العملية العسكرية الروسية الخاصة

بعد صواريخ "أتاكمز"... خبراء يحذرون عبر "سبوتنيك": قرار متهور وروسيا لن تتأخر في الرد

رأى أستاذ القانون الدولي والخبير في الشأن الروسي، أكثم سليمان، أنّ "التصعيد الحالي يتضمن مستويين من التفاعل: الأول تكتيكي، حيث يتفاعل الغرب مع قضية الصواريخ والأسلحة البعيدة المدى التي تريد أوكرانيا استخدامها في العمق الروسي، بينما المستوى الثاني هو الاستراتيجي، ويعد الأخطر".
Sputnik
في هذا المستوى، تحدث سليمان في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، عن التعامل مع الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أنّ "قواعد التعامل معها تحمل أبعادًا قانونية وأخلاقية ودستورية". وأضاف أنّ "النظام القديم لم يعد يتلاءم مع التحديات الجديدة، مثل استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية الصنع والتي قد تستهدف الأراضي الروسية، وهو ما يعقد الموقف ويزيد من التعقيدات القانونية والدولية".

وأكد سليمان أنّ "التعامل مع موسكو وحلفائها من قبل الدول المعادية لروسيا يشبه إلى حد بعيد أسلوب المافيا، حيث تسعى هذه الدول إلى الضغط على روسيا من خلال استراتيجيات معقدة". وأضاف أنّ "روسيا، من جانبها، تسعى بشكل متزايد لقطع الطريق أمام هذا الأسلوب"، مشيرًا إلى أنّ "موسكو بدأت تتفاعل بشكل أكثر حذرًا مع التهديدات الغربية".

العملية العسكرية الروسية الخاصة
الدفاع الروسية: شظايا صاروخ "أتاكمز" تسقط على موقع فني عسكري ولا يوجد ضحايا
وفي ما يتعلق باستخدام الصواريخ البعيدة المدى، أشار سليمان إلى أنها "لا تهدد الأراضي الروسية فحسب، بل قد تشمل أيضًا تهديدات ضد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
في حين أكّد عامر راشد، الخبير في الشأن الروسي، أكد أنّ "قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم الضربات ضد العمق الروسي جاء في توقيت حساس، خاصة أنه تم قبل شهرين من انتهاء ولايته".

وأضاف راشد عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "هذا القرار قد يعقّد مسألة الحسم في ملف روسيا وأوكرانيا بشكل أكبر".

كما أشار إلى أنّ "الحسابات داخل الولايات المتحدة بدأت تتغير بشكل ملحوظ، حيث بدا واضحًا التأثير الكبير لتصريحات ترامب في حملته الانتخابية، والتي قد تؤثر على السياسة الأمريكية في المستقبل القريب".
أقصى مسافة تصلها صواريخ GMLRS وATACMS
ولفت راشد إلى "تحول في الموقف الأوروبي، حيث بدأ يظهر رغبة من ألمانيا في الحوار مع موسكو، بينما لدى فرنسا حسابات خاصة تجعلها أكثر حذرًا من التصعيد". وفي السياق نفسه، أشار راشد إلى أنّ "لا أحد في أوروبا يرغب في تصعيد كبير في هذه المرحلة".

أما في ما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، فقد أشار راشد إلى أنّ "روسيا تلتزم بمبدأ عدم استخدام السلاح النووي أولًا، ولكنها سترد إذا تعرض أمنها القومي للتهديد". وفي هذا الصدد، شدد على أنّ"السلاح النووي هو عامل ردع أساسي، إذ أن هناك خطوطًا حمراء يدركها الجميع، واستخدامه سيؤدي إلى دمار شامل".

كما أضاف أنّ "استخدام الأسلحة التكتيكية، مثل تلك المستخدمة في العراق من قبل الولايات المتحدة، لا يعني بالضرورة نشوب صراع نووي، بل قد تكون لها تأثيرات محدودة".
الخصائص التقنية لصواريخ "أتاكمز" و"ستورم شادو" و"سكالب"
بدوره تحدث علي أحمد، عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، عن أنّ "توازن الرعب هو القاعدة الأساسية في العلاقة بين الدول، خصوصًا تلك التي تمتلك أسلحة نووية".

وقال أحمد عبر إذاعة "سبوتنيك": "هذه الأسلحة ليست للاستخدام إلا في حالة تهديد حقيقي للأمن القومي، وعندما يكون هناك تهديد لروسيا، فإنها لن تتأخر في الرد، وهذا يشمل ردًا نوويًا إذا لزم الأمر".

وأضاف أحمد أنّ "واشنطن بدأت تفلت من عقالها في مناطق متعددة مثل غرب آسيا وأوكرانيا ولبنان وغزة"، مشيرًا إلى أنّ "القرار الأمريكي بضرب العمق الروسي يتعلق أيضًا باستهداف الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب قبيل وصوله إلى البيت الأبيض".
وأكد أحمد أنّ "هذه التحركات تأتي في إطار محاولة واشنطن لكسر شوكة ترامب في ملف أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ "القرار بضرب العمق الروسي قد يكون قرارًا اتخذته "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة".
ضابط استخبارات أمريكي: السماح لكييف باستخدام صواريخ "أتاكمز" بمثابة انتحار
كما أكد أحمد أنّ "أوروبا لم تعد تمتلك موقفًا موحدًا، حيث أصبحت هناك "أوروبيات" بدلاً من "أوروبيين"، وهو ما يهدد بانقسام الاتحاد الأوروبي ويزيد من تعقيد الموقف".

بينما اعتبر الدكتور رضا سعد، الباحث في الشأن الدولي والخبير في السياسة الأمريكية، أنّ "قرار بايدن بدعم الضربات ضد روسيا هو "قرار متهور وغير متزن"، محذرًا من أنّ "هذا القرار قد يورث الإدارة المقبلة مشكلة كبيرة".

وقال سعد عبر إذاعة "سبوتنيك" إنّ "تغيير العقيدة النووية الروسية يمثل رسالة ردع قوية للغرب"، مشيرًا إلى أنّ "روسيا لا تسكت على تهديد أمنها القومي، وأن أي تصعيد قد يواجه برد حازم من روسيا".

وأوضح سعد أنّ "السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لن يغير موازين القوى على الأرض، بل ربما يزيد من تعقيد الوضع".

وفي السياق نفسه، أشار سعد إلى أنّ "الوضع الراهن يعمل في صالح روسيا، حيث يمكنها فرض شروطها في أي عملية تفاوض مستقبلية مع الغرب أو أوكرانيا".
واعتبر أنّ "التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة قد تدفع روسيا إلى تحقيق أهدافها بشكل أكبر، خاصة في ظل التقلبات السياسية الداخلية والخارجية في الولايات المتحدة وأوروبا".
مناقشة