وأشار في حديثة لوكالة "سبوتنيك" إلى "ضرورة عدم السماح لإسرائيل بالتحليق في الأجواء اللبنانية"، معتبرًا أنّ "ذلك خرق للسيادة اللبنانية، وأن المشكلة لا تتعلق فقط بجدار الصوت بل تتعلق بالدمار أيضًا".
وتطرق ياسين أيضًا إلى "أهمية الرمزية التاريخية للقرى والمدن في الجنوب مثل عيتا الشعب وبنت جبيل والخيام"، مؤكدًا أنّ "أي انتهاك قد يضر بالهوية الثقافية للمنطقة"، وأنّ "إسرائيل قد تكون تبحث عن السيطرة على هذه القرى".
وقال ياسين: "الحروب عادةً لا تبدأ بسقوف عالية، لكن مع تقدم الصراع، قد تتجه الأمور نحو المفاوضات، ورغم أن إسرائيل بدأت الحرب بنقاط قوة، إلا أن المقاومة بدأت تستعيد قوتها، مقابل الجيش الاسرائيلي الذي يخسر يوميًا نقاطه، وعليه لا يمكن الذهاب نحو المفاوضات قبل التعادل في النقاط على الجبهة".
وحذر من "إمكانية حدوث فتنة داخلية في لبنان"، مشيرا إلى أنّ "إسرائيل تسعى لاستغلال الأوضاع الداخلية لتعويض خسائرها الميدانية"، داعياً "الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع أي تصرفات عدائية بين النازحين"، مؤكدًا أنّ "الوضع الحالي يتطلب يقظة عالية للحفاظ على الاستقرار".
وشدّد الخبير العسكري على أنّ "الأحداث الحالية تأتي بعد عام من إنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل"، مبينًا أنّ "هناك رابطًا بين الترسيمين البحري والبري، لكن تم الفصل بينهما خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية".
وتابع: "كان من المفترض أن يؤدي الاتفاق إلى بدء المفاوضات لتثبيت الحدود البرية، ولكن لم يُحرز أي تقدم خلال العام الماضي"، معتبرا أنّ "الحرب لم تمنع المفاوضات حول الحدود البرية، وأن الاتفاق الذي قد يتم بعد الحرب يحتاج إلى انتخاب رئيس للجمهورية، حيث ستكون هناك سلطة قادرة على البت في هذا الأمر".
وأوضح أن "أي حل جديد يجب أن ينطلق من وقف إطلاق النار، ومن ثم البحث في جميع الأمور الأخرى المتعلقة بتثبيت الحدود وحل المشاكل البرية".
وفيما يتعلق بالوجود المسلح في جنوب الليطاني، أشار ياسين إلى أنّ "القرار 1701 الصادر في 2006 كان من المفترض أن يمنع وجود مسلحين في هذه المنطقة، إلا أن الأمم المتحدة لم تتمكن من تحقيق ذلك، ما يشير إلى عجز الأمم المتحدة أو قدرة حزب الله على إنشاء بنى تحتية بعيدًا عن أعين الجيش والأمم المتحدة".
وأضاف ياسين أنّ "لبنان بحاجة إلى ضمانات قوية"، مشيرًا إلى أنّ "الولايات المتحدة، المنحازة دائمًا لإسرائيل، لا يمكن أن تكون ضامنة، في حين أن روسيا أو الصين قد تكونان قادرتين على تقديم هذه الضمانات".
وتواصل إسرائيل حربها على غزة منذ أن أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما تسبب في مقتل نحو 43 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
وبداية أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية برية "محدودة " في جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية لـ"حزب الله"، في عدد من القرى القريبة من الحدود، بحسب قوله.
وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 2867 قتيلًا و13047 مصابًا منذ بدء التصعيد وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.