وأضاف درويش: "بما في ذلك الأوساط الأمريكية، حيث انعكس ذلك على البورصات وأسعار العملة الأمريكية، والعلاقات الشخصية بين ترامب وصهره اللبناني الجنسية تُعطي بعدًا عاطفيًا في العلاقة السياسية بين الطرفين".
وقال درويش في مقابلة عبر إذاعة "سبوتنيك": "ترامب كان قد أعطى خلال زيارته للجالية اللبنانية في ديربورن في الولايات المتحدة، وعدًا خطيًا بوقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما يُلزمه بتنفيذه".
وتابع: "نلاحظ أن فترات حكم ترامب السابقة شهدت معدلات قليلة جدًا من الحروب، مما يُظهر أنه غير مندفع نحو الحلول العسكرية، بل يعتمد على الضغوط الدبلوماسية".
وفيما يتعلق بملف وقف إطلاق النار في لبنان، لفت درويش إلى أنّ "هذه القضية معقدة للغاية وأنه لا يمكن تنفيذها بسهولة"، موضحًا أن "وقف إطلاق النار لا يمكن تنفيذه بـ"ضغطة زر"، حيث أن هذا الملف يتسم بتعقيدات شديدة على جميع الأصعدة، أولاً، هناك الملف الإسرائيلي؛ حيث يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تقوية علاقته مع ترامب، مما يمنحه نفوذًا أكبر في التأثير عليه".
وأضاف: "المنطقة كلها تشهد نزاعات متشابكة، حيث إن الحرب لا تقتصر فقط على غزة ولبنان، بل تمتد إلى سوريا والعراق والخليج، مما يجعل تحقيق السلام أمرًا بالغ الصعوبة".
وأردف درويش: "يمكن للبنان الرسمي أن يلاقي ترامب بتحركات داخلية إيجابية، ويمكن أن يستغل أي فرصة لسلام أو اتفاق سلام على أساس القرار 1701، لكن كما يتضح، فإن وقف إطلاق النار في لبنان يتطلب حلًا شاملاً يشمل جميع الأطراف في المنطقة".
وفي سياق الحديث عن الضغوطات الإسرائيلية على لبنان، أكد درويش أنّ "هناك برنامجًا إسرائيليًا يسعى إلى عدم وقف إطلاق النار لتحقيق أهداف سياسية خاصة بإسرائيل، حيث يهدف إلى تحقيق نتائج في الميدان لصالح إسرائيل"، مضيفا: "الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يرى ضرورة أن يكون هناك ضغط أكبر على إسرائيل، سواء على مستوى المعركة أو على الصعيد السياسي، لإثبات لهم أن لبنان لا يمكن أن يقبل بأي محاولة لدخول القوات الإسرائيلية إلى أراضيه".
وبيّن درويش أنّ "هدف إسرائيل كان مسح حركة "حماس" وكسر "المقاومة" اللبنانية، وهو ما فشل حتى الآن، ما يجعل موقف لبنان أكثر قوة في رفض أي تدخلات إسرائيلية".
أما في ما يتعلق بزيارة الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، قال درويش إنّ "الأخير قد يسهم في تحقيق هدنة مؤقتة إذا حصل على الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية في نهاية ولاية الرئيس جو بايدن"، مبينًا أنّه "في حال جلب هوكستين مؤشرات جديدة من إدارة بايدن، قد يحاول التوصل إلى هدنة مؤقتة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما يمكن أن يحدث في الأسابيع الأخيرة من ولاية بايدن".
وتابع قائلاً: "لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هوكستين قد تلقى مؤخرًا عرض عمل في الإمارات، مما يعني أن مهمته في المنطقة باتت في مراحلها الأخيرة".
وعن الوضع الداخلي في لبنان، شدّد درويش على "أهمية دور الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار الأمني". وقال: "الجيش اللبناني هو أحد أعمدة الاستقرار في هذه المرحلة الصعبة، حيث إنه يلعب دورًا كبيرًا في حماية الحدود وضبط الأمن الداخلي، بالإضافة إلى مهمات مخابراتية هامة".
وأشار درويش إلى أنّ "الحكومة اللبنانية اتخذت قرارًا بتطويع 1500 عنصر جديد في الجيش اللبناني، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لتقوية الجيش في ظل الظروف الحالية". وأضاف: "هذه الخطوة هي أحد أسس الاستقرار وهي خطوة أولى نحو تنفيذ القرار 1701 الذي ينص على تعزيز قدرات الجيش اللبناني".
وتحدث درويش عن "أهمية القرار 1701 الذي أُقر بعد حرب 2006 بين لبنان وإسرائيل"، مشيرًا إلى أنّ "تعزيز قدرات الجيش اللبناني يجب أن يكون أولوية في المرحلة القادمة". وقال: "في مؤتمر باريس، تم الاتفاق على تطويع 6000 جندي في الجيش اللبناني، والقرار الأخير بتطويع 1500 جندي هو تحضير لمرحلة قادمة لتطبيق القرار 1701".
وشدّد على أنّ "تطبيق القرار 1701 يتطلب ضمانات دولية من الأطراف المعنية"، موضحًا: "نحن بحاجة إلى ضمانات دولية بأن جميع مندرجات القرار 1701 ستُنفذ من الجانبين، وليس فقط من الجانب اللبناني".
وفي ما يتعلق بقيادة الجيش اللبناني، قال درويش: "هناك توافق على ضرورة الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية، وخصوصًا في ظل غياب رئيس الجمهورية، والتمديد لقائد الجيش في هذه الفترة الانتقالية هو خطوة أساسية للحفاظ على استقرار لبنان الداخلي".
وختم درويش تصريحاته قائلاً: "الجيش اللبناني يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن، وهو جزء من الاستقرار في البلاد، وبالتالي يجب تعزيز دوره وحمايته من أي محاولات تهدف إلى زعزعة أمنه".