وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "في اعتقادي أن القضية اليمنية أصبحت قضية معلقة أشبه بالقضية الكردية والقضية الفلسطينية، وهي من القضايا التي سوف تثير نزاعا إقليميا طويلا ولن تصل إلى حلول في القريب العاجل".
وتابع الشميري: "هناك صعوبات حقيقية وتداخلات إقليمية ومحلية تمنع التوصل إلى توافقات مستديمة ومن بينها المستجدات الأخيرة في البحر الأحمر، والتي عقّدت أي مجال للتفاهم".
وأشار رئيس مركز "جهود" إلى أن "الميليشيات الحوثية (أنصار الله) تُصر على أن تبقى على وضعها وسلاحها، وليست ذاهبة في أي حوار نحو بناء دولة أو حصر السلاح بيد جيش محدد، كل هذه المتغيرات ستفتح الباب لصراع طويل الأمد في اليمن".
وفيما يتعلق بالمرجعيات الدولية، يقول الشميري: "هي مرجعيات وتطبيقها سيكون صعب، فإذا ما تم إيجاد حل للقضية اليمنية في قادم السنوات، فأعتقد أنها ستأخذ رؤية جديدة وفق مراجع وآليات وتفاهمات جديدة بين كل المكونات، وهذا في رأيي أفضل الاحتمالات، لكن كل ذلك ليس في القريب العاجل".
وأكد الشميري أنه "لا يزال هناك ما يشبه الصراع الطويل الذي سيأخذ أحيانا منحى عسكري وأحيانا تفاهمات فرعية حول ملفات جزئية إنسانية فتح معابر أو تسليم أسرى وغيرها ،أما الوصول الشامل إلى اتفاق سياسي وإيقاف نزيف الحرب فهو غير محتمل وغير وارد، على الأقل في هذا العام والعام القادم".
وأفاد مصدر حكومي يمني بأن الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، توافقتا على تشكيل لجنة لإطلاق حوار بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة، لحل قضايا خلافية في الملف الإقتصادي.
وقال المصدر لـ"سبوتنيك"،في وقت سابق، إن "الحكومة و"أنصار الله" توصلتا بوساطة الأمم المتحدة وسلطنة عمان، إلى اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة عدد من القضايا في الشأن الاقتصادي، بينها دفع رواتب الموظفين العموميين واستئناف تصدير النفط الخام".
وأضاف أن "من بين القضايا الاقتصادية التي ستكون محل نقاش بين ممثلي الحكومة و"أنصار الله" في اللجنة المشتركة؛ معالجة الانقسام في القطاع المصرفي وتوحيد العملة وحيادية البنك المركزي اليمني، وآلية صرف المرتبات".
ويأتي التوافق بين الحكومة و"أنصار الله" على تشكيل اللجنة المشتركة، بعد إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرونبرغ، في وقت سابق، توصل طرفي الصراع إلى اتفاق لخفض التصعيد في القطاع المصرفي وعمل الخطوط الجوية اليمنية، يتضمن "إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة، واستئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عندما توصلت الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله"، إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 من مارس/آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.