وأوضحت قناة إسرائيلية، أنه إذا ذهب الجيش الإسرائيلي إلى الحرب في لبنان ستكون حربا صعبة جدا على بلاده.
وأجرت القناة الـ 14 الإسرائيلية، مساء الجمعة، مقابلة مع الجنرال يعقوب عميدرور، أنه إذا ذهبنا إلى الحرب في لبنان ستكون حربا صعبة جدا، لكن في النهاية يجب أن تكون هناك نتيجة واضحة تماما".
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت أن قادة الجيش الإسرائيلي أوصوا بإنهاء الحملة العسكرية في رفح مبكرا من أجل التفرغ للجبهة اللبنانية في مواجهة "حزب الله".
تصعيد مرتفع
اعتبر الدكتور جورج علم، المحلل السياسي اللبناني، أن التصعيد في لبنان ليس له أي حدود عمليًا، لأن إسرائيل تهدد بالاجتياح وبتدمير لبنان، وإعادته للعصر الحجري، وهذا احتمال وارد طالما هي لم تستطع أن تحقق أي إنجاز كبير في غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، اجتياح لبنان يشكل حتى الآن خطا أحمر أمريكي أوروبي وإلى حد كبير دولي، لاعتبارين، أولا أن الاجتياح يعني تدمير ما تبقى من لبنان، وبالتالي ربما تعريض هذا البلد للغروب عن الخريطة في ظل وضعه الاقتصادي المالي الاجتماعي المعيشي المنهار، والانقسامات الداخلية داخل مكونات المجتمع اللبناني.
وتابع: "الأمر الثاني، أن أي اجتياح إسرائيل لن يقتصر على لبنان، إنما سوف يشعل حربا تدخل إيران مباشرة فيها ضد إسرائيل، ما يشكل انتكاسة للسياسة الأمريكية التي ينتهجها الرئيس بايدن على أبواب الانتخابات، خاصة أنه يسعى لوضع مبادرته حول غزة موضع التنفيذ بأي ثمن، نظرا للمردودات الإيجابية التي قد يحصدها على صعيد وضعه الانتخابي في الداخل".
ويرى أن الوضع الحالي في لبنان مستمر على وتيرة تصعيد عالية المستوى، هناك أهداف موجعة لكلا الطرفين، لكن حتى الآن حرب شاملة ضد لبنان، لا تزال مستبعدة.
مرحلة خطيرة
بدوره اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن التصعيد من الطرفين أصبح في مراحل متقدمة جدًا، ويمكن أن ينزلق في أي لحظة لحرب شاملة، لكن هناك مساعي كبيرة تبذل من خلال الوسطاء العرب، وأمريكا وفرنسا، لعدم الذهاب لهذه الحرب.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما يمنع وقوع الحرب الشاملة عجز الجيش الإسرائيلي، حيث سيخرج منهكا من قطاع غزة، والذهاب لحرب في لبنان لن يكون نزهة على الإطلاق، بالتالي قد نشهد مزيدا من التصعيد في المرحلة التي تسبق التوصل إلى اتفاق.
وتابع: "حزب الله أعلنها منذ أكتوبر، أنه لا يريد الذهاب لحرب شاملة، لكنه يريد إشغال هذه الجبهة من أجل تخفيف الضغط على غزة، وربط وقف إطلاق النار بوقف الحرب في القطاع".
وأكد أن الحرب في غزة تذهب إلى نهايتها في المدى المنظور، باعتبار أن الأزمة السياسية في إسرائيل والحكومة واستقالة غانتس كلها تشي بأن هناك عدم قدرة على الاستمرار في الحرب، التي باتت حرب استنزاف والجانب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره، لكن الإسرائيلي يخسر كل يوم الكثير من الهيبة ومن القدرات ومن الأثمان على الصعيد العسكري والسياسي.
ويرى أن إسرائيل لم تذهب لحرب شاملة مع لبنان لأنها ستقود نحو المزيد من التأزم على الصعيد السياسي والعسكري.
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت، في وقت سابق الجمعة، أن قادة الجيش الإسرائيلي أوصوا بإنهاء الحملة العسكرية في رفح مبكرا من أجل التفرغ للجبهة اللبنانية في مواجهة "حزب الله".
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن قادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا القادة السياسيين بهذه التوصية، خلال اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الخميس.
وأضافت القناة أن قيادة الجبهة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز في الوقت الحالي على الأهداف التي من شأنها أن تقلل من قدرات "حزب الله" الهجومية.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يوصي في هذه المرحلة بتحويل الأنظار إلى الشمال عبر إنهاء الحملة في رفح بأقرب وقت ممكن من أجل التفرغ للبنان.
يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك جنوبي لبنان بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل كل من "حزب الله" وإسرائيل، القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وفي الآونة الأخيرة، كثّف "حزب الله" من وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية، استهدفها بعشرات الصواريخ والمسيرات، مؤكدا أن ذلك يأتي "دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة"، بحسب قوله.
وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.