ولفت إلى أن "التحيز وازدواجية المعايير وتنفيذ أجندة سياسية، أصبحت مفاهيم مستهلكة ولكنها حقائق واقعية، وفي التحيز تجاه قضية العملية الروسية الخاصة دليل على ذلك، لذلك بالتأكيد أهداف الزيارة لا تتعلق بالمسار السياسي لمستقبل سوريا بمعزل عما يجري في البيئتين الإقليمية والدولية".
نوايا خفية لزيارة بيدرسون
وتابع الباحث: "فهنا لا يمكن تجاهل الظرف الإقليمي والخروقات التي ترتكبها إسرائيل بحق السيادة السورية، ففي الآونة الأخيرة إسرائيل تهدد بحرب ضد سوريا، وتحاول فرض إملاءات لقطع علاقاتها مع حزب الله وإيران، وهذا ما ترفضه سوريا، ما يعني أن شبكة علاقات سوريا مستمرة، وكذلك الاستهداف الاسرائيلي لسوريا مستمر ما دام تقييم المجريات من منظور أمني بحت".
وحول أسباب زيارة بيدرسون إلى سوريا للمرة الثانية هذا العام قال الباحث الاستراتيجي: "أهم الأسباب أن سوريا اليوم هي المركز الجيوستراتيجي الأهم في الإقليم، وعندما تدخلت أمريكا وحلفاؤها دولياً وتركيا وآخرون إقليمياً وتنظيمات إرهابية مجندة خارجياً في الداخل السوري، كانت الاستراتيجية السورية هي الأدق عالمياً، عبر الاستعانة بروسيا دولياً وإيران إقليمياً والجيش العربي السوري والقوات الرديفة في الداخل، هذه المعادلة حققت التوازن، ثم أهمية سوريا وخطورتها بالنسبة لإسرائيل تجعلها كابوساً وهدفاً وضعت لأجله مشاريع وخطط عسكرية وأمنية سابقاً، لذا إن شبكة التحالفات والعلاقات الخارجية لسورية بالترادف مع العقيدة الإيديولوجية التي تتبناها هي سبب في أهمية هذه الدولة، مشيرا إلى أن سوريا اليوم تركز على ذاتها وشعبها والخروج إلى بر الأمان والاستقرار، وتحترم سيادة واستقلال الدول المجاورة كما تطالبهم باحترام سيادتها".
بيدرسون.. محاولة لتجميد الدور السوري الإقليمي
وأشار الباحث الاستراتيجي في جوابه عن تأثير وصول ترامب إلى البيت الأبيض على الملف السوري إلى عامل مهم "ألا وهو محددات صنع السياسات العامة في الولايات المتحدة، والتي هي بمثابة قيود وضوابط بالوقت ذاته، وأنا لست مع المطبلين بقدوم ترامب، فإعلانات البرامج الانتخابية لا يعوّل عليها ما لم تقرن بالأفعال، ونحن في سوريا بانتظار الأفعال، إذ إن ترامب لا يصنع السياسات العامة وحده".
سوريا وإفشال الإتجار السياسي الدولي بقضيتها
وأضاف الباحث السياسي أن الدستور الجديد هو شأن سيادي سوري، والمنظمة الدولية لها صيغتها الخاصة التي تفرضها بناءً على مكتسبات ومنجزات الواقع، ورؤيتها بما يخص واقع ومستقبل سوريا بما في ذلك الأطراف الفاعلة، وهنا تبرز مشاكل ما تسمى "معارضة" تعرّت وتكشّفت وثبتت مأجورية قطاع كبير منها، وما تبقّى فهم منظمات إرهابية تعامل وفق السائد في دساتير دول العالم، بالطريقة التي تحفظ أمن واستقرار الشعب والدولة".