وأشار الراسي خلال حديث لإذاعة "سبوتنيك" إلى أن "القصف لم يعد محصورًا بـ"حزب الله"، بل باتت المناطق الجنوبية والبقاع تتعرض لهجمات عشوائية تؤدي إلى استهداف المدنيين، ومن المستغرب الصمت الدولي تجاه ما يحدث في لبنان"، مضيفًا أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية في كل من فلسطين ولبنان، ومنذ بداية الحرب على غزة، تعكس بعض الاعتراضات الأمريكية والغربية مجرد محاولة للحفاظ على ماء الوجه وتخفيف الضغط الداخلي على حكوماتهم وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في ارتكاب انتهاكاتها، والدعم المقدم من هذه الدول لإسرائيل مستمر، سواء كان من خلال تزويدها بالسلاح والذخائر أو من خلال الدعم السياسي، كما يتضح من الفيتوات المتكررة ضد وقف إطلاق النار في مجلس الأمن.
وأوضح الراسي أن "إسرائيل تسعى إلى إحداث صدمة كبيرة في اليوم الأول أو الثاني من العدوان، مما يثير تساؤلات حول مدى استمرارية هذا العدوان، وفي الأيام المقبلة، سيتبين ما إذا كان التصعيد سيستمر أو سيتوقف بناءً على رد فعل الشعب"، لافتًا إلى أن "المؤسسات الدولية سقطت وفقدت مصداقيتها منذ بداية حرب العراق، كما يُلاحظ أن جميع رؤساء الدول، بما في ذلك الأمريكي والإيراني والفرنسي، ممثلون في الأمم المتحدة، حتى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ومع ذلك، فإن مقررات الأمم المتحدة معروفة، حيث يتم اتخاذ أي قرار ضد مصلحة معينة، ليوقف فورا".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، لفت الراسي إلى أن "الفرنسيين والصينيين يسعون اليوم لحل الأزمة العسكرية عبر وسائل دبلوماسية، إلا أن هذا الضغط قد لا يحقق أي نتيجة، فالوسائل الدبلوماسية لن تحقق تقدما ملحوظا، حيث إن هذه الدول تقوم بالوساطة استنادًا إلى مصالحها في لبنان، وفي الواقع، فإن الميدان هو من يحكم في هذه المرحلة، وليس اللقاءات الدبلوماسية".
وأعلن الراسي عن بدء التحضيرات منذ فترة لاستقبال الجنوبيين، كاشفا أن "تلك التحضيرات تشمل تجهيز المنازل لوجيستيا، بالإضافة إلى توفير المستلزمات الطبية".
وتابع الراسي قائلًا: "كل منازلنا مفتوحة لأهلنا في الجنوب في هذه الظروف الصعبة، إذ تجتمع الأحزاب الوطنية في الشمال منذ فترة طويلة، حيث تتضامن وتقوم بإجراء إحصاءات للمنازل لتهيئتها لاستقبال النازحين، كما تلعب الحكومة أيضًا دورها في هذا الإطار، مع وجود تنسيق دائم بين جميع الجهات المعنية، وهناك جهد كبير يُبذل من قبل أهالي المنطقة لمواجهة هذه الأزمة".
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن "سلاح الجو الإسرائيلي بدأ موجة ثانية من الهجمات الواسعة والقوية، على مواقع لـ"حزب الله" في جنوب لبنان".
كما أفاد الإعلام اللبناني، في وقت سابق، بأن القوات الإسرائيلية شنت سلسلة من الغارات الجوية المكثفة والعنيفة على العديد من المناطق والبلدات في الجنوب والبقاعين الشمالي والغربي في لبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يشن موجة جديدة من الغارات الآن في لبنان وهي الخامسة خلال اليوم، بينما ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن هناك تقديرات بأن استهداف بيروت أو تل أبيب قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وبحسب تقرير لوزارة الصحة اللبنانية صادر يوم 24 سبتمبر/أيلول الجاري، تسببت الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي بدأت يوم أمس الاثنين، على مناطق مختلفة في لبنان، في مقتل 558 شخصا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 مصابا.