وأكد إسماعيل أن "روسيا أثبتت من خلال سلوكها السياسي أنها تسعى إلى بناء عالم متعدد الأقطاب، بعيد عن سيطرة الغرب ولا تقبل أن تظل رهينة للسياسات الأمريكية، وتواصل العمل على إعادة التوازن الدولي والاحتكام إلى مبادئ القانون الدولي".
وأشار إسماعيل في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أن "السلوك الأمريكي، بقيادة مختلف الإدارات، يسعى دائمًا للحفاظ على الهيمنة العالمية لأمريكا"، حيث شدد على أن "إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، السابقة كانت أكثر واقعية في تعاملها مع روسيا مقارنة بالحكومة الأمريكية الحالية برئاسة، جو بايدن".
وقال إسماعيل إن "ترامب كان قد أبدى التزامًا بتحقيق نوع من التوازن في العلاقات مع روسيا، وكان يروج لفكرة تهدئة الأوضاع في شرق أوروبا من خلال الإشارة إلى محاولات الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، فلاديمير زيلينسكي، العبث بأمن روسيا، الأمر الذي لاقى تجاوبًا سريعًا من بعض الدول الأوروبية بسبب الضغوط الأمريكية".
وأضاف: أن "سياسة بايدن قد تفضي إلى تعقيد العلاقات الأمريكية-الروسية بشكل أكبر في الفترة القادمة، وهذا التعقيد قد يعوق أي مساعي قد يبذلها ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا".
وعن القرارات المحتملة لترامب في عهده الجديد، أشار إسماعيل إلى أنه من "الممكن أن يتخذ ترامب قرارات غير تقليدية قد تشكل صدمة لآليات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة". وأكد أن "ترامب سيكون أكثر تحمسًا لتحقيق حل مع روسيا نتيجة ما يراه من "كيمياء مشتركة" بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على عكس الخطط الأمريكية الحالية التي تسعى للحفاظ على الهيمنة الغربية، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل القطب الأوحد إلا في ظل معاداة روسيا".
وفيما يخص السياسة الداخلية الأمريكية، لفت إسماعيل إلى أن "ترامب وحزبه الجمهوري يميلان بشكل متزايد نحو التركيز على القضايا الداخلية، مع التأكيد على ضرورة البحث عن توازنات في السياسة الخارجية دون تكاليف إضافية". وبيّن أن ترامب يمتلك الأدوات والقدرة على تنفيذ مشروعه خاصة مع تركيزه على جذب الأموال إلى الداخل الأمريكي كجزء من نهجه الاقتصادي".
وركز إسماعيل أيضًا على أن "فوز ترامب في الانتخابات يعد "تاريخيًا" إذا تمكن من تعزيز الاقتصاد الأمريكي وحصد تأييد المجتمع الأمريكي حول مشروعه، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الحالية".
وعن السياسة الروسية في أفريقيا، قال إسماعيل إن "الشراكة الروسية-الأفريقية تأتي في سياق تعزيز التعددية القطبية التي تروج لها روسيا على الساحة الدولية". وأكد أن "روسيا فرضت نفسها على الأجندة الدولية، متفوقة على المحاولات الغربية لعرقلة هذا التوجه". وأضاف أن "الروس لا يحملون مشروعًا إمبرياليًا في أفريقيا، بل يركزون على تنمية دول القارة ومساعدتها في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية".
كما أشار إسماعيل إلى أن "كوريا الديمقراطية تمثل إحدى الحالات التي تعكس مظلومية النظام الدولي الحالي، حيث يواجه هذا البلد حصارًا دوليًا بسبب عدم التزامه بالسياسة الأمريكية في منطقة شرق آسيا". وتابع أن "الانفتاح الروسي على كوريا الديمقراطية من شأنه أن يسهم في تخفيف التوترات في المنطقة ونزع فتيل الحرب".
وفيما يتعلق بالتصعيد المحتمل في العلاقات الروسية-الغربية، استبعد إسماعيل أن "تستجيب الولايات المتحدة لدعوات فرنسا وبريطانيا بضرب العمق الروسي"، مؤكدًا أن "روسيا استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الدولية في مواجهة الاستعمار الغربي، خاصة في أفريقيا، حيث تمت إزالة النفوذ الفرنسي والأمريكي في بعض المناطق".