خبير: تهديد القبائل العربية لمسلحي واشنطن شرقي سوريا سيقوض هيكليتهم العسكرية

وأوضح الجفا أن "أفعال "قسد" ناتجة عن دعم أمريكي مطلق ودعم غربي وإسرائيلي لأن مشروع قسد الانفصالي هو جزء مهم وناتج محصلة نهائية لما بعد داعش، تم التخطيط له بعناية فائقة بتسلسل دراماتيكي يدار بعناية من قبل الاستخبارات الأمريكية والغربية في فترة سنوات الحرب على سوريا، لكن الناتج النهائي لهذا المشروع أو هذا المخطط لن يكون كما تشتهي وتحلم به "قسد" بعد أن تعشمت كثيرا بالدولة الكردية والتي سترتبط حتما بدولة شرق كردستان في العراق".

وأضاف الجفا أن "هذا الحلم الذي وعدت به قسد يبدو أنه بدأ يتلاشى تدريجياً، وبالتالي بدأت بتصرفات وردات فعل أكبر من قدرتها على تحمل نتائجها مستقبلاً، وهذه التصرفات تدخلها في صراع مباشر مع الجيش السوري وروسيا وإيران وحتى تركيا فيما لو دخل الجيش السوري في صراع عسكري مفتوح مع هذه الميليشيات، لأن أحد أهم الشروط التركية المطروحة على طاولة المفاوضات هي إيجاد تحالف سوري تركي لمحاربة قسد، وهذا ما رفضته سوريا لأنها تعتبر المكون الكردي جزءاً ومكوناً أساسياً ومهماً من مكونات الشعب السوري ورفضت كل العروض التركية والمغريات لمحاربة قسد".

وأكد المحلل السياسي أن "قسد تكرر خطأها وتزيد وتوسع في حجم ودائرة العداء لها حتى من الدول التي تدعمها وتتفهم مطالبها والتي يمكن أن تكون وسيطاً معتدلاً في أي مفاوضات أو تسويات مع الدولة السورية".

قال الجفا إن قرار الجزيرة السورية ومستقبل المنطقة مرتبط بشكل كامل بالقرار الأمريكي ومستقبل القوات الأمريكية والصراع المفتوح في غزة ومستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية.

وأوضح أن وجود آبار النفط يريح الجانب الأمريكي لأنه يدير صراعا استراتيجيا وبأموال الغير ومن دون أن يكلف الخزينة الأمريكية أي سنت ولا سيما أن هذا الصراع مهم ومصيري بالنسبة له ولحليفته الأساسية في المنطقة وهي إسرائيل، وبالتالي وجود آبار النفط وسلة الغذاء السوري بيد قسد ورقة مهمة جداً للأمريكي ولحليفته قسد التي تتحكم بأموال ومقدرات الشعب السوري.

وأوضح أن "ممارسات قسد واستعدائها وتهميشها للمكون الأساسي والمهم والأكبر في منطقة الجزيرة قد وسع الهوة بينها وبين أبناء الجزيرة السورية، التهميش والتمييز الذي مارسته ضد المكونات العربية واتهامها دائماً كل من يقوم بالمطالبة بحقوقة أو ينتفض على تعسفها وسرقتها لأموال ومقدرات الأغلبية الساحقة من أبناء الجزيرة واستئثارها بالمناصب العليا لصالح الأقلية الكردية خلق فجوة وجدراناً عالية وشرخاً كبيراً مع أبناء المنطقة يصعب إعادته إلى مجراه الطبيعي بعد "دعشنت" قسد كل معارضيها طيلة السنوات السابقة".

وأضاف الجفا أن "تهديد قادة العشائر لقسد من استمرار الحصار تهديد جدي ويختلف عن المرات السابقة ويمكن أن يؤدي إلى تصاعد حدة الصدام واتساع الهوة بين أبناء العشائر وقسد، وسيقوّض تدريجياً الهيكلية التنظيمية والعسكرية لألوية وكتائب قسد والتي تعتمد بأكثريتها على المكون العربي والعشائري وهم بمعظمهم لديهم ولاء مطلق لقياداتهم العشائرية بغض النظر عن كل المغريات التي تقدمها قسد لهم".

وبين المحلل السياسي أنه "إذا استمرت قسد في تعنتها وفي حصارها للمناطق التي توجد فيها المؤسسات الحكومية السورية سيكون هناك تدخل روسي حتمي مع تحشيد عسكري سوري أكبر وربما الدخول في صدام مباشر مع قسد في أكثر من منطقة وهذا يعتمد على الموقف الأمريكي بالمطلق والتعليمات التي ستتلقاها قسد من القادة العسكريين الأمريكيين المشرفين بالكامل على قرارات قسد في السلم والحرب".

ولفت إلى أنه "إن تصاعد حجم الدعم الأمريكي لقسد ودخلت القوات الأمريكية في صدام مع الجيش السوري والروسي سنشاهد تدخلاً لقوى حلف المقاومة وخاصة الحشد الشعبي، وهذا السيناريو لا تريده الإدارة الأمريكية لأن هناك خطوطا تواصل وتنسيق هادىء لإيجاد حلول مقبولة لمستقبل شمال شرق سوريا بين الإدارة الأمريكية وسوريا عبر دول عربية لمنع أي تصعيد أو فتح أي جبهات جديدة الجميع بغنى عنها".