https://sarabic.ae/20251221/الشراكة-الروسية-الأفريقية-هل-تعزز-تعدد-القطبية-واستفادة-القارة-من-مواردها-الهامة-1108436091.html
الشراكة الروسية الأفريقية… هل تعزز "تعدد القطبية" واستفادة القارة من مواردها الهامة
الشراكة الروسية الأفريقية… هل تعزز "تعدد القطبية" واستفادة القارة من مواردها الهامة
سبوتنيك عربي
أكد الوزراء المشاركون في "المنتدى الثاني للشراكة الروسية الأفريقية" الذي عقد في القاهرة يومي 19 و20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري أهمية تعزيز الشراكة والتعاون... 21.12.2025, سبوتنيك عربي
2025-12-21T18:06+0000
2025-12-21T18:06+0000
2025-12-21T18:06+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
روسيا
أخبار روسيا اليوم
أفريقيا
قمة "روسيا-أفريقيا" في سوتشي
العالم
أخبار العالم الآن
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/0b/1094674341_0:0:3072:1728_1920x0_80_0_0_0a72b14c52079e55734e42c172c09d34.jpg
وجاء في البيان الخنامي: "نقر بالديناميكيات الإيجابية للتجارة بين روسيا الاتحادية والدول الأفريقية، على الرغم من القيود الأحادية المفروضة. ونظرًا للفرص الاقتصادية والتجارية المتاحة للتعاون بين روسيا وأفريقيا، فإننا نؤكد مجددًا التزامنا المشترك بتوسيع هذا التفاعل وتنويعه بشكل كبير".كما تم التنويه إلى ضرورة تهيئة الظروف المواتية لأنشطة الشركات الروسية والأفريقية.وقال خبراء لـ "سبوتنيك"، أن الشراكة الروسية الأفريقية تعزز المصالح المشتركة للجانبين، وتؤكد أهمية تعدد القطبية، كما تفتح الباب لمكانة هامة لأفريقيا في النظام العالمي الجديد.ويرى في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الواقع ما زال بعيدا عن هذا الحلم الأفريقي، خاصة أن القارة تعيش تحت وطأة النزاعات المسلحة والميليشيات الانفصالية والجماعات المتطرفة ومافيا الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى النزاعات الحدودية بين بعض الدول.وتابع: "بعض الدول الافريقية التي استطاعت أن تشق طريقها التنموية واستطاعت أن تحافظ نسبيا على مقومات الاستقرار والسيادة الاقتصادية، وأن تتعاون مع روسيا التي تختلف عن الغرب الاستعماري في تعامله مع أفريقيا".ويرى أن هناك إمكانية جيوسياسية وفرصة تاريخية لشراكة بين الطرفين لتحقيق أهداف كل طرف في الاستقرار والتنمية والاندماج ومواجهة مخططات الهيمنة القادمة من قوى دولية.مبدأ "رابح-رابح"حول الشراكة الروسية القائمة على مبدأ "رابح-رابح" يقول نور الدين: "في مجال الاقتصاد وبناء القدرات هناك قاعدة ذهبية مفادها إنه ينبغي تعزيز المكتسبات والبناء على التراكم وتفادي الانطلاق من الصفر، إذا طبقنا هذه القاعدة على علاقات القارة الأفريقية مع روسيا في العهد السوفييتي، وما بعد الحقبة السوفييتية، سنجد هناك ثلاثة أو أربعة محاور كبرى راكمت فيها روسيا خبرات ولديها مشاريع ناجحة في القارة، وما علينا إلا أن نعزز ونطور هذه القطاعات".ولفت إلى أن هذه القطاعات تتمثل في الطاقة الكهربائية بكل فروعها، حيث شيدت روسيا محطات حرارية في العديد من الدول الأفريقية منذ ستينيات القرن الماضي ومنها المغرب، كما أنها شيدت سدودا كبرى لتوليد الطاقة ومنها السد العالي في مصر، واليوم هناك توجه لتوطين المحطات النووية لتحقيق الاكتفاء القاري من هذه المادة الحيوية "أي الكهرباء"، وروسيا تعتبر أحد البلدان الرائدة في هذا المجال".وأشار إلى أن روسيا تعتبر أحد أهم مزودي "الأمن الغذائي" للقارة بمادة القمح الاستراتيجية، ويمكن تطوير هذه الشراكة في مصلحة الطرفين.معادلة الأمن والاستقراروفق نور الدين، تعتبر روسيا أول مصدر للسلاح نحو القارة، وكانت من أبرز الدول التي كونت الضباط الأفارقة بعد الاستقلال عن الاحتلال الأوروبي، ومن المفيد للطرفين تطوير مشاريع مشتركة لضمان الاستقرار وتبادل المنفعة.يشير نور الدين إلى أن روسيا تعتبر حاضرة بقوة في بعض دول القارة، ومن مصلحة موسكو والدول الأفريقية تطوير الشراكة نحو صناعة تعدين محلية بتكنولوجيا روسية واستثمارات مشتركة.وتابع: "نحن بحاجة إلى تطوير هذا التعاون ليرقى إلى مستويات أعلى من خلال تحويل التكنولوجيا والصناعات الدفاعية، ومن خلال الاستثمارات الروسية في القارة الأفريقية وفقا لشروط يجد فيها كل طرف مصالحهه، كما أن الظرفية الدولية مناسبة لمثل هذا التوجه، خاصة وأن روسيا تتعرض لحرب وحصار غربي، وأفريقيا تتعرض لتمزيق وحدتها عبر حركات انفصالية وجماعات متطرفة، وبالتالي روسيا بحاجة إلى أفريقيا، وأفريقيا بحاجة إلى روسيا، وعلينا أن نوثق التحالف بالمصالح الاقتصادية".دور القاهرةيشير نور الدين إلى أن القاهرة بإمكانها أن تلعب دور القاطرة في هذا التعاون الروسي الأفريقي نظرا لثقلها الجيوسياسي، ونظرا لعلاقتها المتجذرة من موسكو منذ الخمسينات في القرن العشرين، في كل المجالات، وإلى جانب القاهرة هناك الدول التي استطاعت الحفاظ على استقرارها وتشق طريقها نحو التنمية واستقلال قرارها الاقتصادي مثل المغرب، يمكن أن تتعاون فيما بينها لبلورة رؤية مشتركة للعلاقات الأفريقية-الروسية في ظل التحولات العالمية الجارية.فيما قال الباحث المصري، الدكتور محمد ربيع الديهي، أن ما يسعى له الأفارقة هو التحول إلى عالم متعدد الأطراف، وبالتالي تسعى دول القارة الأفريقية نحو تعزيز علاقاتها مع كافة الأطراف الدولية، ومن هنا تتبنى القارة الأفريقية استراتيجية تقوم على تعزيز التعاون والشراكة بين أفريقيا والأطراف الدولية، والعمل على تعزيز ما يمكن وصفه بتنمية مستدامة للجميع.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الشراكة الأفريقية-الروسية الاستراتيجية تعزز التنمية الاقتصادية، مع ضرورة تنوع مجالات الشراكة في القطاع الاقتصادي، بما في ذلك قطاع الطاقة ونقل التكنولوجيا والاستثمارات المشتركة.ويرى أن الجانب الروسي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا عبر دعم المؤسسات الوطنية ودعم سيادة الدولة.في الإطار قال الخبير الأمني الموريتاني، أحمد امبارك، إن الاهتمام الروسي بأفريقيا عاد نحو القارة الأفريقية (في فترة بوتين) باعتبارها فضاء توازن لا هامشا ثانويا.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الغرب، وخصوصا فرنسا، من الغياب الروسي لعقود، حيث انفردت بتوجيه المسارات السياسية والأمنية في عدد من الدول الأفريقية، دون أن تنجح في بناء دول قوية أو مؤسسات مستقرة.وأشار إلى أن النخب الأفريقية وجدت أن شروط الشراكة في زمن القطب الواحد كانت تضييقا لا تمكينا، وضغطا لا دعما، وربطا للمساعدات بـالإملاءات السياسية أكثر من ربطها بحاجات الدولة والمجتمع، فيما برزت روسيا مجددا كخيار استراتيجي بديل، لا باعتبارها منقذا، بل باعتبارها كاسرا لمنطق الانفراد.وتابع: "انعقد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية في القاهرة يومي 19 و20 ديسمبر، ليؤكد أن العلاقة انتقلت من رد الفعل إلى التنظيم، ومن الظرفية إلى البحث عن قواعد تعاون طويلة الأمد".وشدد على أن الواقع فرض على أفريقيا أن تتحرك كفاعل تفاوضي لا كساحة تنافس مفتوحة، وأن تستفيد حين تنوع شراكاتها، وتربط كل تعاون بنقل معرفة، وبناء قدرات، وتوطين جزئي للقيمة داخل الاقتصاد الوطني، بدل الاكتفاء بمنطق الصفقات السريعة أو الاعتماد الأحادي.ويرى أن الدور الروسي ينجح حين يركز على تقوية الدولة لا إدارة الأزمات فقط، وأن ذلك يتحقق عبر دعم الجيوش النظامية، ضبط الحدود، تبادل المعلومات، وبناء قدرات أمنية منضبطة تحترم السيادة الوطنية، لأن الاستقرار المستدام لا يصنعه السلاح وحده بل شرعية المؤسسة وقدرتها على حماية المواطن.وتعتزم روسيا وأفريقيا، تعزيز المشاريع الاستثمارية وتوسيع أنشطة الشركات الروسية، في مختلف القطاعات في جميع أنحاء القارة، وبشكل أساسي، في مجالات البنية التحتية للنقل وخدمات النقل واللوجستيات وهندسة النقل والطاقة والطاقة المتجددة، وكذلك في تقنيات النفط والغاز، وصناعة الأسمدة وعلم المعادن والرقمنة والمستحضرات الصيدلانية"، وذلك وفقًا للبيان المشترك الصادر عن المؤتمر الوزاري الثاني للمنتدى.
https://sarabic.ae/20251221/بيان-مؤتمر-منتدى-الشراكة-حجم-التبادل-التجاري-بين-روسيا-وأفريقيا-يشهد-ديناميكيات-إيجابية-1108407122.html
https://sarabic.ae/20251123/أوريشكين-روسيا-تحث-مجموعة-العشرين-على-زيادة-حصة-أفريقيا-من-عائدات-صادرات-المعادن-الحيوية-1107421699.html
https://sarabic.ae/20251219/رئيس-سيراليون-روسيا-شريك-رئيسي-لدول-غرب-أفريقيا-ونسعى-لتعزيز-الشراكة-في-جميع-المجالات-1108355363.html
أفريقيا
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
محمد حميدة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1e/1106556774_0:0:864:864_100x100_80_0_0_0f15666bd44d52a86fd0d768da25e866.jpg
محمد حميدة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1e/1106556774_0:0:864:864_100x100_80_0_0_0f15666bd44d52a86fd0d768da25e866.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/0b/1094674341_0:0:2732:2048_1920x0_80_0_0_d17b88d7019f8bc9b0145e9e7b2286e9.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
محمد حميدة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/1e/1106556774_0:0:864:864_100x100_80_0_0_0f15666bd44d52a86fd0d768da25e866.jpg
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار روسيا اليوم, أفريقيا, قمة "روسيا-أفريقيا" في سوتشي, العالم, أخبار العالم الآن
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار روسيا اليوم, أفريقيا, قمة "روسيا-أفريقيا" في سوتشي, العالم, أخبار العالم الآن
الشراكة الروسية الأفريقية… هل تعزز "تعدد القطبية" واستفادة القارة من مواردها الهامة
محمد حميدة
مراسل وكالة "سبوتنيك" في مصر
حصري
أكد الوزراء المشاركون في "المنتدى الثاني للشراكة الروسية الأفريقية" الذي عقد في القاهرة يومي 19 و20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري أهمية تعزيز الشراكة والتعاون ودعم الاستقرار والتنمية في القارة الأفريقية.
وجاء في البيان الخنامي: "نقر بالديناميكيات الإيجابية للتجارة بين روسيا الاتحادية والدول الأفريقية، على الرغم من القيود الأحادية المفروضة. ونظرًا للفرص الاقتصادية والتجارية المتاحة للتعاون بين
روسيا وأفريقيا، فإننا نؤكد مجددًا التزامنا المشترك بتوسيع هذا التفاعل وتنويعه بشكل كبير".
كما تم التنويه إلى ضرورة تهيئة الظروف المواتية لأنشطة الشركات الروسية والأفريقية.
وقال خبراء لـ "سبوتنيك"، أن الشراكة الروسية الأفريقية تعزز المصالح المشتركة للجانبين، وتؤكد أهمية تعدد القطبية، كما تفتح الباب لمكانة هامة لأفريقيا في النظام العالمي الجديد.
من ناحيته قال عضو مجلس الشؤون الخارجية المغربي، أحمد نور الدين، إن الحديث عن دور إفريقيا في نظام عالمي متعدد القطبية يفترض أن هناك موقفا أفريقيا موحدا، ومؤسسات إفريقية قادرة على فرض مكانة معتبرة في النظام العالمي قيد التشكل.
ويرى في حديثه مع "
سبوتنيك"، أن الواقع ما زال بعيدا عن هذا الحلم الأفريقي، خاصة أن القارة تعيش تحت وطأة النزاعات المسلحة والميليشيات الانفصالية والجماعات المتطرفة ومافيا الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى النزاعات الحدودية بين بعض الدول.
وتابع: "بعض الدول الافريقية التي استطاعت أن تشق طريقها التنموية واستطاعت أن تحافظ نسبيا على مقومات الاستقرار والسيادة الاقتصادية، وأن تتعاون مع روسيا التي تختلف عن الغرب الاستعماري في تعامله مع أفريقيا".
ويرى أن هناك إمكانية جيوسياسية و
فرصة تاريخية لشراكة بين الطرفين لتحقيق أهداف كل طرف في الاستقرار والتنمية والاندماج ومواجهة مخططات الهيمنة القادمة من قوى دولية.
حول الشراكة الروسية القائمة على مبدأ "رابح-رابح" يقول نور الدين: "في
مجال الاقتصاد وبناء القدرات هناك قاعدة ذهبية مفادها إنه ينبغي تعزيز المكتسبات والبناء على التراكم وتفادي الانطلاق من الصفر، إذا طبقنا هذه القاعدة على علاقات القارة الأفريقية مع روسيا في العهد السوفييتي، وما بعد الحقبة السوفييتية، سنجد هناك ثلاثة أو أربعة محاور كبرى راكمت فيها روسيا خبرات ولديها مشاريع ناجحة في القارة، وما علينا إلا أن نعزز ونطور هذه القطاعات".
ولفت إلى أن هذه القطاعات تتمثل في الطاقة الكهربائية بكل فروعها، حيث شيدت روسيا محطات حرارية في العديد من الدول الأفريقية منذ ستينيات القرن الماضي ومنها المغرب، كما أنها شيدت سدودا كبرى لتوليد الطاقة ومنها السد العالي في مصر، واليوم هناك توجه لتوطين المحطات النووية لتحقيق الاكتفاء القاري من هذه المادة الحيوية "أي الكهرباء"، وروسيا تعتبر أحد البلدان الرائدة في هذا المجال".
وأشار إلى أن روسيا تعتبر أحد أهم مزودي "الأمن الغذائي" للقارة بمادة القمح الاستراتيجية، ويمكن تطوير هذه الشراكة في مصلحة الطرفين.
وفق نور الدين، تعتبر روسيا أول مصدر للسلاح نحو القارة، وكانت من أبرز الدول التي كونت الضباط الأفارقة بعد الاستقلال عن الاحتلال الأوروبي، ومن المفيد للطرفين تطوير مشاريع مشتركة لضمان الاستقرار وتبادل المنفعة.
يشير نور الدين إلى أن روسيا تعتبر حاضرة بقوة في بعض دول القارة، ومن مصلحة موسكو والدول الأفريقية تطوير الشراكة نحو صناعة تعدين محلية بتكنولوجيا روسية واستثمارات مشتركة.
وتابع: "نحن بحاجة إلى تطوير هذا التعاون ليرقى إلى مستويات أعلى من خلال تحويل التكنولوجيا والصناعات الدفاعية، ومن خلال الاستثمارات الروسية في القارة الأفريقية وفقا لشروط يجد فيها كل طرف مصالحهه، كما أن الظرفية الدولية مناسبة لمثل هذا التوجه، خاصة وأن روسيا تتعرض لحرب وحصار غربي، وأفريقيا تتعرض لتمزيق وحدتها عبر حركات انفصالية وجماعات متطرفة، وبالتالي روسيا بحاجة إلى أفريقيا، و
أفريقيا بحاجة إلى روسيا، وعلينا أن نوثق التحالف بالمصالح الاقتصادية".
يشير نور الدين إلى أن القاهرة بإمكانها أن تلعب دور القاطرة في هذا التعاون الروسي الأفريقي نظرا لثقلها الجيوسياسي، ونظرا لعلاقتها المتجذرة من موسكو منذ الخمسينات في القرن العشرين، في كل المجالات، وإلى جانب القاهرة هناك الدول التي استطاعت الحفاظ على استقرارها وتشق طريقها نحو التنمية واستقلال قرارها الاقتصادي مثل المغرب، يمكن أن تتعاون فيما بينها لبلورة رؤية مشتركة للعلاقات الأفريقية-الروسية في ظل التحولات العالمية الجارية.
فيما قال الباحث المصري، الدكتور محمد ربيع الديهي، أن ما يسعى له الأفارقة هو التحول إلى عالم متعدد الأطراف، وبالتالي تسعى دول القارة الأفريقية نحو تعزيز علاقاتها مع كافة الأطراف الدولية، ومن هنا تتبنى القارة الأفريقية استراتيجية تقوم على تعزيز
التعاون والشراكة بين أفريقيا والأطراف الدولية، والعمل على تعزيز ما يمكن وصفه بتنمية مستدامة للجميع.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الشراكة الأفريقية-الروسية الاستراتيجية تعزز التنمية الاقتصادية، مع ضرورة تنوع مجالات الشراكة في القطاع الاقتصادي، بما في ذلك قطاع الطاقة ونقل التكنولوجيا والاستثمارات المشتركة.
ويرى أن الجانب الروسي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا عبر دعم المؤسسات الوطنية ودعم سيادة الدولة.
وتابع: "في هذا السياق تأتي مصر كلاعب رئيسي لتعزيز التعاون الأفريقي-الروسي، وكشريك مهم عمل على تعزيز العلاقات بين القارة الأفريقية والأطراف الدولية، حيث عملت مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على عقد مؤتمرات ومنتديات لتعزيز التعاون مع الأطراف الدولية، منها روسيا والصين، وذلك بهدف قيام شراكات متوازنة تعمل على دعم الاستقرار الأفريقي والتنمية الأفريقية.
في الإطار قال الخبير الأمني الموريتاني، أحمد امبارك، إن الاهتمام الروسي بأفريقيا عاد نحو القارة الأفريقية (في فترة بوتين) باعتبارها فضاء توازن لا هامشا ثانويا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الغرب، وخصوصا فرنسا، من الغياب الروسي لعقود، حيث انفردت بتوجيه المسارات السياسية والأمنية في عدد من الدول الأفريقية، دون أن تنجح في بناء دول قوية أو مؤسسات مستقرة.
وأشار إلى أن النخب الأفريقية وجدت أن شروط الشراكة في زمن القطب الواحد كانت تضييقا لا تمكينا، وضغطا لا دعما، وربطا للمساعدات بـالإملاءات السياسية أكثر من ربطها بحاجات الدولة والمجتمع، فيما برزت روسيا مجددا كخيار استراتيجي بديل، لا باعتبارها منقذا، بل باعتبارها كاسرا لمنطق الانفراد.
وتابع: "انعقد المؤتمر الوزاري الثاني
لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية في القاهرة يومي 19 و20 ديسمبر، ليؤكد أن العلاقة انتقلت من رد الفعل إلى التنظيم، ومن الظرفية إلى البحث عن قواعد تعاون طويلة الأمد".
وشدد على أن الواقع فرض على أفريقيا أن تتحرك كفاعل تفاوضي لا كساحة تنافس مفتوحة، وأن تستفيد حين تنوع شراكاتها، وتربط كل تعاون بنقل معرفة، وبناء قدرات، وتوطين جزئي للقيمة داخل الاقتصاد الوطني، بدل الاكتفاء بمنطق الصفقات السريعة أو الاعتماد الأحادي.
وتابع: "وذلك يشمل القطاعات الأهم الأمن الغذائي والزراعة، الطاقة، التعدين والتحويل المحلي للثروات، البنية التحتية، التعليم والتكوين التقني، والتكنولوجيا والأمن السيبراني، بما يخدم بناء الدولة لا استنزاف مواردها".
ويرى أن الدور الروسي ينجح حين يركز على تقوية الدولة لا إدارة الأزمات فقط، وأن ذلك يتحقق عبر دعم الجيوش النظامية، ضبط الحدود، تبادل المعلومات، وبناء قدرات أمنية منضبطة تحترم السيادة الوطنية، لأن الاستقرار المستدام لا يصنعه السلاح وحده بل شرعية المؤسسة وقدرتها على حماية المواطن.
وتعتزم روسيا وأفريقيا، تعزيز المشاريع الاستثمارية و
توسيع أنشطة الشركات الروسية، في مختلف القطاعات في جميع أنحاء القارة، وبشكل أساسي، في مجالات البنية التحتية للنقل وخدمات النقل واللوجستيات وهندسة النقل والطاقة والطاقة المتجددة، وكذلك في تقنيات النفط والغاز، وصناعة الأسمدة وعلم المعادن والرقمنة والمستحضرات الصيدلانية"، وذلك وفقًا للبيان المشترك الصادر عن المؤتمر الوزاري الثاني للمنتدى.