خبراء: الدول العربية والأفريقية يمكنها الاستفادة من رؤية روسيا لإصلاح النظام العالمي

أجمع عدد من الخبراء على أن الأغلبية من دول العالم يمكنها دعم وتأييد الموقف الروسي الساعي لتطبيق "تعدد القطبية"، ومحاربة الإرهاب وفرض "معادلة أمنية" جديدة، للقضاء على الإرهاب وبسط الاستقرار.
Sputnik
وأوضح الخبراء أن الدول العربية والأفريقية يمكنها الاستفادة من الطرح الروسي، الأمر الذي يستوجب المزيد من التنسيق والتعاون، على المستوى الإقليمي ومن ثم على المستوى العالمي، مع روسيا والصين والدول الأخرى، التي لا تقف خلف الأجندة الأمريكية.
في الإطار، قال فادي السيد، رئيس مركز "الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية"، إن "العالم متعدد الأقطاب، يحتاج إلى تعديل النظام في المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "روسيا من الدول المعنية بشأن حماية الشعوب ومحاربة الإرهاب، وإصلاح النظام العالمي ومؤسساته، خاصة في ظل التلويح الدائم للولايات المتحدة الأمريكية بورقة الإرهاب لكل الدول التي تعارضها".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
بوتين: مقترحات روسيا لحل الصراع في أوكرانيا سوف تتغير تبعا للوضع على الأرض... فيديو
ولفت السيد إلى أن "التحركات الروسية قد تشمل تعديل المنظومة الأممية داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خاصة في ظل الحروب التي تشن على مدى قرون بسبب سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدامها أيضا للفيتو بشكل خاطىء لحماية مصالحها وضد مصالح العديد من دول العالم".
وأشار السيد إلى أن "معظم الدول حول العالم تعاني من تبعات الإرهاب الذي تسببت به واشنطن، ما يجعل من المعادلة الأمنية التي تطرحها روسيا بالغة الأهمية، وضرورية لإعادة الاستقرار والسلام، الأمر الذي يتطلب التعاون الوثيق بين الجميع، وتنحية الخلافات جانبا، من أجل تنفيذ وتطبيق المعادلة الأمنية التي تطرحها روسيا".
ويرى أن "الدول التي ستعارض المعادلة الأمنية، التي تطرحها روسيا، ستكشف عن موقفها الحقيقي الداعم للإرهاب، وتحدد مواقف الدول بشكل حاسم، من هو مع الإرهاب ومن ضده".
باحث سياسي: واشنطن ستحاول إشعال الفتن والحروب في أفريقيا بعد التقارب الحاصل مع روسيا
في الإطار، قال إدريس عطية، الخبير العسكري الجزائري، إن "الدول العربية عليها تعزيز التعاون والاندماج بينها وبين بعضها من أجل إيجاد مكانة هامة في المعادلة العالمية".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الدول العربية والأفريقية تواقة لنظام عالمي جديد، قد لا يكون بالتقسيمات العالمية السابقة، بل بشكل تراتبي وتصنيف اقتصادي ومؤشرات قد تشمل جوانب اجتماعية وعسكرية".
ولفت إلى أن "الدول العربية يمكنها أن تؤيد الطرح الروسي داخل مجلس الأمن بشأن المعادلة الأمنية والنظام العالمي الجديد، ويمكنها الاستفادة من المعادلة الأمنية من خلال الدبلوماسية الاستباقية والفاعلية الأمنية الحقيقية والتفاعل مع التحولات الاستراتيجية الحاصلة".
وفي وقت سابق، صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو ستطرح في اجتماع مجلس الأمن الدولي، يوم 16 يوليو (تموز المقبل)، موضوع النظام العالمي العادل و"المعادلة الأمنية" العالمية الجديدة، وفي الأول من يوليو (المقبل)، ستتولى روسيا الاتحادية، رئاسة مجلس الأمن الدولي لمدة شهر.
بوتين: حوار روسيا مع الدول العربية والأفريقية يتطور بشكل إيجابي
وتحدث فاسيلي نيبينزيا، لـ"سبوتنيك"، عن المواضيع ذات الأولوية بالنسبة لروسيا، وعن الضمانات التي ستطلبها موسكو في حالة المفاوضات بشأن أوكرانيا، وآفاق المفاوضات مع نظام زيلينسكي، والرد على مصادرة الأصول الروسية، فضلا عن مسألة قبول فلسطين في الأمم المتحدة.
وقال نيبينزيا لوكالة "سبوتنيك": "نود أن نقترح مناقشة ما ينبغي أن تكون عليه معايير النظام العالمي العادل حقا، الذي تؤخذ فيه مصالح جميع الدول في الاعتبار، والإسهام المحتمل للأمم المتحدة في بنائه، وسبل إعادة تهيئة مناخ من الثقة والتعاون البناء في المنظمة العالمية، فضلاً عن معادلة أمنية عالمية جديدة".
ووفقًا له، فإن هناك طلب كبير في المجتمع الدولي لإجراء نقاش استراتيجي حول مستقبل النظام العالمي "ما وراء أفق" الأزمة الحالية، سينهي الأزمة وسيطرح السؤال حول ما ينبغي أن تكون عليه ملامح النظام الجديد للعلاقات الدولية.
مناقشة