تكامل وتبادل للثقة... خبراء يوضحون ملامح مستقبل العلاقات بين الإمارات وروسيا

وشدد الخبيران على أن العلاقات الاستراتيجية، التي تجمع البلدين يمكن لها أن تنعكس بشكل كبير في المستقبل القريب على النواحي الاقتصادية.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لإجراء محادثات رسمية موسّعة حول أوجه التعاون بين البلدين، وذلك في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.

وحول التعاون بين البلدين في المجال التجاري، أكد ابن زايد أن "حجم التجارة الثنائية مع روسيا، تجاوز 11 مليار دولار في عام 2023، وأبو ظبي مستعدة للعمل لزيادته"، متابعا: "نعمل على إبرام اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوراسي".

من ناحيته، قال الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله، إن "رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، من أنشط الزعماء العرب في الوقت الراهن، من خلال تعدد الزيارات التي يقوم بها في فترات وجيزة، وكذلك على صعيد استقباله للزعماء العرب".

وشدد على أن "العلاقة بين روسيا والإمارات، هي علاقة استراتيجية تتطور بشكل مستمر، فضلا عن العلاقة الشخصية بين الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي صداقة عميقة قائمة على الثقة المتبادلة، والتي عززت دور الإمارات في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وعمليات تبادل السجناء".

ولفت إلى أن "مشاركة الإمارات في "بريكس" تأتي نتيجة المؤهلات التي تتمتع بها الدولة، حيث يبلغ حجم اقتصادها نحو 525 مليار دولار، فضلا عن كونها أحد أهم المراكز السياحية والاقتصادية العالمية".

ولفت عبد الله إلى أن "حجم التبادل بين البلدين يمكن أن يذهب بعيدا لما هو عليه الآن، وهو محل نقاش بين الرئيسين خلال اللقاءات بينهما".

من ناحيته، قال القانوني الإماراتي، الدكتور عبد الله يوسف آل ناصر، إن "زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى روسيا، للمشاركة في قمة "بريكس" تعكس توجهاً استراتيجياً متزايداً نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبرز دور دولة الإمارات العربية المتحدة في الساحة الجيوسياسية الدولية. هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات مهمة من منظور سياسي واستراتيجي، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها النظام العالمي".

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "النظرة الجيوسياسية للعلاقات الثنائية تشير إلى أن التعاون الإماراتي- الروسي، يشهد تحولاً استراتيجياً مهماً، خاصة أن الإمارات، كقوة إقليمية صاعدة، تسعى لتنويع شراكاتها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على كتل وقوى معينة، ومن جهة أخرى، ترى روسيا في الإمارات شريكًا اقتصاديًا واستراتيجيًا يمكن التعويل عليه في المستقبل القريب".

وتابع: "إدراج دولة الإمارات العربية المتحدة اسمها في قمة "بريكس" يعزز مكانتها كدولة تسعى إلى تشكيل نظام اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب، علما أن "بريكس" تسعى إلى تقليل الاعتماد على عملات معددة ومعينة بذاتها، وكذلك توسيع نطاق التعاون بين الاقتصادات الصاعدة".

ولفت إلى أن "التعاون الإماراتي- الروسي داخل المجموعة، يعد خطوة نحو تعزيز هذا التحول، بفضل موقعها الاستراتيجي ودورها كجسر بين الشرق والغرب، كما تلعب الإمارات دوراً حيوياً في تعزيز التعاون بين دول "بريكس" ومنطقة الخليج، مما يمكن أن يزيد من فرص الاستثمار والتبادل التجاري".

وأشار إلى أن "حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا تجاوز 5 مليارات دولار، وهو مرشح للنمو في المستقبل القريب، خاصة في ظل التعاون في مجالات الطاقة، التكنولوجيا والدفاع".

على المستوى الاستراتيجي، أوضح أنه "يمكن للإمارات أن تصبح شريكاً رئيسياً لروسيا في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وكذلك في مجالات التكنولوجيا المتقدمة".

واستطرد بالقول: "هذا التعاون يعزز من قدرة البلدين على الاستفادة من الفرص الاقتصادية الناشئة وتوزيع قطاع النشاط الاقتصادي بشكل عادل على معظم دول العالم ويسهم في تشكيل توازنات جديدة في النظام الدولي".

ومضى بقوله: "مع تزايد الاستقطابات بين القوى الكبرى، يلعب هذا التعاون دورًا في تعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب، ما يتيح للدول النامية والصاعدة مزيداً من النفوذ والتأثير في الساحة الدولية".

وختم بالقول: "في المجمل، هذه الزيارة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الثنائي، وتأكيد دور الإمارات كلاعب محوري في إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد".

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الاثنين، محادثات في العاصمة الروسية موسكو، ناقشا فيها أهم المستجدات حول العالمية.

وقال بوتين، خلال الاجتماع، إن "التعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة، على الساحة الدولية، مهم بالنسبة للقضايا ذات الطابع العالمي".

وكان الرئيس الإماراتي، قد وصل إلى موسكو يوم أمس الأحد، وأجرى مع الرئيس الروسي، محادثات غير رسمية في مقر إقامة الرئيس بوتين، في نوفو أوغاريوفو بضواحي العاصمة موسكو، ومن المقرر مشاركة الرئيس الإماراتي في فعاليات قمة مجموعة "بريكس"، التي انضمت إليها الإمارات، في بداية عام 2024، حيث ستعقد غدا على مدار يومين في مدينة قازان الروسية.