وأضاف الجمل في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "السياسة الروسية ظلت ثابتة ومتماسكة على الرغم من هذه التغيرات الداخلية في أمريكا"، وبالنسبة للأطراف المحتمل فوزها في الانتخابات، أوضح الجمل أنه "في حال فوز المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالي، فمن المتوقع أن تستمر في السياسة التي انتهجها الرئيس جو بايدن، خصوصا على صعيد التدخلات العسكرية في أوروبا".
وتابع الجمل معتبرا أن "هذا قد يؤدي إلى تعزيز محاولات تغيير الهيكل الجيوسياسي في أوروبا، التي تعتبرها أمريكا حليفا أساسيا، وهو ما قد يستمر في ظل فوز هاريس".
في المقابل، ذكر الدكتور هاني الجمل أن "فوز الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب قد يغير من مسار العلاقات الدولية، خاصة مع روسيا".
وأشار إلى أن "ترامب سبق له التصريح في حملته الانتخابية عن عزمه على إعادة العلاقات الطيبة مع روسيا وكوريا الشمالية والصين"، مؤكدا أنه "لن يدفع أمريكا إلى صراعات طويلة الأمد في أوكرانيا".
وأضاف أن "ترامب يرى أن قوة روسيا ويحترمها ويقدرها، ولن يكون هناك تصعيد عسكري مباشر معها في حال عودته إلى البيت الأبيض".
وشدد الجمل أن "السياسة الأمريكية الحالية، التي تعتمد على الحرب بالوكالة، كان لها تأثير كبير على الاقتصاد الأوروبي"، لافتا إلى أن "الانتخابات الفرنسية الأخيرة أظهرت أن هناك "اختطاف للديمقراطية" في أوروبا".
وأشار الجمل إلى أن "حلف "الناتو" يسعى حاليا إلى تسريع تزويد أوكرانيا بالأسلحة قبل عودة ترامب إلى السلطة، إذ يعتقد ترامب أن هناك حاجة لمراجعة دعم أمريكا للأزمة الأوكرانية".
ورأى الجمل أن "عودة ترامب قد تفضي إلى تحول كبير في سياسة أمريكا تجاه أوكرانيا، وخاصة في ظل تباين المواقف داخل أوروبا بشأن استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا".
وفيما يتعلق بموقف روسيا، شدد الدكتور هاني الجمل أن "روسيا تسعى دائما للتطور والتنمية داخل حدودها وبناء جسور تواصل مع الدول الجارة والدول الكبرى"، ولفت إلى أن "هذه الرؤية قد لا يتفهمها الغرب"، مشيداً بـ "الرؤية الإستراتيجية التي يتبناها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في التعامل مع الدول الكبرى والتعاون الدولي".
وأوضح الجمل أن "التكتكيات العسكرية التي قامت بها روسيا في مناطق أوكرانية عدة تشير إلى استراتيجية مدروسة تهدف لتحقيق انتصارات تدريجية"، مؤكدا أن "الأزمة في أوكرانيا قد تقترب من نهايتها في حال استمر الوضع على ما هو عليه".