وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الهجوم جاء على جبهة "كورسك" ليس لأنها أضعف نقطة، كما يدعي النازيون، بل للانتقام من هزيمة عام 1943، أمام الجيش الأحمر، وفي حقل "كورسك"، حيث تواجهت آلاف الدبابات الالمانية النازية ودبابات الجيش الأحمر، التي استطاعت أن تقضي على كامل القوة المدرعة النازية في ذلك التاريخ ولم تقم لها قائمة حتى عام 2024".
وتابع علي قائلا إن "الدليل أنها ليست أضعف نقطة، أن القوات الروسية استطاعت أن تستوعب الهجوم خلال أيام، وتبدأ بعملية تدمير القوات النازية الأوكرانية الرئيسية، تمهيداً لتطويقها والقضاء عليها، كما لو كان التاريخ يعيد نفسه، حيث صرح قادة أوكران، بأن القوات المستخدمة في هجوم كورسك، هي قوات النخبة النازية وهي القوات الأخيرة، وبالقضاء عليها، تصبح الطريق أمام الجيش الروسي ممهدة نحو كييف".
واستطرد: "اشتراك أمريكا واضح في هذه العملية، من حيث التخطيط وتقديم الدعم اللامحدود، في العتاد والمعدات، وإذا لم يكن الجندي الأمريكي في الميدان، فهناك آلاف المرتزقة الأمريكان والأوروبيين في الميدان، وفي غرف العمليات التي تقود هذه العملية، وطائرات الاستطلاع الأمريكية والأقمار الصناعية الأمريكية، التي تمد النازيين الأوكران بالمعلومات اللوجيستية".
ويرى أن ما قامت به أوكرانيا يعد خطوة خطيرة، من خلال الاعتداء على السيادة والأراضي الروسية، والتي لطالما حذر الرئيس بوتين من الاقتراب منها، غير أن الأمريكي يريد إعادة عقارب الساعة للوراء، وكسر قواعد الاشتباك، التي فرضها الجيش الروسي معه.
ومضى بقوله: "أتوقع بعد صد هذا الهجوم، أن يكون العقاب الروسي كبير جدا، وسيأتي بمنحيين، الأول هو تدمير النازية في كل أوروبا، وانتزاع هذا الفكر المشوه منها، بالإضافة لاحتمالية تزويد روسيا حلفائها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بأسلحة روسية نوعية تكسر بها التوازن مع المعسكر الغربي، وبالتالي مزيد من التراجع للمعسكر الغربي مقابل مزيد من التقدم لقوى التحرر العالمية المدعومة من قبل روسيا".
وتابع البرلماني السوري السابق: "قد نرى قفزات للجيش الروسي باتجاه كييف وأوديسا بأي لحظة، كنوع من أنواع الرد على الهجوم، الذي يعتبر الفرصة الأخيرة لزيلينسكي، الذي سيكتب نهايته بعد أن يصبح الشماعة التي ستعلق عليها كل الهزائم".
وأشار إلى أن "الغرب سعى لكسر النمطية التي فرضها الجيش الروسي منذ عامين حتى الآن، من خلال تحرير الأراضي بكل هدوء".
وأضاف: "كما أراد الغرب تغيير شروط التفاوض مع الرئيس بوتين، الذي فرض عليهم السلام مقابل الاعتراف بالأقاليم الأربعة المحررة، وهو حق من حقوق روسيا، في حين أن الغرب أراد بهذه المعادلة لتصبح الانسحاب مقابل الانسحاب من الأراضي الروسية، وهي فرضية لن تنجح".
ويرى أن "القيادة الروسية قرأت المشهد بشكل صحيح، وفندت غاياته السياسية، وتعمل الآن على تفكيك الميدان، وتحويل الهجوم لخسارة كبيرة للنازيين في أوكرانيا ومن خلفهم الغرب، لا تقم لهم قائمة بعدها".
وختم بقوله: "الزخم التاريخي للروس معروف من خلال انتصار كورسك الأول عام 1943 الذي يشكل دافعا كبيرا لهم لهزيمة النازيين في عام 2024 مرة أخرى وفي نفس حقل المعركة".
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، بأن القوات الأوكرانية فقدت منذ بداية محاولة التسلل إلى الأراضي الروسية في مقاطعة كورسك، أكثر من 3460 عسكريا و50 دبابة.
وأضافت الدفاع الروسية في بيان لها، أنه "في المجموع، خلال القتال في اتجاه كورسك، فقد العدو أكثر من 3460 عسكريا، و50 دبابة، و25 مركبة قتال مشاة، و45 ناقلة جند مدرعة، و262 مركبة قتالية مدرعة".
وخلال هذا الوقت أيضًا، فقدت كييف أيضًا 115 مركبة، وخمسة أنظمة دفاع جوي، وسبع قاذفات "ملرز"، بما في ذلك ثلاث "هيمارز" ، و25 مدفعا ميدانيا، وأربع محطات حرب إلكترونية، وأربع قطع من المعدات الهندسية.
وفي سياق متصل، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إدانة استفزازات نظام كييف في المنشآت النووية الروسية، على خلفية معلومات تشير إلى إعداد القوات الأوكرانية لاستفزازات في محطة كورسك للطاقة النووية.
وجاء في بيان لزاخاروفا أنه "وفقًا للمعلومات الواردة، بدأ نظام كييف التحضير لهجوم على محطة كورسك للطاقة النووية".
وأضافت المتحدثة: "ندعو المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإدانة التصرفات الاستفزازية التي يحضر لها نظام كييف، من أجل منع انتهاك السلامة المادية والنووية لمحطة كورسك للطاقة النووية، والذي قد يفضي إلى كارثة واسعة النطاق من صنع البشر في أوروبا".
وأكدت زاخاروفا أن مثل هذه التصرفات من جانب نظام كييف "لا تشكل تهديدًا مباشرًا لمحطات الطاقة النووية فحسب، وإنما تقوض مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأمن والسلامة النوويين، التي صاغها المدير العام للوكالة رافائيل غروسي عام 2022".
وتابعت: "يجب أن يدرك المجتمع الدولي بأكمله مدى الخطر الذي يشكله نظام النازيين الجدد في كييف على القارة الأوروبية، ويجب أن تتضافر الجهود لمواجهة محاولات تخويف وترويع أقاليم كاملة والمجتمع الدولي بأكمله".