هل يهدد رفض بن غفير وسموتريتش توقيع اتفاق سياسي مع "حزب الله" بقاء حكومة نتنياهو؟

وسط الحديث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، لا تزال أصوات بن غفير وسموتريتش تتعالى رفضًا للتسوية، ومطالبة باستمرار الحرب حتى القضاء على الحزب.
Sputnik
وصرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، أن بلاده "تضيع فرصة تاريخية لتركيع الطرف الآخر"، في إشارة إلى "حزب الله" اللبناني، مؤكدًا أنه "من الممكن الاستمرار في سحقهم"، بحسب تعبيره.
وجدد بن غفير، في تصريحات له، رفضه لأي اتفاق لوقف لإطلاق النار مع لبنان، مؤكدًا أن "الحرب يجب أن تنتهي عندما نهزم الطرف الآخر وإعادة سكان الشمال بأمان".
وأضاف: "الاتفاق مع لبنان مؤقت ومن الواضح أن "حزب الله" سيعود ويتسلح"، متابعًا: "اتفاق موقّع على الجليد و"حزب الله" سيعود للتسلح مرة أخرى".
وأعلن سموتريتش خلال اجتماع لحزبه رفضه أي اتفاق مع لبنان لوقف الحرب. وقال: "لا يوجد أي اتفاق.. وإذا تم التوقيع عليه، فإنه لن تكون له قيمة أكبر من الورقة الموقع عليها".
ويطرح البعض تساؤلات بشأن الانقسام الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، وإمكانية أن يسهم في تعطيل الاتفاق، أو قد ينسحب ليهدد بقاء الحكومة برمتها في حال انسحبت القوى اليمنية من ائتلاف نتنياهو الحاكم.

أغلبية إسرائيلية

نائب لبناني: لبنان يقترب من الاتفاق النهائي والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن رفض سموتريتش وبن غفير لأي اتفاق مع لبنان، يؤكد أنهما فاشيان من الصف الأول، حيث يهدفان إلى القضاء على كل ما هو عربي وفلسطيني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "بن غفير وسموتريتش لا يكترثان إلى الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، ولا يسجل حجم الخسائر أي فارق لهما، فيما لا يسعيان إلا لمصالحهما الخاصة، والتي تهدف في مقامها الأول إلى القضاء على العرب بشكل عام".
وقال إن هذه المعارضة لن تشكل أي فارق، حيث من يقرر في نهاية الأمر الموافقة على الاتفاق المجلس الحكومي المصغر في إسرائيل "الكابينيت"، وهناك أغلبية كبيرة جدا لنتنياهو، حيث يدرك بن غفير أن دخول جدعون ساعر للحكومة بـ 5 مقاعد، جاء ليؤمن حكومة نتنياهو ولا يبقيها تحت رحمة بن غفير أو سموتريتش.
ويرى كنعان أنه لا مفر أمامهما سوى البقاء في هذه الحكومة، فيما ستتخذ قرار وقف الحرب والدخول في تسوية الحكومة بالاتفاق مع حزب الله، فيما ينتظر بايدن وماكرون موافقة الحكومة الإسرائيلية للبدء في تنفيذ الاتفاق كما هو منصوص عليه.

عجز إسرائيلي

وزير الخارجية اللبناني: الحكومة قررت إرسال 5 آلاف جندي إضافي إلى الجنوب
بدوره اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن رفض بن غفير وسموتريتش للتسوية مع لبنان، ورفضهما لوقف إطلاق النار، يعبر عن العجز الإسرائيلي تجاه حسم المعركة مع المقاومة في لبنان، لكنه في نفس الوقت لا يمكن أن يكون تهديدا لإسقاط حكومة نتنياهو.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، السيناريو الأقرب لحالة الانقسام في الداخل الإسرائيلي بين الحكومة، يتمثل في الاكتفاء بالمزايدات والتعبير عن الغضب من خلال بعض التصريحات للمزايدة ودغدغة مشاعر الرأي العام الإسرائيلي فقط، لكن تهديد إسقاط الحكومة مستبعد خاصة أن حزب سموتريتش بشكل خاص لن يكون لديه حظوظ لدخول الكنيست من الأساس وليس فقط العودة للحكومة.
وتابع: "داخل إسرائيل هناك من يرى بضرورة الاستمرار في المعركة حتى نزع سلاح المقاومة اللبنانية، وليس الاكتفاء باتفاق لرد حزب الله خلف الليطاني، لكن هذا الأمر غير متاح".
ويرى أن هؤلاء يتمنون أن تنشب خلافات داخلية في لبنان أو تأتي قوى خارجية للقيام بهذا الأمر، وفي نفس الوقت لا يريدون أن يكون هناك مستنقعات في لبنان تحصد أرواح الجنود الإسرائيليين باستمرار.
ويعتقد الخبير المصري في الشؤون الإسرائيلية أن بن غفير وسموتريتش ومن يعارضون الاتفاق مع حزب الله، سيكتفون بهذا الموقف الذي تم تسجيله، الرافض للتسوية ووقف إطلاق النار، لكن في نفس الوقت سيستمرون في الحكومة، دون أي سعي لإسقاطها.
وأشارت وسائل إعلام غربية، في وقت سابق، إلى أنه من المتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، خلال الساعات المقبلة.
ونقلت وسائل الإعلام، أمس الاثنين، عن مسؤول لبناني مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار، قوله إنه يتوقع أن يحدث ذلك في غضون 24 ساعة.
كما أشارت إلى قول المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، إن الحكومة ستصوت على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، الثلاثاء، دون أن يتم توضيح تفاصيل عن الاتفاق المحتمل.
وذكرت وسائل الإعلام الغربية أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك، موجود حاليا في المنطقة وأن اتفاقا لوقف إطلاق النار في لبنان، أصبح في متناول اليد.
إعلام: بايدن يعتزم الإعلان مساء اليوم عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وموعد تنفيذه
وقال البيت الأبيض، أمس الاثنين، إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار "قريبا".
وفي تصريح بهذا الشأن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، إن "التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، يمثل أولوية بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن"، مؤكدًا استمرار المحادثات وأن الأمور "تمضي في اتجاه إيجابي".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، قد صرح الأسبوع الماضي، بأن الحزب "قدّم ملاحظات على المقترح الأمريكي"، وأن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل".
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية برية "محددة" في جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية لـ"حزب الله"، في عدد من القرى القريبة من الحدود، فيما تمثل المرحلة الثانية من عملية دامت عاما كاملا شهد قصفا مدفعيا وصاروخيا بين وحدات من الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" على طول الحدود.
مناقشة