إلا أن تحقيقات أولية نشرتها هيئة الأركان الإيرانية، أفادت بأن "مروحية الرئيس واصلت مسيرها المخطط مسبقاً ولم تخرج عنه، وأن طيار المروحية أجرى اتصالاً مع المروحيتين ضمن قافلة الرئيس".
وأضافت أنه "لم يلاحظ أي أثر لإصابة بالرصاص أو ما شابه ذلك على حطام المروحية، ومروحية الرئيس احترقت عقب اصطدامها بالمنحدرات".
وتابع بيان الأركان الإيرانية أن "عمليات البحث استمرت حتى الساعة الخامسة صباحاً، بسبب وعورة المنطقة والضباب الكثيف وبرودة الجو، وانتهت العملية بعد العثور على موقع سقوط المروحية عبر المسيرات الإيرانية، ثم توجهت فرق الإنقاذ نحو الموقع".
وأضاف البيان أنه "لم يتم رصد أي نقطة مشبوهة في اتصالات وحوارات طاقم المروحية مع برج المراقبة، وقد تم جمع جزء كبير من الوثائق والآثار المرتبطة بالحادث، لكن دراستها بشكل أعمق تحتاج إلى المزيد من الوقت".
من جهتها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن مصدر إيراني، قوله إنه "كان هناك تحذير من الأرصاد الجوية بأن الأجواء ستكون غائمة والرؤية ليست جيدة ومن الأفضل أن يتم تأجيل الرحلة، لكن الرئيس الإيراني أصر على ضرورة العودة إلى تبريز، حيث كان مقررا أن يفتتح مشروعا للطاقة قبل أن يعود إلى طهران، على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تنتظر في مطار تبريز".
وأكد المصدر أن "قائد المروحية أبلغ قيادته برغبة الرئيس، وقد منحته الإذن بالطيران إلى تبريز"، مضيفا أنه "خلال رحلة العودة أجرى الطيار اتصالا بالمحطة الأرضية، كان الأخير له، أبلغ فيه أنه غير قادر على إكمال طريقه بسبب تعذر الرؤية، ويجب أن ينفذ هبوطا اضطراريا صعبا وطلب النجدة الأرضية الفورية".
وكشف البيان أنه "وسط هذا الاتصال، انقطعت فجأة كل الاتصالات الإلكترونية للطائرة ونظاما التتبع والكشف الآليين، ولم يستطع الطيار حتى أن يكمل كلامه"، مضيفا أن "ظروف سقوط المروحية تظهر أنها واجهت عطلا فنيا عجيبا، أدى إلى توقف عملها في الجو، وهو ما أدى إلى سقوطها واصطدامها بسفح أحد الجبال".
من جانبه، قال نائب قائد القوات الجوية في الجيش الايراني، العميد الطيار مهدي هاديان، في إشارة إلى سقوط مروحية الرئيس ومرافقيه، إن "هذه المهمة كانت من المهام الخاصة التي كان طاقم قيادتها من أكثر الطيارين خبرة ولديهم خبرة في مختلف المواقف".
وفي وقت سابق، تحطمت مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤولين آخرين، في 19 مايو/ أيار الجاري، شمال غربي البلاد في منطقة فيرزيغان.
وفي صباح 20 مايو الجاري، أكد نائب الرئيس الإيراني محسن منصوري، التقارير التي تفيد بوفاة الرئيس والوفد المرافق له.
وكان الوفد عائدا بطائرة مروحية بعد زيارة إلى أذربيجان، حيث شارك رئيسي ونظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، في حفل افتتاح مجمع "غيز غالاسي" للطاقة الكهرومائية وتشغيل مجمع "خودافرين" للطاقة الكهرومائية على نهر "أراكس" الحدودي.
وأشار الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور رضا إسكندر، إلى أن "التحقيقات في الحادث الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق بدأت"، معتبراً أن "النتائج قد تبدل المشهد السياسي، وإيران ستستعين بخبراء روس موثوق بهم عالميا".
وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن عدم احترام وفاة الرئيس الإيراني، قال إسكندر إن "الولايات المتحدة معروفة بعدم احترامها لهذه اللياقات، وهناك حقد دفين تجاه إيران بعد نسفها للمشروع الأمريكي في المنطقة".