وأضاف في كلمته في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة، أن المجتمع الدولي على مدار 13 شهرا وقف متفرجا أمام ما يتم ارتكابه من فظائع وقتل وتدمير للمنازل والمباني والمساجد والكنائس واستهداف العاملين في القطاع الصحي.
وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة، ويضع العراقيل والشروط أمامها ولا يسمح الا بالقليل منها بعض الضغوط، ما يزيد من خطر تفشي المجاعة والأمراض والأوبئة".
وأدان الوزير المصري الهجوم الإسرائيلي على وكالة "أونروا" واستهداف تدميرها ما يترتب عليه الانهيار التام في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع عبد العاطي: "تدين مصر إقرار الاحتلال للتشريع غير القانوني لحظر الوكالة، في سابقة خطيرة تؤكد الاستخفاف بالمجتمع الدولي ومؤسساته، وتشدد مصر على أنه لا بديل للوكالة ولا يمكن لأي منظمة أن تحل محلها".
وأوضح وزير الخارجية المصري أن بلاده كانت في طليعة الدول التي هبت لإغاثة الأشقاء في قطاع غزة منذ اليوم الأول من العدوان، حيث ساهمت بأكثر من 70% من المساعدات التي دخلت القطاع إلى الآن، وسهلت إجراءات الشحن البري والبحري والجوي، واستضافت آلاف للجرحى، وقدمت الدعم للطلاب في مدارسها.
وشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل لفتح المعابر بكل طاقتها وتحمل إسرائيل مسؤولياتها "باعتبارها سلطة قائمة بالاحتلال"، على حد تعبيره.
وقال إن العدوان الإسرائيلي خلّف حجما هائلا من الدمار الذي يحتاج إلى تكاتف دولي لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل فوري إلى القطاع، وتنفيذ خطط للتعافي المبكر.
وأعرب عن تشجيعه للوفود المشاركة على الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لقطاع غزة، وتعهدات مالية ملائمة لحجم الكارثة، بما يمهد الطريق أمام التعافي وإعادة الإعمار.
وأوضح أن الوقت قد حان للتراجع عن سياسة المعايير المزدوجة، وبات مطلوبا موقفا حاسما لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل وباقي المؤسسات التي تطالب وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
واستطرد: "نرفض أن تكون هناك دولة فوق القانون ولا تخضع للمحاسبة، فيما نتوجه بالتحية للشعب الفلسطيني على صموده وكفاحه وتضحياته دفاعا عن أرضه، فيما ستظل مصر على العهد متمسكة بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب في تقرير مصيره".
وانطلقت، اليوم الاثنين، أعمال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة، بمشاركة 103 وفود دول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية.
يأتي المؤتمر برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، ونائبة السكرتير العام للأمم المتحدة أمينة محمد.
وقال بيان لوزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن انعقاد المؤتمر يأتي في سياق جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
ويهدف المؤتمر لتأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أن أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأطلقت خلالها آلاف الصواريخ تجاه إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين.
وتتعمد إسرائيل تجاهل قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين؛ في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعو إلى البدء فوراً باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية؛ مشدداً على موقف الرئيس فلاديمير بوتين الداعي إلى تسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي.