خبراء عرب: الرد الروسي على"هجوم أوكرانيا الفاشل" المدعوم من الغرب... سيكون مزلزلا

أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأن الجيش الروسي أوقف ودمر محاولات وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية لاختراق المنطقة في اتجاه كورسك.

وقالت الدفاع الروسية: "تواصل وحدات من مجموعة "الشمال"، إلى جانب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تدمير التشكيلات المسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقتي سودجينسكي وكورينفسكي في مقاطعة كورسك، المتاخمة مباشرة للحدود الروسية الأوكرانية".

وأضاف البيان: "تم استهداف التجمعات من القوى العاملة والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بالنيران، ويتم إيقاف محاولات اختراق الوحدات الفردية في عمق المنطقة في اتجاه كورسك".

وأشار البيان إلى أنه خلال الـ24 الساعة الماضية، فقد "العدو ما يصل إلى 400 عسكري و32 مركبة مدرعة".

ويرى خبراء عرب، أن روسيا قادرة على توسيع عملياتها في أوكرانيا، بشكل كبير بعد "الهجوم الفاشل"، وأن الرد سيكون مزلالا في أكثر من محور.

تعليقا على الهجوم الأوكراني، قال الخبير السياسي والأمني، حسن حردان، إن أوكرانيا لا يمكنها أن تقدم على أي هجوم داخل روسيا دون دعم الغرب، وإن كان بشكل غير علني.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الهدف من الهجوم على "كورسك" هو محاولة وقف القوات الروسية التي تواصل تقدمها في جبهتي "خاركوف" و"دونيتسك"، وبالتالي تخفيف الضغط الروسي على هاتين الجهتين، عبر دفع القوات الروسية إلى التركيز على مواجهة الهجوم الأوكراني المفاجئ على "كورسك".

وتابع "لدى روسيا القدرات العسكرية التي تمكنها من صد الهجوم وإحباط أهدافه، وإلحاق خسائر فادحة بالقوة المهاجمة، وهو ما كشفت عنه وزارة الدفاع الروسية في بيانها بشأن التصدي لهذا الهجوم في اليوم الأول.

وتابع" من الناحية العسكرية لن تكون لدى القوة الأوكرانية القدرة على البقاء في البلدات التي دخلت إليها، لأن الطيران الروسي الحربي والقوات الخاصة الروسية تتمكن من توجيه ضربة قاضية لما تبقى من هذه القوة المتوغلة داخل الأراضي الروسية".

ويرى أن أوكرانيا تريد أن تؤكد للغرب أنها قادرة على استعادة زمام المبادرة في الميدان، وبالتالي دفع الغرب إلى زيادة وتسريع دعمه العسكري والمادي لأوكرانيا.

ولفت إلى أن الغرب سيسعى من خلال هذا الهجوم إلى القول لجمهوره الذي بات يعارض تقدم الدعم لأوكرانيا نتيجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وعدم الجدوى من مواصلة هذا الدعم" ها هو الدعم بدأ يحقق نتائجه، وها هي أوكرانيا تحرز تقدما في الميدان".

فيما يتعلق بتبعات العملية الإرهابية التي قامت بها أوكرانيا، يوضح حردان أنها تتمثل في نجاح القوات الروسية سريعا في استعادة سيطرتها على البلدات التي دخلت إليها القوات الأوكرانية، وإلحاق المزيد الخسائر الكبيرة بهذه القوات.

توسيع الهجمات الروسية ضد أوكرانيا، كعقاب لها على التجرّؤ في مهاجمة الأراضي الروسية.

توجيه رسالة قوية للغرب بأنه لا يستطيع الرهان على حصول تحول في الميدان لمصلحة القوات الأوكرانية، وأن الأسلحة التي يسلمها لأوكرانيا لن تتمكن من تحقيق ذلك.

في الإطار قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إنه بعد ثلاثة أيام من محاولة الجيش الأوكراني إحداث اختراق في الجبهة الروسية عبر الهجوم على منطقة كورسك جنوب غرب روسيا، تمكن الجيش الروسي من صد القوة المهاجمة التي يبلغ عدد أفرادها الف عنصر مدعومين بالدبابات والمدرعات والطائرات المسيرة، عقب اشتباكات حادة في بلدة سودجا.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الدلالات الأولية لهذا الهجوم تظهر عدة حقائق، أولها أن استهداف الجيش الأوكراني لمنطقة "كورسك" الروسية خطوة إعلامية بالدرجة الأولى، يسعى نظام كييف النازي من ورائها للإعلان أن جيشه لا زال قادرا على القتال عقب الخسائر الفادحة التي تكبدها خلال الأشهر الأخيرة.

وتتابع" استطاع الجيش الروسي خلال أقل من شهر أي منذ 14 يونيو الماضي السيطرة على 420 كيلومتر مربع، ضمن خطة تستكمل ما قبلها على قاعدة التقدم العسكري المدروس الذي يحقق إنجازات ثابتة".

واستطرد" الدلالة الثانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت المحاولة الأوكرانية الفاشلة لاختراق "كورسك"، فيما ويكذب البيت الأبيض عندما يقول أنه لم يكن على علم بها، بدليل أن المخابرات البريطانية ساهمت في إحداث هذه الثغرة، وهو ما لا يمكن لها القيام به من دون علم واشنطن.

ولفت إلى أن" سبب أكذوبة البيت الأبيض فيعود إلى إدراكه المسبق بأن هذا الاختراق يشبه فقاعة هوائية".

وأشار إلى أن ثالث الدلالات، أن هذه العملية المحدودة التي توقفت عند منطقة الحدود حسب رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف، سوف تشكل مبررا لروسيا لتوسيع أهدافها العسكرية نحو معظم أوكرانيا، أي نحو اوديسا وخاركوف ودونيبرو وحتى كييف نفسها، خاصة العملية الأوكرانية، أقل قدرة بكثير عن محاولة الضغط على روسيا، لتشتيت قواها على عدة محاور، والتي سترد بشكل قوي ومزلزل".

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن الجيش الروسي يواصل عملياته ضد وحدات القوات الأوكرانية في المناطق الحدودية لمقاطعة كورسك.

وأوضحت الدفاع الروسية في بيان أن القوات الروسية ما زالت تقوم بمهامها في اتجاه كورسك، مؤكدة أن "عملية القضاء على القوات المسلحة الأوكرانية مستمرة".

وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاؤسوف، وأمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، ومدير مكتب الأمن الفيدرالي، ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، لمناقشة الوضع في مقاطعة كورسك.

وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، خلال الاجتماع: "في الساعة 5.30 من صباح يوم 6 آب/أغسطس، شنت وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية يصل قوامها إلى ألف عسكري هجوما من أجل الاستيلاء على جزء من أراضي منطقة سودجا في مقاطعة كورسك".

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأن القوات الروسية قامت بتحسين تموضعها على محاور عدة، ودمرت عددا كبيرا من المدافع والمدرعات الأوكرانية، في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.