كشفت عشرات الدراسات المختلفة، التي استخدمت كل شيء من تطور الكروموسومات إلى الحفريات القديمة، عن مرشحين اثنين لأقدم حيوان على سطح الأرض وهما الإسفنج، وقناديل البحر.
تأتي بعض أفضل المعلومات حول الحيوانات المبكرة من الحفريات التي يعود تاريخها إلى العصر "الكمبري"، الذي بدأ منذ نحو 541 مليون سنة. في الخمسينيات من القرن العشرين، تم تحديد الحفريات المكتشفة على أنها بقايا حيوانية من العصر "الإدياكاري".
كانت الحيوانات التي عاشت خلال العصر "الإدياكاري" في الغالب حيوانات ذات أجسام ناعمة على شكل كتل مثل اللاسعات، وهي مجموعة تضم حيوانات مثل قنديل البحر وشقائق النعمان البحرية، والديدان، وربما الإسفنج.
ومن الصعب للغاية الحفاظ على الأنسجة الرخوة لأنها تتحلل بسهولة أكبر من العظام أو الهياكل الخارجية. وهذا يعني أن بقايا الحفريات لحيوانات العصر "الإدياكاري" ليست نادرة فحسب، بل إنها أكثر صعوبة في التحليل. ولعل أشهرها حيوان يشبه الدودة يسمى "ديكينسونيا".
قدمت إليزابيث تورنر، عالمة الأحياء في جامعة لورينتيان في أونتاريو، ما تقترحه كأقدم حيوان معروف، وهو عينة أحفورية لما تقول إنه إسفنجة عمرها 890 مليون عام، ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع فرضيتها.
كل الأدلة المذكورة عن الحيوانات المبكرة حتى الآن تأتي من الحفريات الموجودة في الصخور التي يمكن تحديد عمرها إشعاعيًا باستخدام نظائرها، والتي تتحلل بمعدل ثابت بمرور الوقت.
ولكن مؤخرًا، برزت طريقة جديدة تستخدم نموذجًا يسمى "الساعة الجزيئية"، بناءً على افتراض أن الجينات تتحور بمعدل ثابت بمرور الوقت، يمكن للعلماء تحليل جينومات الحيوانات الحديثة وتتبعها إلى الوقت الذي ظهرت فيه لأول مرة.
تزعم دراسة أجريت عام 2023 باستخدام بيانات الكروموسومات من المشطيات الحديثة، المعروفة أيضًا باسم قناديل البحر ، أنها كانت أول الحيوانات المعروفة، والتي ظهرت، منذ حوالي 600 مليون إلى 700 مليون سنة.
ومع ذلك، يشكك نيك باترفيلد، عالم الأحياء القديمة في جامعة كامبريدج، في كلتا النظريتين. وقال: "إنه إذا كانت هناك حيوانات قبل 890 مليون سنة، فسنرى آثارًا مثل التمعدن الحيوي، حيث يمكن للجزيئات من المادة العضوية للحيوانات أن تتسبب في تبلور المعادن المحيطة. ولكن أقدم عملية تمعدن حيوية معروفة تعود إلى 750 مليون سنة فقط".
من ناحية أخرى، لا يتأكد باترفيلد ما إذا كانت الدراسة التي أجريت على المشطيات تقدم دليلاً ملموسًا على أن قناديل البحر كانت أقدم الحيوانات. وقال: "لا توفر الساعات الجزيئية بيانات، بل تقدم فرضيات".
وعلى مر السنين، توصلت الدراسات التي تستخدم جينات مختلفة إلى نتائج متضاربة تدعم إما قناديل البحر أو الإسفنج.
وبحسب البحث المنشور في مجلة "لايف ساينس" العلمية، فإنه حتى لو كانت قناديل البحر هي الحيوانات الأولى، فإنه يُشك في أنها تبدو بالشكل الذي تبدو عليه الآن. حيث أن قناديل البحر الحديثة لها هياكل معقدة مثل الأنظمة العضلية والعصبية.