خبير لـ"سبوتنيك": روسيا تسعى لردع الناتو وتؤكد حرصها على الأمن الإقليمي

رأى الباحث في الأمن الدولي وخبير بالشأن الروسي والإماراتي الدكتور جاسم محمد، أنّ "الخطاب الذي أدلى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول العقيدة النووية لروسيا ليس جديدًا، بل يأتي في ظل التصاعد الملحوظ في تدخلات الناتو في أوكرانيا، حيث يوجد دعم كبير لأوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بالسلاح".
Sputnik
وأشار د. محمد في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أنّ "هناك صواريخ وصلت إلى أوكرانيا من شأنها تصعيد الأعمال القتالية وتهديد أمن روسيا"، مؤكداً أنّ "هناك مقولة معروفة في روسيا تقول: "عندما يكون هناك تهديد وجودي لأمن روسيا، فإنها ستلجأ إلى السلاح النووي وإلى كل الوسائل للدفاع عن أراضيها".
ولفت الخبير إلى "وجود قواعد اشتباك واضحة وثابتة بين روسيا والناتو، رغم أن هذه القواعد قد شهدت تصعيدًا."
القوات الروسية تجري تدريبات على توجيه ضربة نووية واسعة النطاق ردا على ضربة نووية معادية

وأضاف الخبير: أنّ "ما جاء على لسان الرئيس بوتين هو حديث عن الردع، حيث يعزز من قدراته التسليحية ولغة التهديد في مقابل محاولة إيجاد موازنة وتهدئة الحرب أو المواجهة مع الناتو".

وأكد د. محمد أنّ "بوتين يصعد لهجته للوصول إلى تهدئة"، مشيرًا إلى أنّ "التصعيد في الخطاب هدفه خفض التصعيد العسكري، وبهذا الشكل أراد الرئيس بوتين إرسال رسالة واضحة بأن لروسيا قدرات عالية".
وأوضح أنّ "روسيا لا تنجر إلى سباق تسلح جديد بقدر ما تسعى إلى إرسال إنذار إلى الناتو بأن لديها قدرات عالية للدفاع عن أمنها القومي".

ولفت محمد إلى أنّ "هذا التصعيد يظهر أيضًا القدرات العسكرية العالية لروسيا"، وأنّ "الهدف من التصعيد الخطابي هو خفض منسوب انخراط الناتو في الحرب عسكريًا".مؤكدا أنّ "السيناريوهات مفتوحة عندما يكون الأمن القومي مهددًا"، مشددًا على أنّ "أي دولة تمتلك القدرات لها الحق في الدفاع عن أراضيها".

وأضاف الخبير أنّ "روسيا لا تزال منضبطة فيما يتعلق بعدم استخدام الأسلحة النووية، مما يعكس حرصها على الأمن في المنطقة وتجنب توسيع نطاق الحرب الكبرى". ورأى أنّ "ما جاء في قمة قازان وتصريحات بوتين يعزز حرص روسيا على الأمن الدولي".
وبيّن المحمد أنّ "الخطاب موجه بشكل مباشر إلى الناتو، حيث تنفذ القوات الروسية مناورات نووية وصواريخ استراتيجية، وتعمل على نقل القواعد العسكرية بشكل منهجي لتحويلها إلى أنظمة متحركة ضمن المناورات الروسية، مما يدل على استعدادها لأي مواجهة".
وفي سياق آخر، تناول د. محمد "زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى الإمارات، حيث تم الحديث عن إعادة دمج سوريا في البيئة الإقليمية ومساعدتها الاقتصادية". وأكد أنّ "العلاقات بين الإمارات وروسيا تتسم بالشخصية بين الزعيمين، وهناك وجهة نظر مشتركة بشأن دعم عودة العلاقات مع سوريا".
شويغو يتحدث من الإمارات عن مساع مهمة جدا لسوريا
وأشار إلى أنّه "منذ عام 2011، قامت أطراف دولية بإثارة وزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، حيث تُعتبر إدلب ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية". وذكر أنّ "المطلوب الآن في ضوء التهديدات الجيوسياسية هو أن تنهض هذه الدول وأن تستعيد دمشق دورها وسيطرتها على أراضيها".
وفي ما يتعلق بالملف التركي السوري، أكد د. محمد أنّ "أنقرة لديها علاقات جيدة مع روسيا والإمارات، مما يفتح المجال لتفاهمات أو وساطة لحل هذا الملف، وقد تكون هذه الأطراف ضامنة مثل روسيا والإمارات".
تغطية مباشرة.. آخر أخبار العملية العسكرية الروسية الخاصة
مناقشة