العميد إبراهيم الحمامصة، الأكاديمي الأردني المتخصص في العدالة الجنائية، أن تهريب المخدرات لم يعد عشوائيًا بل بات يعتمد على خطط دقيقة مبنية على تحليل أمني مضاد.وأوضح الحمامصة في حديثه لـ"سبوتنيك" أن المهربين يستخدمون وسائل تقليدية مثل بلع كبسولات المخدرات، أو إخفائها داخل الجسد، أو تهريبها داخل السيارات والحاويات، بالإضافة إلى أساليب متطورة منها استخدام الطائرات المسيّرة، والقوارب السريعة، وحتى إذابة المواد المخدرة في سوائل مثل العطور أو الكحول.وأشار الحمامصة إلى أن التطور المستمر في وسائل التهريب ناتج عن خبرة المهربين وتكيفهم مع تطور أدوات المراقبة والتفتيش، مما يدفعهم للابتكار والبحث عن ثغرات جديدة. كما حذر من أن استغلال النساء والأطفال في عمليات التهريب لا يزال قائمًا، نظرًا لصعوبة تفتيشهم.وفيما يتعلق بالآثار، أكد أن المخدرات تسبب تداعيات اجتماعية خطيرة، منها انهيار القيم، والتسرب من التعليم، والانحراف السلوكي، والعزلة، وانعدام الثقة، ما يؤدي إلى الجريمة والعدوانية. أما على الصعيد الاقتصادي، فهي تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة معدلات الغياب والبطالة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والتأمين، إضافة إلى استنزاف موارد الدولة في السجون والرعاية.ورأى الحمامصة أن الأسرة والتعليم والإعلام تمثل خط الدفاع الأول ضد هذه الآفة، مشددًا على ضرورة التوعية الواقعية داخل الأسرة، وتعزيز الثقة مع الأبناء، والحديث معهم عن المخدرات دون تخويف. كما دعا إلى تطوير المحتوى الإعلامي وتضمين نماذج ناجحة من المتعافين، وتفعيل دور المعلمين والمرشدين النفسيين داخل المدارس.وفيما يخص الجهود الأمنية، أكد نجاح الأجهزة في تفكيك العديد من شبكات التهريب وضبط كميات كبيرة من المخدرات، مشيدًا بالتعاون الدولي وتوقيع الاتفاقيات الأمنية، لكنه أشار إلى تحديات مثل تطور وسائل التهريب، وصعوبة التنسيق بين الجهات المختلفة، ونقص الإمكانات في المناطق الحدودية.ولمواجهة هذه التحديات، اقترح الحمامصة وضع استراتيجية وطنية شاملة ترتكز على الردع، العلاج، الوقاية، والتأهيل، إلى جانب إنشاء مراكز علاج وتأهيل مجانية، وتوفير مؤشرات وطنية لقياس نسب التعاطي والتعافي.كما نوّه إلى تجارب إقليمية ودولية ناجحة مثل "العدالة العلاجية"، وإنشاء مراكز متخصصة للمتعاطين بدلًا من السجون، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تتبع الشحنات. وذكر مبادرات بارزة مثل "معًا ننهض" في الأردن، و"سراج" في الإمارات، و"مراكز الحقنة الآمنة" في كندا وهولندا.ودعا الأكاديمي الأردني إلى إنشاء هيئة وطنية عليا لمكافحة المخدرات تضم كافة الجهات المعنية، وتعزيز الرقابة على الإنترنت، وتمكين الشباب للمشاركة في حملات التوعية، معتبرًا أن المواجهة الفعالة لهذه الظاهرة تتطلب تكامل الجهود الأمنية والمجتمعية والتربوية.
https://sarabic.ae/20250701/الجيش-الأردني-يحبط-تسللا-وتهريب-كميات-ضخمة-من-المخدرات-عبر-الحدود-السورية-1102253461.html
https://sarabic.ae/20250516/إعلام-نفق-ضخم-لتهريب-المخدرات-يربط-بين-دولتين-عربيتين-1100598220.html
https://sarabic.ae/20250205/الجيش-الجزائري-يحبط-عمليات-تهريب-للأسلحة-والمخدرات-على-حدود-البلاد-1097510744.html
https://sarabic.ae/20250628/العثور-على-أدوية-مخدرة-داخل-أكياس-طحين-المساعدات-الإنسانية-في-غزة-1102148297.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/02/1102280463_0:0:1280:960_1920x0_80_0_0_c36eb78574f40a6e097e7232d38cfb4e.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم العربي, الأخبار, أخبار ليبيا اليوم
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم العربي, الأخبار, أخبار ليبيا اليوم
"تعاطي المخدرات".. سباق بين المهربين وجهود المكافحة
14:28 GMT 02.07.2025 (تم التحديث: 20:50 GMT 02.07.2025) حصري
تعد المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه الشباب في العالم، لما تسببه من أضرار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية.
ففي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الحياة المعاصرة، يجد كثير من الشباب أنفسهم فريسة سهلة للإدمان، خاصة في ظل ضعف التوعية وسهولة الوصول إلى المواد المخدرة.
وتشير التقارير الدولية إلى ارتفاع نسب التعاطي بين الشباب في العالم العربي، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويقوّض جهود التنمية. وتتنوع أساليب المكافحة بين الجهود الأمنية، وبرامج العلاج والتأهيل، والتوعية عبر الإعلام والتعليم. لكن تبقى الحاجة ملحة لتكامل الجهود وتحديث الاستراتيجيات بما يتناسب مع تطور أساليب التهريب والاستهداف.
قال الأكاديمي الليبي فرج المجريسي لوكالة "
سبوتنيك"، إن تعاطي المخدرات لا يشكّل تهديدًا على صحة الفرد فحسب، بل ينعكس بشكل مباشر على مستقبل الطلاب، الذين يُعدّون عماد المستقبل، وعلى أداء القوى العاملة في سوق العمل الليبي.
وأوضح المجريسي أن ظاهرة التعاطي بين الشباب تشهد تزايدًا ملحوظًا، وفقًا لدراسات حديثة، تعزو هذا الارتفاع إلى ظروف اجتماعية ونفسية يمر بها كثير من الشباب، ما يجعلهم فريسة سهلة لهذا الخطر.
وأضاف: "المشكلة لا تقتصر على فئة الطلاب، فحتى بعض الموظفين في المؤسسات الرسمية والخاصة يُشتبه بتعاطيهم، الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على سلوكهم وأدائهم الوظيفي".
وأشار إلى أن الدراسات تُظهر أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للتعاطي تتراوح بين 15 إلى 35 عامًا، أي
طلاب المرحلة الثانوية والجامعية والشباب المنخرطين في سوق العمل، وتنعكس آثار ذلك في مظاهر متعددة مثل ضعف التركيز، تراجع الأداء الأكاديمي أو المهني، الغياب المتكرر، التأخير، المماطلة، وسوء المعاملة مع الزملاء والرؤساء، فضلًا عن العصبية والانفعالات المبالغ فيها.
كما حذر المجريسي من تأثير المتعاطين على غيرهم من الشباب، إما من خلال تشجيعهم على التعاطي أو التأثير على سلوكهم العام داخل بيئة العمل أو الدراسة.
وقال: "السمعة أصبحت اليوم عاملًا حاسمًا في التوظيف، إذ تستفسر كثير من المؤسسات عن سلوك المتقدمين عبر الرجوع إلى الجامعات وأساتذتهم، مما يجعل من تعاطي المخدرات سببًا مباشرًا في ضياع فرص العمل".
وتابع: "المخدرات تؤثر بشكل مباشر على جودة الإنتاجية داخل المؤسسات، وترتبط بارتفاع نسب الغياب، تدني مستوى الأداء، وافتعال المشاكل، بالإضافة إلى زيادة الحوادث في بيئات العمل".
ودعا المجريسي إلى ضرورة تبني
المؤسسات التعليمية والعملية لبرامج توعية منظمة، تنشر ثقافة محاربة المخدرات، إلى جانب تعزيز دور المرشدين النفسيين في هذا المجال.
كما شدد على أهمية إخضاع الطلاب والموظفين لفحوصات دورية للكشف عن تعاطي المخدرات، خاصة أثناء مقابلات التوظيف، مؤكدًا أن الأسرة تبقى المسؤول الأول عن مراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة الانزلاق نحو هذه الآفة.
أكد العميد إبراهيم الحمامصة، الأكاديمي الأردني المتخصص في العدالة الجنائية، أن تهريب المخدرات لم يعد عشوائيًا بل بات يعتمد على خطط دقيقة مبنية على تحليل أمني مضاد.
وأوضح الحمامصة في حديثه لـ"سبوتنيك" أن المهربين يستخدمون وسائل تقليدية مثل بلع كبسولات المخدرات، أو إخفائها داخل الجسد، أو تهريبها داخل السيارات والحاويات، بالإضافة إلى أساليب متطورة منها استخدام الطائرات المسيّرة، والقوارب السريعة، وحتى إذابة المواد المخدرة في سوائل مثل العطور أو الكحول.
وأشار الحمامصة إلى أن التطور المستمر في وسائل التهريب ناتج عن خبرة المهربين وتكيفهم مع تطور أدوات المراقبة والتفتيش، مما يدفعهم للابتكار والبحث عن ثغرات جديدة. كما حذر من أن استغلال النساء والأطفال في عمليات التهريب لا يزال قائمًا، نظرًا لصعوبة تفتيشهم.
وفيما يتعلق بالآثار، أكد أن المخدرات تسبب تداعيات اجتماعية خطيرة، منها انهيار القيم، والتسرب من التعليم، والانحراف السلوكي، والعزلة، وانعدام الثقة، ما يؤدي إلى الجريمة والعدوانية. أما على الصعيد الاقتصادي، فهي تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة معدلات الغياب والبطالة، وارتفاع تكاليف
الرعاية الصحية والتأمين، إضافة إلى استنزاف موارد الدولة في السجون والرعاية.
ورأى الحمامصة أن الأسرة والتعليم والإعلام تمثل خط الدفاع الأول ضد هذه الآفة، مشددًا على ضرورة التوعية الواقعية داخل الأسرة، وتعزيز الثقة مع الأبناء، والحديث معهم عن المخدرات دون تخويف. كما دعا إلى تطوير المحتوى الإعلامي وتضمين نماذج ناجحة من المتعافين، وتفعيل دور المعلمين والمرشدين النفسيين داخل المدارس.
وفيما يخص الجهود الأمنية، أكد نجاح الأجهزة في تفكيك العديد من شبكات التهريب وضبط كميات كبيرة من المخدرات، مشيدًا بالتعاون الدولي وتوقيع الاتفاقيات الأمنية، لكنه أشار إلى تحديات مثل تطور وسائل التهريب، وصعوبة التنسيق بين الجهات المختلفة، ونقص الإمكانات في المناطق الحدودية.
ولمواجهة هذه التحديات، اقترح الحمامصة وضع استراتيجية وطنية شاملة ترتكز على الردع، العلاج، الوقاية، والتأهيل، إلى جانب إنشاء مراكز علاج وتأهيل مجانية، وتوفير مؤشرات وطنية لقياس
نسب التعاطي والتعافي.
كما نوّه إلى تجارب إقليمية ودولية ناجحة مثل "العدالة العلاجية"، وإنشاء مراكز متخصصة للمتعاطين بدلًا من السجون، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تتبع الشحنات. وذكر مبادرات بارزة مثل "معًا ننهض" في الأردن، و"سراج" في الإمارات، و"مراكز الحقنة الآمنة" في كندا وهولندا.
ودعا الأكاديمي الأردني إلى إنشاء هيئة وطنية عليا لمكافحة المخدرات تضم كافة الجهات المعنية، وتعزيز الرقابة على الإنترنت، وتمكين الشباب للمشاركة في حملات التوعية، معتبرًا أن المواجهة الفعالة لهذه الظاهرة تتطلب تكامل الجهود الأمنية والمجتمعية والتربوية.