وذكرت تقارير أن العديد من الأطفال الفلسطينيين الصغار أصيبوا بأمراض مرتبطة بشكل أساسي بالشرب أو الاستحمام بمياه ملوثة، وأن الأمراض الشائعة بينهم تشمل الأمراض الجلدية والتهاب الكبد.
وأوضحت التقارير أن جميع محطات تحلية المياه بغزة و88 % من آبار المياه بالقطاع دمرت أو تضررت نتيجة للحرب الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اختفت جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى انخفاض كمية المياه المتاحة بنسبة 94 % منذ بدء الحرب، ما يعادل أقل من 5 لترات يوميا للفرد الواحد مقابل نحو 15 لترا على الأقل يوميا في حالات الطوارئ.
وعلى الرغم من محاولة المنظمات الإنسانية المساعدة في إصلاح البنية التحتية وتركيب خزانات للصرف الصحي وتوزيع المياه النظيفة، إلا أن إمكانية وصولها إلى القطاع لا تزال محدودة للغاية، في وقت تُرك الفلسطينيون يستخدمون مياه البحر غير المعالجة والملوثة بمياه الصرف الصحي للشرب والاستحمام دون مطهرات.
وأصبح الفلسطينيون في غزة معرضون للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ)، على خلفية تناول الطعام أو الماء الملوث بالبراز، كما أن سوء التغذية والصرف الصحي يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
وكانت تقديرات الأمم المتحدة قد لفتت إلى أن "عدد حالات التهاب الكبد الوبائي (أ) في غزة بلغ نحو 40 ألف حالة منذ بدء الحرب، مقارنة بـ85 حالة فقط، في الفترة من أكتوبر(تشرين الأول) 2022 إلى يوليو (تموز) 2023، فضلا عن أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بالالتهاب التنفسي الحاد، ونصف مليون حالة إسهال حاد وأكثر من 100 ألف حالة يرقان".
ويتوازى ذلك مع ما سجلته منظمة الصحة العالمية، خلال الفترة من أكتوبر إلى أواخر يونيو/ حزيران الماضي، من وجود 65 ألف حالة طفح جلدي ونحو 103 آلاف حالة من الجرب والقمل.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 39 ألف قتيل وأكثر من 90 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.