باحث في الشأن الإيراني لـ"سبوتنيك": التحقيقات بوفاة الرئيس الإيراني لن تستثني أحدا

وصف الباحث في الشأن الإيراني مهرداد الخليلي، حادث المروحية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق "بالكارثة".
Sputnik
ولفت في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، إلى أنّ "وفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق شكّل صدمة كبيرة في الداخل الإيراني، إذ لم يتصوّر أحد أن نخسر رمز الجمهورية الإيرانية داخلياً ورمز الدبلوماسية الخارجية"، وأضاف أنّ "الحدث أربك الداخل السياسي الإيراني على اعتبار أن الجمهورية تحضر لإجراء انتخابات رئاسية في السنة المقبلة، والأطراف السياسية مصدومة ممّا حدث، ومن المبكر الحديث عن خليفة رئيسي اليوم".

وحول ملابسات ما حدث للطائرة الرئاسية، قال الخليلي إنّ "الرواية الواضحة حول ما حدث مع الرئيس تشير إلى أنّ السبب يعود إلى سوء الأحوال الجوية، ولكن بعيداً عن المسبّب، الجهات الإيرانية ستقوم بدراسة كل الاحتمالات وهي على طاولة البحث ويجب انتظار التحقيقات".

تغطية مباشرة... خامنئي يؤم صلاة الجنازة على الرئيس الإيراني ومرافقيه في طهران
وشدّد على أنّ "التحقيقات ستكون سريعة وحاسمة جداً نتيجة لحساسية الموقف، والتحقيقات ستضرب بيد من حديد ولن تستثني أيّ أحد، وسنشهد تغييراً جذريًّا في الإجراءات الأمنية الداخلية، والعالم يريد أن يعرف ما حدث مع رئيس الجمهورية الإيرانية".

وفي حال ثبُت أنّ هذه الحادثة مدبّرة، أكّد الخليلي أنّ "إيران ستتخذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة الفاعل، وخصوصاً أن هذا الحدث يأخذ البلاد إلى منعطف جديد لأنّ التعدي على مقام رئاسة الجمهورية يعد من الخطوط الحمراء بالنسبة لإيران"، مضيفاً: "في حال كان لإسرائيل دور في وفاة الرئيس الإيراني يعني أنّها ارتكبت حماقة كبرى فتحت على نفسها أبواب جهنّم وستترحّم على أيّام ضرب القنصلية الإيرانية".

وأوضح الخليلي أنّ "التركيز الأساسي في الداخل الإيراني سيكون على ترتيب الانتخابات الرئاسية المقبلة من جهة والحفاظ على الأمن من جهة ثانية، ومن الطبيعي أن يكون هناك مخاوف من أي عمل أمني في الفترة المقبلة"، مبيّناً أنّ "الرئيس الجديد سيبدأ ولاية جديدة مدتها أربع سنوات، ويمكن القول أنها انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد انتخاب الرئيس سيتم تشكيل حكومة جديدة، ليصار بعدها إلى نيل ثقة مجلس الشورى، إلاّ أنّ هناك بعض الوزارات الحسّاسة مثل وزارة النفط والاستخبارات والخارجية يتم اختيارهم من قبل الرئيس باستشارة السيّد علي خامنئي".
خبير في الشأن الإقليمي لـ"سبوتنيك": كلما فقدت إيران شخصية قيادية كلما التف الشعب الإيراني حول نظامه

وكشف الخليلي أنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع السفير الإيراني في روسيا بهدف المساعدة في عمليات الإنقاذ وبالتالي هو مؤشر على تقارب كبير بين البلدين على الصعيد الاستراتيجي، لا سيما وأن رئيسي وعبد اللهيان كانا لديهما علاقات طيبة مع روسيا، إضافة إلى وجهة النظر نفسها في ما يتعلق بسياسة "التوجه شرقاً" للالتفاف على العقوبات الأميركية"، وتابع أنّ "العلاقات بين البلدين لا تعتمد فقط على الأشخاص، ولن يتوقف هذا المسار مع انتخاب الرئيس الجديد".

وتطرّق في ختام لقائه مع "سبوتنيك"، إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية حول إصدار مذكرة توقيف بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، معتبراً إيّاه "مساواة بين القاتل والضحية، وهو أمر غير مقبول يهدف إلى تخفيف من ذنوب نتنياهو، والجيش الإسرائيلي لا يحترم أي قوانين دولية".
مناقشة