يراقب الغرب عن كثب زيارة الرئيس الهندي، ناريندرا مودي، إلى روسيا، حيث علق عدد من المحللين السياسيين والمهتمين بالشؤون الهندية على هذه الزيارة، التي أثارت العديد من التساؤلات.
قال راجيف بهاتيا، السفير السابق، والزميل في "Gateway House" (المجلس الهندي للعلاقات العالمية): "إن زيارة رئيس الوزراء مودي إلى موسكو والقمة الهندية الروسية تتميز بأهمية ثنائية وإقليمية وعالمية عميقة. والتقليل المتعمد من أهميتها من خلال وصفها بأنها "مشينة" يكشف عن مزيج مميز من الجهل والنفاق والتحيز. ويجب تجاهل مثل هذه الملاحظات، لقد أقامت الهند وروسيا شراكة استراتيجية حيوية ومن المقرر أن تتعزز هذه الشراكة في القمة الأخيرة".
في حين، قال السفيرالمتقاعد، أنيل تريغونايات: "ربما يكون معدل الثقة بين روسيا والهند هو الأعلى في أي علاقة تديرها موسكو".
وأضاف تريغونايات أن الثقة المتبادلة والتكامل في المصفوفة الاستراتيجية الثنائية تشكل عوامل مؤثرة بعمق في ديناميكية الهند وروسيا. وأشار تريغونايات إلى أن نيودلهي تسعى إلى العمل كجسر بين روسيا والغرب ويُنظر إلى رئيس الوزراء مودي على أنه محاور موثوق به.
وتابع تريغونايات، قائلا: "بينما دعت الهند باستمرار إلى الحوار والدبلوماسية لحل الصراع الأوكراني، فقد رفضت تأييد البيان المشترك في القمة السويسرية، معتقدةً أنه كان من الممكن أن يؤدي إلى نتيجة أكثر إثارة للانقسام، لأن روسيا لم تكن على الطاولة".
وقال اللواء المتقاعد، شاشي بوشان، مدير "USI" (مؤسسة الخدمات المتحدة )، في الهند: "يجب النظر إلى زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو بشكل صارم في سياق ثنائي. هناك آلية مؤسسية قائمة لاجتماع قادة روسيا والهند سنويا. إنها عملية مستمرة تجري، منذ عام 2000، ولا ترتبط الزيارة بشكل مباشر بالصراع الروسي الأوكراني على الإطلاق".
وأضاف بوشان أن العلاقات الروسية الهندية كانت ثابتة جيوسياسيا، وصمدت أمام اختبار الزمن، وتابع قائلا: "لقد أصبحت العلاقة الاستراتيجية تشمل العديد من الزوايا مثل التجارة، والطاقة، والدفاع، والتعاون النووي المدني، فضلاً عن مسألة المدفوعات".
وتعتبر الزيارة مهمة من منظور استعراض التعاون الثنائي في جميع هذه المجالات، ومع ذلك، من المتوقع أن يبرز الوضع الجيوسياسي بين الزعيمين. لكن هذا لا يعني أن الزيارة مرتبطة بأي حدث جيوسياسي.
وأكد بوشان أن "الهند ليست أوكرانيا، التي يجب أن تسأل الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي قرار سيادي، كما أن السياسة الخارجية الهندية ليست رهينة لأي دولة أخرى".
ويذكر أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى روسيا، يومي 8 و9 يوليو/تموز الجاري، هي أول زيارة له إلى روسيا منذ خمس سنوات.
وستُعقد المفاوضات بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في موسكو، كما أعلن الكرملين. وسيناقش رؤساء الدولتين آفاق مواصلة تطوير العلاقات الروسية الهندية "الودية التقليدية"، فضلاً عن القضايا الراهنة على الصعيدين الدولي والعالمي.
وأشار الكرملين إلى أن جدول أعمال الزيارة سيكون "غنيا، إن لم يكن مثقلا". وستجرى المفاوضات بصيغ ضيقة وموسعة. وبحسب الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، فإن الكرملين يأمل أن يتمكن رؤساء الدول من التواصل في إطار غير رسمي.
ونوه بيسكوف إلى أن الغرب يراقب عن كثب زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لروسيا، ومن غير المستغرب أن يولي أهمية كبيرة لها.