رسائل بوتين من بكين.. النظام العالمي الجديد يتدحرج من كييف إلى واشنطن

لم يستغرب الدكتور محمد خير العكام، عضو مجلس الشعب السوري وأستاذ القانون في كلية الحقوق في جامعة دمشق، أن يختار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العاصمة الصينية بكين كأول وجهة خارجية له بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، وأن يزورها للمرة الثانية خلال ستة أشهر.
Sputnik
وأوضح العكام، أن "جمهورية الصين الشعبية بدأت تشكل مع روسيا الاتحادية، محوراً آخر يوازي المحور الغربي، وبالتأكيد عندما يقوم الرئيس بوتين بزيارات خارجية فسوف يقوم بزيارة دول توازي بلاده بالقوة وبالوزن السياسي، وتكون طرفاً في المحور الذي يصطف إلى جانب روسيا، بمواقفها ضد الدول المحور الغربي الأطلسي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن محادثات الزعيمين بوتين ونظيره الصيني، شي جين بينغ، جاءت على خلفية الانتصارات الأكثر أهمية التي تمكن الجيش الروسي من تحقيقها مؤخراً في أوكرانيا، منذ بدء العملية الروسية الخاصة، في العام 2022، ووسط توقعات بأن تكون فترة ولاية بوتين الجديدة فرصة لتشكيل النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين".

وقال البرلماني السوري في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن "ما يقوم به الجيش الروسي في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، على غاية من الأهمية، حيث يؤكد تصميم روسيا، والرئيس بوتين في المقدمة، على تحقيق الأهداف التي وضعتها بتحرير إقليم الدونباس والقضاء على نظام النازيين الجدد الحاكم في كييف، وإبعاد المنظومة العدوانية الأطلسية عن الحدود الروسية، وهو ما تجسده النجاحات التي حققها الجيش الروسي خلال الأيام الماضية، والمتمثلة بسقوط خاركوف، المدينة الثانية من حيث الأهمية بعد كييف. وبالتالي، فإن زيارة بوتين تنطوي على رسالة للدول المعادية لروسيا مفادها أن النجاحات العسكرية الأخيرة ستكون إشارة البدء للانطلاق بتغيير النظام العالمي الجديد، والانتقال من النظام الأحادي القطب إلى النظام المتعدد الأقطاب، القطب المهم فيه والوازن الذي يوازي القطب الغربي هو الشراكة الروسية الصينية، مع إمكانية إضافة دول أخرى مثل دول منظمة شنغهاي والتي هي دول مهمة جداً".

"بداية تاريخية جديدة".. بوتين وشي جين يرسمان ملامح عالم متعدد الأقطاب... صور وفيديو
وأوضح الدكتور العكام أن "تشكيل النظام العالمي الجديد، والذي تتصدره روسيا والصين ودول منظمة شنغهاي، ستكون له انعكاساته المباشرة والمهمة على الأوضاع في الشرق الاوسط، والنجاحات التي تحققها روسيا بالشراكة مع الصين مهمة، ويجب على دول الشرق العربي أن تتلقفها، وأن تقوم بالتشبيك السياسي والاقتصادي معها مستقبلاً، لأن هذا الأمر من مصلحتها".

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تصريحات أدلى بها، أمس الخميس، عقب محادثات مع الرئيس الصيني، إن "المفاوضات أظهرت مرة أخرى أن نهج روسيا والصين تجاه العديد من المشاكل الدولية والإقليمية متقاربة أو متطابقة"، وأضاف: "لقد اكتسبنا معًا خبرات مفيدة في شراكة متعددة الأوجه ومفيدة للجانبين، ويتضمن تراثنا المشترك العديد من الإنجازات الكبرى في مختلف المجالات".

بوتين: يمكن لروسيا والصين أن تفعلا الكثير... فيديو

وأضاف بوتين: "ينتهج كلا البلدين سياسة خارجية مستقلة وقائمة بذاتها، ونحن نعمل متضامنين لتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة وديمقراطية، والذي ينبغي أن يقوم على الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والقانون الدولي والتنوع الثقافي والحضاري والتوازن المحسوب لمصالح جميع المشاركين في المجتمع العالمي.. الأصدقاء الصينيون تمكنوا من خلق أجواء ودية ودافئة وكذلك أجواء عملية، وموسكو وبكين توليان أهمية كبيرة للشراكة بين البلدين كنموذج لعلاقات الدول المتجاورة".

وبدوره، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عقب المحادثات، أن "الصين وروسيا الاتحادية تدافعان عن النظام الدولي من خلال الدور المركزي للأمم المتحدة، وكذلك النظام العالمي القائم على القانون الدولي".
وسائط متعددة
عدد المرات التي زار فيها بوتين الصين
وأوضح الرئيس الصيني أن "روسيا والصين تدعمان عالمًا متعدد الأقطاب وعولمة اقتصادية"، مؤكدًا أن بلاده وروسيا ستعملان معًا لتحقيق المزيد من الفوائد للبلدين، وتقديم الإسهام الواجب في الأمن والاستقرار العالميين، مشيرا إلى ضرورة احترام أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، واحترام سيادة جميع البلدان وسلامتها الإقليمية، ومراعاة المخاوف الأمنية المبررة لجميع الأطراف، وبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام، وأوضح الرئيس الصيني أن "البلدين يلتزمان بمبادئ عدم المواجهة وعدم توجيه علاقاتهما ضد دول ثالثة".
مناقشة