الغدد البيضاوية الشكل على جانبي الرحم لا تنتج البويضات فحسب، بل تنتج أيضًا الهرمونات التي تساعد في الحفاظ على صحة قلب المرأة وعظامها، ودماغها، وجهازها المناعي مع تقدمها في السن.
وشملت الدراسة بيانات من أكثر من 1000 امرأة فوق سن الـ 50 في الولايات المتحدة. وأظهرت المشاركات اللاتي أجرين إزالة للمبيضين قبل سن الأربعين انخفاضًا في المادة البيضاء في الدماغ، مقارنة بالنساء اللاتي لم يخضعن لإزالة المبيضين.
لاحظ الباحثون أن التغيرات المرصودة، تشبه مرض الأوعية الدموية في الدماغ، وهذه هي سمات مبكرة لمرض ألزهايمر.
وقال العلماء أن الأبحاث كشفت أن المرضى الذين أزالوا كلا المبيضين قبل أن يصلوا إلى سن اليأس، يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالضعف الإدراكي والخرف في وقت لاحق من الحياة.
إضافة إلى ذلك، إذا تمت إزالة كلا المبيضين خلال سنوات الإنجاب للمرأة، يمكن أن يدخل الجسم في سن اليأس المبكر، وهذا يزيد من خطر الإصابة بحالات صحية مزمنة حادة تشمل فقدان كثافة العظام، وضعف الصحة الجنسية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف الإدراك، وانقطاع التنفس أثناء النوم، والتهاب المفاصل.
ويقول العلماء إن هذا يرجع إلى الاختلافات في كيفية تأثير الهرمونات الجنسية، التي ينتجها المبيضان، على صحة الدماغ.
وفي حين يعتقد الكثيرون أن هرمون التستوستيرون، هو هرمون ذكوري، إلا أنه يتم إنتاجه أيضًا عن طريق المبيضين، ويلعب دورًا حاسمًا في جسم الأنثى، ويرتبط الهرمون أيضًا بسلامة المادة البيضاء في الدماغ.
يقول الباحثون: "نفترض أن تفسير نتائجنا يرجع جزئيًا إلى فقدان هرمون التستوستيرون". لذلك، إذا تمت إزالة المبيضين من الجسم قبل انقطاع الطمث، فإن الفقدان المفاجئ لهرمون التستوستيرون يمكن أن يكون له آثار سلبية على نمو الدماغ.
وعادة ما تتناول النساء اللاتي أزلن المبيضين قبل سن الأربعين، هرمون "الأستروجين" ليحل محل ما كانت تنتجه الغدد التناسلية في السابق. لكن هذا العلاج بالهرمونات البديلة لم يكن له أي تأثير على سلامة المادة البيضاء في الدماغ.
لكن في حالات السرطان، من الضروري استئصال المبيضين لإنقاذ المريضة، ولكن استئصال المبيضين يتم أيضًا بشكل شائع لعلاج التهاب بطانة الرحم، وكيسات المبيض، والأورام الليفية غير السرطانية.
في ضوء الأدلة الحديثة، يرى بعض الخبراء أن مخاطر وفوائد إزالة كلا المبيضين في سن مبكرة لا يتم تقييمها بشكل مناسب من قبل الجراحين أو المرضى.
وبالنسبة للأطفال والمراهقين، قد تكون إزالة كلا المبيضين بسبب حالات حميدة "غير ضرورية" وتنطوي على مخاطر مدى الحياة.
وبحسب الدراسة، لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حتى يومنا هذا حول الدور الذي تلعبه المبايض في صحة النساء على مدى الحياة وماذا يحدث عند إزالتها.
لذلك، هناك العديد من الأسباب التي يجب من خلالها الحفاظ على المبيضين عندما يكون ذلك ممكنًا لحماية الدماغ من الأذى المحتمل.