باحث في العلاقات الدولية: أمريكا في أزمة سياسية وأوروبا ستدفع ثمن تسليح أوكرانيا

صرح الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إيلي جرجي إلياس، أن الفترة الممتدة بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و20 يناير/كانون الثاني ستكون حاسمة على الصعيدين الدولي والإقليمي، خاصة في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وصراعات الشرق الأوسط.
Sputnik
وأشار إلياس في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أنّ "هذه الفترة ستكون محورية في تحديد ما إذا كانت الأزمات الحالية ستتوسع أو يتم التوصل إلى حلول لها"، لافتًا إلى أنّ "هذه المرحلة ستشهد تغييرات كبيرة".
وأوضح الباحث المتخصص في العلاقات الدولية أنّ "الولايات المتحدة تمر بأزمة سياسية كبيرة، لا سيما مع المشاكل الصحية التي يعاني منها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبينما لا يزال أمام بايدن شهرين من الحكم، إلا أنّ حالته الصحية جعلت إدارته تبعده عن الواجهة السياسية".

وفي هذا السياق، أشار إلياس إلى أنّ "الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيستلم صلاحياته الدستورية في كانون الثاني المقبل، يسعى إلى تسوية حاسمة للأزمة الأوكرانية، حيث يعتقد أن روسيا ستكون هي الرابح الأكبر في أي تسوية محتملة نظرًا للانتصارات الاستراتيجية التي حققتها على الأرض".

الياس وإذ شدّد على أنّ "روسيا تعلم جيدًا أن ترامب سيعمل على إنهاء الأزمة الأوكرانية فور توليه منصبه"، حذر من أنّ "هناك مخاوف من أي تهور قد يصدر عن حلف شمال الأطلسي، وفي ظل هذا التوتر، لوحت روسيا باستخدام الأسلحة النووية كوسيلة للردع، مؤكدة أن أي تصعيد سيكون نتيجة تهور الأطلسي".
خبير في الشأن الروسي: دعم أمريكا لأوكرانيا لم يحقق تقدما وأوروبا ارتكبت خطأ تاريخيا
وبيّن ضيف "سبوتنيك"، أنه "لا يوجد وقت كافٍ خلال الشهرين المقبلين لحدوث تصعيد عالمي، ولكن من المتوقع أن تستخدم روسيا الملف النووي لردع توجهات الناتو"، مشيرًا إلى أنّ "موسكو تعمل وفق رؤية استراتيجية شاملة، وأن إنهاء الحرب في أوكرانيا هو خطوة تمهيدية لإنهاء جميع الحروب حولها، بما في ذلك في الشرق الأوسط".

وأكد إلياس أنّ "روسيا لا تهتم فقط بإنهاء الحرب في أوكرانيا، بل تسعى أيضًا إلى إنهاء الأزمات في المناطق المجاورة لها وفي الشرق الأوسط بشكل عام".

وتطرّق الباحث المتخصص في العلاقات الدولية إلى الملف الأوروبي، لافتًا إلى أنّ "ألمانيا تدرك جيدًا أن أوكرانيا غير قادرة على تحقيق انتصارات في الحرب، وأنها ستدفع ثمن تسليح كييف". كما أشار إلى أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية قد ورطت أوكرانيا في هذا النزاع رغم وجود طموحات ألمانية أطلسية، حيث بدأ الغرب يتخلى تدريجيًا عن أوكرانيا، والولايات المتحدة ورطت أيضًا إسرائيل في الحرب في لبنان، وبدأت في اتخاذ مواقف أكثر مرونة تجاه إيجاد حلول بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وحل غير مباشر بين لبنان وإسرائيل من جهة ثانية".
موسكو: "خطة زيلينسكي للصمود" هي مجموعة أوهام للحفاظ على سلطته
وحول الرئيس ترامب، أشار إلياس إلى أنّه "يتميز عن غيره من الرؤساء الأمريكيين بتفكيره الاقتصادي الاستثماري، حيث يسعى إلى تحقيق نجاحات اقتصادية من خلال إنهاء الحروب". وأوضح الياس أنّ "ترامب يهدف إلى استثمار السلام في المنطقة لتحقيق أرباح للولايات المتحدة، ويعتبر أن إنهاء الأزمة الأوكرانية وحروب الشرق الأوسط سيكون بمثابة إنجاز مهم في عهده".

وأردف إلياس: "ترامب يعتقد أن روسيا هي قوة عظمى، ويفضل التعاون معها في سبيل تحسين العلاقات مع الصين، ويرى ترامب أن الدور الروسي مهم في تبريد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يتناقض مع التوجهات السابقة للإدارة الأمريكية".

ضيف "سبوتنيك" الذي أكّد أنّ "ترامب يعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن روسيا دولة قوية ولها مجالها الحيوي"، أشار إلى أنّ "الرئيس المنتخب يعتمد تفكيرًا اقتصاديًا معقدًا، ويرغب في تعزيز العلاقات مع روسيا بما يخدم المصالح الاقتصادية الأمريكية".
وأضاف إلياس أنّ "ترامب لا يخفي تقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللقيادة الروسية، حيث يرى أن روسيا تمثل دورًا ضروريًا في تحقيق استقرار العالم"، مبيّنًا أنّ "ترامب يعتقد أن القضية الأوكرانية يجب أن تنتهي قبل أن تتاح الفرصة لتعاون أكبر مع الصين، لا سيما وأنه يعتبر الصين لاعبًا أساسيًا في الساحة الدولية، وتعتبر العلاقات مع روسيا جزءًا من استراتيجيته تجاه الصين".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
القوات الروسية تحرر بلدة دالنيي في جمهورية دونيتسك الشعبية
أما عن الدور الصيني على الصعيد العالمي، قال إلياس إن "الصين اليوم ليست مجرد حليف لروسيا، بل تشكل معها علاقة استراتيجية متكاملة وعلاقة أخوة، رغم قوتها العسكرية الكبيرة، تركز أيضًا على الأبعاد الاقتصادية العالمية، وتشارك روسيا ودول الخليج في خططها الاقتصادية مثل "رؤية 2030"، التي تشمل تطلعات إيران أيضًا".
وختم إلياس بتوضيح أنّ "الصين بدأت توجه رسائل قوية إلى الولايات المتحدة قبل تولي ترامب منصبه، خاصة في ما يتعلق بتايوان، حيث تستخدم الصين هذا الملف كأداة لابتزاز الولايات المتحدة، الصين تتخذ خطوات استراتيجية لمواجهة أي تحديات قد تنشأ بعد تولي ترامب منصبه لا سيّما أنّ العالم تعب من سياسة بايدن".
خبير أمني: الغرب يستخدم "الحرب بالوكالة" لاستنزاف روسيا... والتلويح باستخدام النووي "خيار أخير"
"كيه إتش-38".. صاروخ "جو - أرض" روسي بقدرات خارقة
موسكو تصف تصريحات وزير الخارجية النمساوي بشأن الصراع في أوكرانيا بـ"الأكاذيب"
مناقشة