وقال تينينتي خلال مقابلة صحفية: "يتفق الجميع على أن إسرائيل لا ينبغي أن تتصرف بهذه الطريقة ضد قوات حفظ السلام في المنطقة، لأن الهجوم عليها ليس مجرد هجوم على 50 دولة (تزودهم بأفراد عسكريين لعملية حفظ السلام في لبنان) بل هو هجوم خطير على المجتمع الدولي".
وأضاف أن "هجوم الجيش الإسرائيلي يشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي"، مشددًا أن "قوة الأمم المتحدة المؤقتة لن تغادر لبنان إلا إذا طلبت السلطات اللبنانية ذلك، لأنها ليست في المنطقة بناء على طلب إسرائيل".
وقال تينينتي إن "منح قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الحق في استخدام القوة العسكرية مهمة صعبة للغاية، لأن ذلك يتطلب قراراً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وموافقة لبنان، فضلاً عن القوات، التي من غير المرجح أن يكون أعضاء الأمم المتحدة على استعداد لتقديمها، لأنهم لا يريدون زيادة تأجيج الصراع".
وردًا على سؤال عما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، والتي تم تحديدها على أنها "متعمدة"، تمنح أصحاب الخوذ الزرقاء الحق في الرد بالقوة دفاعا عن النفس، قال تينينتي إنه "بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لقوات حفظ السلام الحق في القيام بذلك"، لكنه أكد أن "قوات الأمم المتحدة لا تريد أن تصبح جزءا من صراع مسلح".
وأبلغت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وسط العمليات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مرارًا عن هجمات ضد مواقعها من قبل القوات الإسرائيلية، ووفقا لقوات اليونيفيل، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على النقاط الحصينة والمقر الرئيسي للقوات المؤقتة، وانتهك أيضا الخط الأزرق.
وتم الإبلاغ عن وقوع خسائر عسكرية في صفوف الخوذ الزرقاء، وأوصت إسرائيل قوات حفظ السلام بالانسحاب 5 كيلومترات إلى الشمال بسبب القتال مع "حزب الله".
وفي وقت سابق، قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، إن "قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ستبقى في مواقعها، على الرغم من القصف والمطالبات الإسرائيلية بإعادة الانتشار".
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
ويرد "حزب الله" بهجمات صاروخية تستهدف في المقام الأول شمال إسرائيل، لكن نطاق الهجمات الصاروخية زاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وفي كل يوم، يتم تسجيل عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، والتي يتم خلالها إصابة المباني السكنية، مما يؤدي إلى وقوع إصابات.