أحيا الآلاف من المسلمين مراسم العاشر من محرم "عاشوراء" بمسيرة جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، اختتمت بكلمة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وقد توافد المواطنون من مختلف المناطق اللبنانية إلى الضاحية، وانطلقت المسيرة فور الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني، وتقدمت المسيرة الفرق الكشفية وصور قادة "المقاومة" باتجاه ساحة الإمام الحسين في الكفاءات، حيث ألقى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله كلمة بالمناسبة.
وأكد نصر الله في كلمته أن "ما قامت به المقاومة في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هو حق كامل لها". وأضاف أن "فتح جبهة الإسناد اللبنانية ضمن معركة طوفان الأقصى يأتي نصرة للشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "جبهة المقاومة لن تتوقف ما دام العدوان الإسرائيلي مستمرا على غزة، وأن التهديد بالحرب لن يخيفهم. وأضاف أن تمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق".
وأشار نصر الله إلى أنه "في حال توقف العدوان على غزة، فإن الجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح. ووجه التحية إلى مقاتلي غزة الشجعان وأهل غزة الصابرين، مشددا على أن جوهر عاشوراء هو الانتصار للمظلوم".
وأكد نصر الله أن "المقاومة في معركتها الحالية تنتصر لكل شعوب المنطقة التي اعتدى عليها الكيان الإسرائيلي بالاحتلال والمجازر والعدوان والتهديد. وقال: "إننا هنا لننتصر لفلسطين ولقطاع غزة المظلوم وللضفة الغربية ولشعب لبنان".
مراسم العاشر من محرم "عاشوراء" بمسيرة جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت
© Sputnik . Abdul Kader AlBay
وأشار إلى أن "لبنان دخل منذ 8 أكتوبر معركة مختلفة وفتح جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى لأنها معركة الأمة كلها، إضافة إلى جبهات الإسناد في اليمن والعراق وسوريا وإيران الداعمين".
وأضاف: "هناك ثلاث دول عربية ما زالت تعاني مباشرة من الاحتلال والعدوان والإرهاب الإسرائيلي، وهي فلسطين ولبنان وسوريا".
مراسم العاشر من محرم "عاشوراء" بمسيرة جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت
© Sputnik . Abdul Kader AlBay
وأشاد بالإسناد اليمني لجبهة غزة قائلا: "اليمن استطاع منع السفن التابعة للعدوان من عبور البحر الأحمر إلى فلسطين المحتلة، وفرض حصارا على ميناء إيلات الذي أفلس باعتراف المسؤولين الصهاينة".
وتحدث نصر الله عن اعتراف الجيش الإسرائيلي بأنه يعاني من نقص في الدبابات بسبب تضررها في جبهات القتال في غزة والشمال، مهددا:
"إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوب لبنان لن تعانوا من نقص في الدبابات، لأنه لن تبقى لديكم دبابات"، مشددا على أن "التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها سابقا".
وأكد أن "جبهة لبنان لن تتوقف ما دام العدوان مستمرا على غزة، وأن التهديد بالحرب لم يخفهم منذ عشرة أشهر عندما كانت إسرائيل لا تعاني من نقص".
وأضاف نصر الله أن "كل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع على الحدود الجنوبية للبنان غير صحيح، وأن مستقبل ما سيحدث في الجنوب يتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة".
ووجه نصر الله تحية "للبيئة الصامدة الواعية التي تستند إليها المقاومة في لبنان"، مؤكدا أنه "سيتم تشييد القرى الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت فهي رمز لصمودنا ومقاومتنا"، مشيرا إلى أنه "في حال توقف إطلاق النار فإن الجهة المعنية بالتفاوض وإعطاء الأجوبة هي الدولة اللبنانية".
وأوضح أن "الكيان الإسرائيلي يعيش للمرة الأولى أسوأ حالاته وأيامه على كل الصعد، كما يعترف قادته السياسيون والعسكريون، إسرائيل وعلى الرغم من مرور عشرة أشهر على عدوانها إلا أنها عاجزة عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بالمجازر البشعة بحق المدنيين في غزة".
وأضاف الأمين العام للحزب "إسرائيل تعاني لأول مرة في كل شيء، في جيشها وأجهزتها الأمنية وحكومتها وأحزابها ومجتمعها وأمنها واقتصادها، وهذا كله هو حصيلة القتال والصمود في غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المختلفة"، مشيرا إلى أن "كل محاولات الكيان إخفاء خسائره البشرية والمادية سواء في قطاع غزة أو الضفة أو جنوب لبنان بدأت تظهر"، لافتا إلى 9254 فرداً بين ضابط وجندي، بينهم 3 آلاف بترت أطرافهم، و650 حالة شلل، و185 أصيبوا بالعمى الكامل، وعدة آلاف يعانون من صدمات نفسية حادة".
وحمّل نصر الله "الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بسبب تزويدها له بالأسلحة".