ولفت هريدي إلى أن "هذا التطور، بالإضافة إلى المظاهرات التي شهدتها إسرائيل، وهي الدليل على الانقسام الكبير بين الرأي العام الإسرائيلي من جهة واليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل في وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والسلطة الإسرائيلية من جهة ثانية، كلّها عوامل دفعت الإدارة الأميركية إلى الدخول على الخط عبر إعلان مستشار الامن القومي الأميركي جيك سوليفان، في حديث مع أسر الرهائن، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تعمل على اقتراح نهائي ستقدّمه إلى حركة حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأوضح المسؤول المصري السابق أن "الأوضاع في هذا الإطار معقدة جداً بسبب تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسعيه الدائم إلى إطالة أمد الحرب".
هريدي الذي أكّد أنه "لا يوجد أي تفاصيل دقيقة عن التعديلات المرسلة من قبل إدارة بادين على مقترحها الأخير"، توقّع أن"تدفع ردود الأفعال في الشارع الإسرائيلي والمظاهرات التي شهدتها تل أبيب في الساعات الأخيرة نتنياهو، إلى أن يعيد حساباته ويقبل باتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن "ما يهم نتنياهو، من مبادرة بايدن، الأخيرة هو المرحلة الاولى فقط والتي تنص على إطلاق سراح 33 رهينة اسرائيلية مقابل عدد معين من الأسرى الفلسطينيين خلال مدة 6 أسابيع إضافةً إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق المأهولة في غزة ومن بعدها تبدأ مباحثات وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول أن يصور للجميع أنه يقع تحت ضغط كل من بن غفير، وسموتريتيش، في ملف غزة والضفة الغربية، إلا أن الحقيقة تكمن في أن نتنياهو يستخدم بن غفير، وسموتريتش، لينفّذ أجندته الخاصة".
وتطرّق المسؤول المصري السابق للحديث عن الدور الأمريكي في ملف المفاوضات، إذ اعتبر أنّ "من مصلحة الرئيس الأميركي ونائبته كمالا هاريس، المرشحة للانتخابات الأميركية أن يتم وقف إطلاق النار الآن في غزة، وذلك بهدف القول للرأي العام الأميركي بأنّه في الوقت الذي دعموا فيه إسرائيل في الدفاع عن نفسها بشتى الوسائل نجحوا في وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، لا سيّما بعد مقتل المواطن الأميركي الإسرائيلي في الحادثة الأخيرة".
وشدّد هريدي أنّه "لا يمكن الفصل بين ما يحصل في الضفة الغربية عن غزة"، مؤكدًا أن "خطة نتنياهو في غزة، تهدف إلى الانقضاض على الضفة الغربية وهي الهدف الرئيسي بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية واليمين المتشدد في إسرائيل".