مساعدة وزير الخارجية المصري السابق: القمة العربية تحمل مؤشرا جديا وأمريكا عقبة في مجلس الأمن

أكدت منى عمر، مساعدة وزير الخارجية المصري السابق، أن "القمة العربية الإسلامية في الرياض التي جمعت ممثلين عن ثلاث قارات (أفريقيا، آسيا، وأوروبا) تشكل مؤشراً مهمًا على موقف عالمي موحد تجاه القضايا العادلة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً قضايا لبنان وفلسطين".
Sputnik
وقالت الوزيرة في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إن "هذا الاجتماع يعد بمثابة رسالة قوية للعالم تؤكد أن هناك تحركاً منسقاً بين الدول المعنية للتوجه نحو التنفيذ الفعلي للمطالب بدلاً من الاكتفاء بالاستنكار أو الشجب".
وأشارت عمر إلى أن "كلمة الرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة كانت معبرة جداً عندما أكد على ضرورة الانتقال من مرحلة الشجب إلى مرحلة التنفيذ".

وأضافت عمر: "القضية الفلسطينية واللبنانية لا تتحمل المزيد من التأجيل، ويجب أن ننتقل إلى مرحلة تنفيذية من أجل وقف التصعيد".

وتابعت الوزيرة: "ليس فقط مسلمون وعرب شاركوا في القمة، بل كانت هناك دول من قارات مختلفة، وهذا يشير إلى أهمية القضية على المستوى العالمي، ونحن بحاجة إلى تحرك حقيقي لا مجرد بيانات استنكار".
وحول الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية، قالت عمر: "كل كلمات القمة كانت تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولكن السؤال الأهم: هل هناك من يستجيب؟ وهل هناك ورقة ضغط فعالة على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان المستمر؟ فالضربات الجوية الإسرائيلية توسعت لتطال لبنان وسوريا واليمن وإيران، وبالتالي نحن بحاجة إلى أوراق ضغط قوية من الدول العربية والإسلامية".
محلل لبناني لـ "سبوتنيك": قمة الرياض وضعت مسارات مهمة لحل الأزمة الفلسطينية واللبنانية
وشددت على أن "دول العالم يجب أن تستخدم الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار إسرائيل على وقف التصعيد"، مشيرة إلى أن "تشكيل تحالف بين ثلاث منظمات دولية سيكون خطوة لتعزيز هذا التحرك".
وتابعت عمر: "أعتقد أن هناك فرصة أكبر الآن لتحقيق نتائج ملموسة من خلال هذا التشكيل الدولي القوي، خاصة في ظل التغيرات الدولية المتوقعة".
وزيرالخارجية السعودي: نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون بموافقة الأمم المتحدة
وتحدثت عمر عن الدور الذي تلعبه مصر في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية. وأوضحت: "مصر مستمرة في تحركاتها مع القوى الدولية الكبرى بشكل يومي، سواء مع الولايات المتحدة أو روسيا، وكذلك مع القوى الفلسطينية، من أجل تقريب وجهات النظر ودفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية".
وأشارت إلى أن "مصر تمكنت من تحقيق تقدم في هذا المجال من خلال وساطتها بين الفصائل الفلسطينية، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من التحرك الدولي الفعّال".
وفيما يتعلق بمجلس الأمن، لفتت عمر إلى أن "أكبر عقبة أمام اتخاذ خطوات عملية هي الولايات المتحدة الأمريكية". وأوضحت أنه "مع قرب انتهاء فترة ولاية وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، هناك فرصة لتحريك الموقف الدولي نحو اتخاذ خطوات أكثر توازناً في الملف الفلسطيني".
وأضافت: "إذا تحركت المنظمات الثلاث عبر الدول التي تمثلها، وجرت زيارة مع الإدارة الأمريكية لمناقشة عواقب استمرار الحرب، فهناك أمل في تغيير موقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وقد لا يكون الموقف موالياً تماماً، ولكن قد لا يكون معارضاً أيضاً".
متشدد ضد الصين وإيران.. ماركو روبيو الأقرب لتولي حقيبة الخارجية الأمريكية
وأكدت عمر أن "الوقت قد حان لتطبيق ضغوط اقتصادية مباشرة على إسرائيل"، وقالت: "من المهم أن يكون هناك تهديد حقيقي بإجراءات عقابية قوية ضد إسرائيل، مثل فرض عقوبات اقتصادية أو وقف المساعدات العسكرية، أو حتى سحب الأموال العربية المودعة في البنوك الغربية، يجب أن نطالب بخطوات فعالة وقوية، ونحن مقتنعون تماماً بغياب العدالة الدولية، حيث لا توجد معايير متساوية في التعامل مع الملف الفلسطيني واللبناني مقارنة بقضايا أخرى".
في الختام، أكدت عمر أن "مصر تواصل جهودها الحثيثة عبر اتصالات يومية مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، من أجل تحقيق الضغط على إسرائيل والبحث عن صيغة لتطبيق الحلول التي تتوافق مع المبادئ الأساسية التي تم التأكيد عليها في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الأخيرة". وأشارت إلى أن "هناك مبادئ أساسية لا يمكن التنازل عنها في أي مفاوضات أو حلول، وهي تلك المتعلقة بحقوق الفلسطينيين وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: يجب ألا تهاجم إسرائيل إيران
مناقشة