في هذا المستوى، تحدث سليمان في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، عن التعامل مع الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أنّ "قواعد التعامل معها تحمل أبعادًا قانونية وأخلاقية ودستورية". وأضاف أنّ "النظام القديم لم يعد يتلاءم مع التحديات الجديدة، مثل استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية الصنع والتي قد تستهدف الأراضي الروسية، وهو ما يعقد الموقف ويزيد من التعقيدات القانونية والدولية".
وفي ما يتعلق
باستخدام الصواريخ البعيدة المدى، أشار سليمان إلى أنها "لا تهدد الأراضي الروسية فحسب، بل قد تشمل أيضًا تهديدات ضد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
في حين أكّد عامر راشد، الخبير في الشأن الروسي، أكد أنّ "قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم الضربات ضد العمق الروسي جاء في توقيت حساس، خاصة أنه تم قبل شهرين من انتهاء ولايته".
كما أشار إلى أنّ "الحسابات داخل الولايات المتحدة بدأت تتغير بشكل ملحوظ، حيث بدا واضحًا التأثير الكبير لتصريحات ترامب في حملته الانتخابية، والتي قد تؤثر على السياسة الأمريكية في المستقبل القريب".
ولفت راشد إلى "تحول في الموقف الأوروبي، حيث بدأ يظهر رغبة من ألمانيا في الحوار مع موسكو، بينما لدى فرنسا حسابات خاصة تجعلها أكثر حذرًا من التصعيد". وفي السياق نفسه، أشار راشد إلى أنّ "لا أحد في أوروبا يرغب في تصعيد كبير في هذه المرحلة".
كما أضاف أنّ "استخدام الأسلحة التكتيكية، مثل تلك المستخدمة في العراق
من قبل الولايات المتحدة، لا يعني بالضرورة نشوب صراع نووي، بل قد تكون لها تأثيرات محدودة".
بدوره تحدث علي أحمد، عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، عن أنّ "توازن الرعب هو القاعدة الأساسية في العلاقة بين الدول، خصوصًا تلك التي تمتلك أسلحة نووية".
وأضاف أحمد أنّ "واشنطن بدأت تفلت من عقالها في مناطق متعددة مثل غرب آسيا وأوكرانيا ولبنان وغزة"، مشيرًا إلى أنّ "القرار الأمريكي بضرب العمق الروسي يتعلق أيضًا باستهداف الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب قبيل وصوله إلى البيت الأبيض".
وأكد أحمد أنّ "هذه التحركات تأتي في إطار محاولة واشنطن لكسر شوكة ترامب في ملف أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ "القرار بضرب العمق الروسي قد يكون قرارًا اتخذته "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة".
كما أكد أحمد أنّ "أوروبا لم تعد تمتلك موقفًا موحدًا، حيث أصبحت هناك "أوروبيات" بدلاً من "أوروبيين"، وهو ما يهدد بانقسام الاتحاد الأوروبي ويزيد من تعقيد الموقف".
وقال سعد عبر إذاعة "سبوتنيك" إنّ "تغيير العقيدة النووية الروسية يمثل رسالة ردع قوية للغرب"، مشيرًا إلى أنّ "روسيا لا تسكت على تهديد أمنها القومي، وأن أي تصعيد قد يواجه برد حازم من روسيا".
وفي السياق نفسه، أشار سعد إلى أنّ "الوضع الراهن يعمل في صالح روسيا، حيث يمكنها فرض شروطها في أي عملية تفاوض مستقبلية مع الغرب أو أوكرانيا".
واعتبر أنّ "التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة قد تدفع روسيا إلى تحقيق أهدافها بشكل أكبر، خاصة في ظل التقلبات السياسية الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة وأوروبا".