وقالت كاري إيجيتشي، عالمة الخيول في جامعة "نوتنغهام ترينت" في إنجلترا: "الخيول ليست ذكية بالفطرة، ويُنظَر إليها على أنها متوسطة الذكاء، ولكن هذه الدراسة تُظهِر أنها ليست متوسطة بل إنها في الواقع أكثر ذكاء من الناحية الإدراكية مما نتصوره".
وأوضحت أنه من المثير للدهشة أنه لم يتم إجراء سوى عدد قليل من الدراسات حول تعلم الخيول، مع وجود بعض الأبحاث التي تشير إلى القدرة على فهم العواقب الأساسية لقراراتها.
وفي محاولة للتفكير فيما إذا كانت الحيوانات العاشبة الكبيرة تخطئ في العيش في اللحظة أو لديها فكرة عما سيحدث في المستقبل، قالت لويز إيفانز، عالمة السلوك في جامعة نوتنغهام ترينت وزملاؤها ما قد يشتبه به العديد من محبي الخيول بالفعل: "يمكن للخيول التخطيط للمستقبل".
ووضع العلماء 20 حصانًا للاختبار، وعُرضت على الخيول مكافأة مقابل لمس هدف على شكل قطعة من الورق المقوى، ولكن عندما تم إشعال ضوء إلى جانب الهدف، لم يتم تقديم هذه المكافأة.
وأوضح العلماء أن المقصود من الضوء كان الإشارة إلى ضرورة "التوقف"، ولكن الخيول استمرت في ضرب الهدف بأنفها على الرغم من ذلك، وابتلعت مكافآتها بمجرد إطفاء الضوء.
من السهل رفض هذا السلوك باعتباره فشلاً في فهم اللعبة، ولكن هناك العديد من الأسباب البديلة التي قد تجعل خيولنا الموثوقة تتصرف بهذه الطريقة، كما توضح إيفانز وفريقها.
وقالت: "تحتاج الحيوانات عادة إلى تكرار المهمة عدة مرات لاكتساب المعرفة الجديدة تدريجيًا، في حين تحسنت خيولنا على الفور عندما قدمنا تكلفة للأخطاء. وهذا يشير إلى أن الخيول كانت تعرف منذ البداية ما هي قواعد اللعبة".
ويعتقد العلماء أن الخيول التي أجريت عليها الاختبارات كانت تدفع الأهداف بلا تمييز في البداية لأن الخيول كانت لا تزال تتلقى مكافآت منتظمة دون الحاجة إلى بذل الجهد لتقييم أهمية الضوء.
وتابع العلماء: "يبدو أن الخيول تستخدم نهج التكلفة والفائدة لتجاهل إشارة التوقف، ولكن بمجرد فرض التكلفة الأكبر، قامت بتبديل التكتيكات، مما يشير إلى مستوى من التخطيط المستقبلي"، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وأوضحت إيجيشي: "نعتقد الآن أن الخيول قد تكون قادرة على استخدام شكل من أشكال التعلم يسمى "التعلم القائم على النماذج" والذي كان يُعتقد أنه معقد للغاية بالنسبة لها. سيساعدنا هذا الآن على فهم سلوكها وقدراتها بشكل أفضل بكثير".