فهل تتحول القواعد الأمريكية إلى أهداف استراتيجية للـ"مقاومة" في العراق، إذا ما ردت إسرائيل على الضربة الإيرانية بشكل مؤثر وتطورت العمليات نحو التصعيد وما هو الدور الأمريكي في تلك المرحلة؟
بداية، يقول مخلد حازم الدرب، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، إن "الجميع في حالة حذر مما سيحدث، حيث هددت فصائل المقاومة أنه في حالة استهداف إيران من قبل الكيان الصهيوني، سيتم الرد باستهداف جميع المصالح الأمريكية الموجودة في العراق".
الضربة المؤثرة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك أكثر من فصيل في العراق بعضها يتبع الحكومة والبعض يتبع المقاومة وأخرى تتبع أحزاب وغيرها، فإذا تم استهداف إيران من جانب إسرائيل ستكون الضربة مؤثرة والمنطقة لا تتحمل ذلك، وحتى إسرائيل لا تريد أن تنخرط في حرب شاملة مع الجانب الإيراني، يمكن أن تتطور إلى عمليات استهداف متبادلة للمنشآت النووية وأهداف استراتيجية أخرى".
وتابع الدرب: "اليوم الهدف الإسرائيلي هو تحقيق غايته أولا في جنوب لبنان مثلما حققت في غزة، علاوة على أطماعها في سوريا والجولان، وأتوقع أن يكون هناك ضغط أمريكي على الكيان وحتى إن كان الرد الإسرائيلي حتمي سيكون محدودا ويشمل بعض المرافق الحيوية والخدمية، وأستبعد أن يذهب الرد إلى المنشآت النووية في إيران، لأن استهداف المفاعل النووي سوف يشعل المنطقة ويغير معالم الصراع وعملية الردع، وقد تتأثر بذلك الكثير من دول المنطقة".
فقدان السيطرة
وأكد الخبير الأمني بالقول: "أمريكا ليس لديها الإمكانية للسيطرة على الشرق الأوسط إذا ما اشتعلت الأوضاع وتصاعدت بشكل كبير بين إيران وإسرائيل وقد تدخل روسيا والصين على خط الأزمة، وهذا قد يطيح بالقطب الأمريكي، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية على الأبواب".
ويتوقع الخبير أنه "نظرا للوضع الملتهب الحالي في المنطقة قد يكون هناك خداع استراتيجي أو تراجع تكتيكي في بعض الأحيان لفترة محدودة لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية بعدها يمكن أن يكون هناك رد إسرائيلي على إيران".
ويرى الدرب أن "الفصائل العراقية قد لا تدخل في عمليات مباشرة مع المصالح الأمريكية أو توجيه ضربات مؤثرة لها، وقد شهدنا قبل أسابيع استهداف الفصائل لقاعدة عين الأسد التي تتواجد بها القوات الأمريكية ولم ترد واشنطن، لذا فإن أمريكا لا تريد التصعيد في تلك الفترة، وسوف تحاول تهدئة إسرائيل حتى لا ترد على الضربة الإيرانية، وإن لم تستطيع فعل ذلك، فإن الرد الإسرائيلي سوف يكون غير مؤثر".
المعركة القادمة
من جانبه، يقول الخبير والمستشار العسكري العراقي السابق، صفاء الأعسم، إن "رد الفعل الإسرائيلي على الضربات الإيرانية هو ما سوف يحدد شكل المعركة القادمة، فلا أحد يعلم ما هو مستوى الضربة الإسرائيلية تجاه إيران".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "إذا جاءت الضربة الإسرائيلية خجولة وغير مؤثرة، في هذه الحالة يمكننا الحديث عن تجاوز الأزمة، أما إذا كانت الضربة الإسرائيلية قوية وتؤثر على البنى التحتية الإيرانية، أتخيل هنا تدخل فصائل المقاومة العراقية التي تحظى بدعم لوجستي من إيران، وسوف تحاول ضرب القواعد الأمريكية في العراق على مستوى قواعد عين الأسد والحرير وغيرها".
ضبابية المشهد
وأشار الأعسم إلى أن "الموقف الآن مبهم جدا وننتظر ردود الأفعال الإسرائيلية والأمريكية، وأعتقد بعد التحذيرات الإيرانية والروسية والعديد من الدول التي تطالب بعدم التصعيد في العمليات العسكرية، فإذا جاء الرد الإسرائيلي قوي فإن المنطقة سوف تشتعل، علما بأن التصريحات الإسرائيلية تتحدث عن ضرب أي نقطة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه تصريحات رعناء، لأنه لا يحق لإسرائيل أن تضرب العراق أو أي دولة لم تشترك في عمليات القتال وعلينا الانتظار لما سوف تسفر عنه الساعات القادمة".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء أمس الثلاثاء، تنفيذ هجوم ضد إسرائيل بعشرات الصواريخ، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.
وشن الجيش الإسرائيلي عملية برية، صباح أمس الثلاثاء، في لبنان، وقال إنها ستكون "محدودة" بطبيعتها. ومنذ الأسبوع الماضي، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات مكثفة على أهداف لـ"حزب الله" في مناطق مختلفة من لبنان.
ويرد "حزب الله" بهجمات صاروخية تستهدف في المقام الأول شمال إسرائيل، لكن نطاق الهجمات الصاروخية زاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وفي كل يوم، يتم تسجيل عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، والتي يتم خلالها إصابة المباني السكنية، مما يؤدي إلى وقوع إصابات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة الماضي، وهو ما تم تأكيده لاحقا في بيان للحزب.