وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن إعلان واشنطن نشر قاذفات القنابل الأمريكية "بي -52" في الشرق الأوسط لن يكون له تأثير على قرار طهران في "الدفاع عن النفس".
وأكد بقائي، في مؤتمر الوزارة الصحفي الأسبوعي، أمس الإثنين، أن "نشر قاذفات القنابل الأمريكية "بي -52" في الشرق الأوسط لن يؤثر على تصميمنا في الدفاع عن أنفسنا".
وجدد بقائي "موقف طهران الرافض لأسلحة الدمار الشامل"، مؤكدا تصريحات المرشد الأعلى حول جاهزية إيران "بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها".
وشدد بالقول: "سنستخدم كافة مواردنا المادية والمعنوية للرد على إسرائيل".
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في وقت سابق، أن الشعب الإيراني يقف بلا خوف دفاعا عن أرضه وسيرد على كل ما وصفه بـ"الحماقة" بحكمة وذكاء، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على بلاده".
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين، قولهم إن "إيران أبلغت الدبلوماسيين أن جيشها سيشارك في الرد على إسرائيل المرجح في الأيام المقبلة"، مشيرين إلى أن "مخطط الرد الإيراني على إسرائيل يتضمن رؤوسا حربية أقوى وأسلحة أخرى".
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين، قولهم إن "إيران أبلغت الدبلوماسيين أن جيشها سيشارك في الرد على إسرائيل المرجح في الأيام المقبلة"، مشيرين إلى أن "مخطط الرد الإيراني على إسرائيل يتضمن رؤوسا حربية أقوى وأسلحة أخرى".
وصرح المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، أمس الأحد، بأن "المواجهة الإسلامية والوطنية والعقلانية للشعب الإيراني ضد الاستكبار الأمريكي، وفق القوانين الدولية، ستستمر بخارطة طريق صحيحة ودون إهمال أو تأخير".
من ناحيته قال المحلل السياسي حسن حردان، إن الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي بات شبه محسوم، بعد أن أعلن ذلك مرشد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي والمسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين.
ويرى أن الدافع بات واضحا، بعد أن تعرضت إيران لعدوان بداية على قنصليتها، وردت في حينه، ومن ثم أقدمت إسرائيل على اغتيال ضيفها رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، وكان ذلك اعتداء سافرا على السيادة الإيرانية والأمن القومي الإيراني، إلى جانب الاعتداء على ضيف كبير لديها جاء للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس بزشيكان.
رد محسوم
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الأسباب مجتمعة لم يكن بإمكان إيران إلا ترد وبقوة على هذا الاعتداء الإسرائيلي، وبالفعل كان الرد الإيراني قويا وألحق أضرارا كبيرة بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، وكشف فشل المنظومة الدفاعية الاسرائيلية والأمريكية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية الفرط صوتية التي تمكنت من بلوغ أهدافها".
وأوضح أن إيران لا يمكن أن تسلم بمثل هذه المعادلة، وقررت اتخاذ قرار الرد للجم العدوانية الإسرائيلية، والتأكيد أن إيران ليست ضعيفة وأنها لا تخاف المواجهة إذا ما فرضت عليها.
ولفت إلى أن إيران أعلنت، في وقت سابق، أنه إذا ما كررت إسرائيل اعتداءاتها سيكون ردها أقوى من ردها السابق، وهذا يعني أنها ستستخدم أسلحة أكثر وتدميرا، إن كان لناحية استخدام صواريخ برؤوس حربية ذات قوة تفجيرية كبيرة، أو لناحية استخدام مسيرات متطورة وأكثر سرعة وفعالية في تحقيق أهدافها.
واستطرد " إيران أعلنت وعلى لسان رئيسها بوشكيان، أنها يمكن أن تمتنع عن تنفيذ هذا الرد، إذا ما تم وقف حرب الإبادة على غزة ولبنان".
الفشل الإسرائيلي
ويرى أن الرد الإيراني، بات مرتبطا بمدى استجابة إسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية لهذا المطلب الإيراني، وهو احتمال يجب وضعه بالحسبان، خصوصا مع استمرار الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب في غزة ولبنان، ودخول الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف باهظة الثمن في غزة، والقلق من أن تغرق في مثل هذه الحرب على نطاق أوسع في لبنان، لاسيما بعد أن فشلت كل محاولات الإسرائيلي في تحقيق تقدم يعتد به في القرى الأمامية في جنوب لبنان المحاذية للحدود وتكبّده خسائر كبيرة.
وأشار إلى أنه حال رفض إسرائيل وقف الحرب وتجنب الرد الإيراني، فإننا سنكون أمام هجوم إيراني أكثر قوة وأثرا، الأمر الذي قد لا تهضمه إسرائيل، وقد يؤدي بها إلى الذهاب إلى التصعيد ضد إيران وتدحرج الأمور إلى ردود متبادلة، لكن مثل هذا الأمر سيكون أيضا رهنا بما سيكون عليه الموقف الأمريكي، لأن أي تصعيد اسرائيلي، قد ياخذ المنطقة إلى حرب إقليمية.
في الإطار قال الخبير الاستراتيجي، محمد سعيد الرز، إن إيران أعلنت أنها اتخذت القرار بتوجيه رد قوي وحاسم على إسرائيل بعد الضربة التي شنها الطيران الإسرائيلي على عدد من منظومات السلاح الجوي في مناطق إيرانية مختلفة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن قائد الحرس الثوري الإيراني وصف مسبقا الضربة الموعودة بأنها سوف تكسر أسنان إسرائيل.
اتخاذ القرار
وتابع: "القرار متخذ ومن قبل المرشد الأعلى الذي يمثل أعلى سلطة إيرانية، أما توقيت هذه الضربة التي وعدت إيران بأنها ستكون مختلفة عما سبقها لجهة استخدام رؤوس صاروخية أقوى وأشد فعالية فهو قيد الدراسة".
ولفت إلى أن إيران تعمل على اختيار زمن مناسب بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليكون على طاولة الرئيس المقبل للبيت الأبيض، فإما أن تجنح واشنطن نحو السلامة عبر الدبلوماسية على طريق تحرير الأرصدة الإيرانية والتفاهم حول الملف النووي الإيراني، وأما أن تواجه حق إيران في الرد على الضربة الإسرائيلية.
ويرى أن إسرائيل لن تكون المعنية الوحيدة في هذا الرد الإيراني المحتمل بل سشاركها الولايات المتحدة الأمريكية بفعالية عالية.
وأشار إلى أن إيران ردت على التهديدات الأمريكية، باستقدام مقاتلات للمنطقة، بأن الضربة المحتملة لإسرائيل لن يقوم بها الحرس الثوري كما جرت العاد، بل ستكون للجيش الإيراني مشاركة أساسية فيها.
دور واشنطن
وتابع: "توجه واشنطن نحو التصدي المباشر لإيران أو محاولة التعامل معها على طريقة غزو العراق وأفغانستان حسبما كشفت وسائل إعلامية أمريكية، يعني الوصول إلى حافة الحرب العالمية، خاصة في ظل إمعان نتنياهو في التفلت من أي قيد أو قرار أو قانون أو عرف دولي واللجوء إلى تهديد المنطقة كلها.
وشدد على أن الاستراتيجية الأمريكية تهدف لتغيير خريطة الشرق الأوسط بهدف إطباق السيطرة عليها لمواجهة امتداد محور الشرق التعاوني والتكاملي، خاصة وأن واشنطن تعتبر أن خسارة دورها في الشرق الأوسط سوف يعني فتح الممر الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب، وترى أن النظام الإيراني الحالي يشكل تهديدا فعليا لهذا الدور .
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن 100 طائرة من مقاتلاته شنت هجوما على إيران ونفذت "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية إيرانية".
وقال الجيش الإسرائيلي، بعد وقت قصير من الضربات، إنه "من بين المواقع العسكرية المستهدفة، بطاريات دفاع جوي ومواقع تصنيع صواريخ بالستية استخدمت في أحدث هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهجوم سابق في 14 أبريل/ نيسان الماضي".
ومن جانبها، أعلنت إيران، أن الضربات الإسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، وتسببت بـ"أضرار محدودة".