بعد إسقاط الأسد.. ما التأثير والانعكاسات في سوريا على الداخل اللبناني؟

مع تطور الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا، وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، تستعد سوريا لدخول حقبة جديدة سيكون لها انعكاساتها على المنطقة.
Sputnik
ويقول خبراء إن الأوضاع في سوريا يكون لها تأثير وانعكاس مباشر على لبنان، بفعل الحدود المشتركة والجغرافيا السياسية الواحدة، مؤكدين أن النظام الجديد سيكون له تأثير على الداخل السوري.
وأعلن قائد الجماعات السورية المسلحة أحمد الشرع (الجولاني)، فجر الأحد، استمرار الحكومة السورية في أداء عملها بإشراف رئيس الوزراء محمد الجلالي، حتى يتم تسليم السلطة.
انعكاسات خطيرة
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي السوري، أنه من الطبيعي أن يكون هناك تأثير لما يحدث في سوريا على لبنان، كما أثرت أحداث لبنان على سوريا في السابق، وهذا التداخل أمر طبيعي في ظل الحدود المشتركة ووجود الكثير من التقاطعات والتداخلات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، بين لبنان وسوريا هناك تداخل وتأثير متبادل وقوي، ويجب انتظار استقرار الأمور في سوريا، في ظل وجود تغيير جذري، ومعرفة من سوف يستلم الحكم وبأي أفق، ومصير القواعد الدولية في سوريا.
ويرى أن "من ينتصر في سوريا سوف يتمدد، وسيكون له مؤيدون وجماعات في لبنان، حيث سيستقوون بهم، وهو ما بدأ في الظهور بمختلف المناطق اللبنانية والطوائف"، مؤكدًا أن "استقرار الوضع في سوريا واتضاح القوى ذات النفوذ سيكون لها تأثير وانعكاسات في لبنان".
وزير الدفاع الإسرائيلي: أوعزت للجيش بإنشاء منطقة دفاعية خالية من السلاح على حدود سوريا
وتابع: "إذا لم يكن اللبنانيون عقلاء ربما قد نرى توترات وخلافات ومواجهات، والأمور قد بدأت تظهر بأشكال أمنية محدودة، لكن يمكن أن تتطور ليستقوى البعض بمن ينتصر في سوريا، حتى يعزز موقعه السياسي والأمني".
وأكد أن الوضع قد ينعكس كذلك على ملف رئاسة الجمهورية، حيث سيسعى البعض لأن يقبل الرئيس الجديد بالمعارضة السورية، فيما قد لا توافق أطراف أخرى.
ويعتقد أبو زيد أن لبنان قد يرى تجاذبات كبيرة تؤثر على مستوى اختيار الرئيس، وعلى التوازنات، فيما يتخوف البعض من أن يكون هناك مشروع للتقسيم يتناسب مع ما يحدث في سوريا، وانعكاساتها في لبنان.
جغرافيا سياسية مشتركة
بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني، أسامة وهبي، إن الجغرافيا السياسية بين لبنان وسوريا تتحكم في مصير البلدين، وتأثير كل بلد على الآخر، حيث خضع لبنان للحكم السوري المباشر من خلال الوصاية التي مارسها النظام السوري في لبنان لمدة 30 عاما وانتهت باغتيال رفيق الحريري وخروج الجيش السوري، لكن بقى له حلفاء في لبنان.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "الشعب اللبناني اليوم يتنفس الصعداء بعد سقوط نظام الأسد، الذي كان يتدخل بكل الأمور السياسية، وإن خف هذا التدخل في السنوات الأخيرة، لكن سوريا تشكل للبنان بعدا حيويا، ولبنان كان متنفسا وعرف باسم رئة سوريا باعتباره بلد الحريات والسرية المصرفية، وكان الشعب السوري يتنفس الحرية في لبنان، ويهرب من النظام".
وتابع: "اليوم هناك مرحلة جديدة يشعر فيها اللبنانيون بالارتياح وإن كان يشوبها بعض القلق، لكن الآتي في سوريا لن يكون بالوضع السيء الذي كان عليه أيام نظام الأسد، وهناك ترقب لتشكيل السلطة في سوريا، وترقب للانتقال السلمي من خلال مرحلة انتقالية".
وأكد أن الشعب السوري أبدى وعيا استثنائيا من خلال الوعي الذي مارسته إدارة المعارك العسكرية بأنها منعت الانتقام والمجازر المذهبية والسرقات، ومنعت أي اعتداء على الأملاك العامة، وأبقت على رئيس وزراء بشار الأسد لتسليم السلطة للرئيس المكلف، وهي خطوات تشي بأن هناك وعيا واستخلاص عبر من التجارب المريرة التي مر بها العراق وليبيا وغيرها من الدول.
وشدد على أهمية قرار الإبقاء على الجيش وعدم الدخول في خطأ العراق الذي عانى بعد حل الجيش من انتشار المليشيات، مؤكدًا أن هناك ترقبا وتفاؤلا بأن الوضع في سوريا مع قيام نظام ديمقراطي سيعطي للبنان بعدا حيويا وعلاقات مميزة وتبادل علاقات اقتصادية وتجارية متبادلة على عكس ما كان عليه الوضع في عهد نظام الأسد.
الوزير اللبناني الأسبق فادي عبود: سوريا بحاجة ليد عاملة... وفرص اقتصادية مشتركة مع لبنان
وأعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة الجديد محمد البشير، اليوم الثلاثاء، أنه تم تكليفه بتسيير أعمال الحكومة الانتقالية حتى 1 مارس/ آذار المقبل.
وقال البشير إنه تم عقد اجتماع في مجلس الوزراء، ضم الفريق العامل في حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت عاملة في محافظة إدلب وما حولها، بالإضافة للحكومة السورية التابعة للنظام المخلوع، وكانت الجلسة بعنوان "نقل الملفات والمؤسسات من حكومة النظام المخلوع إلى الحكومة السورية المؤقتة"، من أجل استلام الملفات وتسيير الأعمال خلال فترة انتقالية.
وأضاف البشير أن "هذا التكليف كان من القيادة العامة لتسيير الأعمال حتى 1 مارس/ آذار 2025".
وتابع البشير: "نحن في حكومة الإنقاذ السورية سابقا، كان لدينا بعض الوزارات، وبعض المديريات والمؤسسات العامة. وهناك وزرات لها نظير في الحكومة السورية للنظام المخلوع، مثل وزارة العدل ووزارة الأوقاف".
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء السوري السابق، محمد غازي الجلالي، إنه وعدد من الوزراء ما زالوا في البلاد وأجروا اتصالات مع قيادة المعارضة المسلحة.
ويذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد مفاوضات مع عدد من المشاركين في الصراع، قرر الاستقالة من منصبه وغادر البلاد، معطيا تعليماته بانتقال السلطة سلميا، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.
من جهته، قال مصدر في الكرملين لوكالة "سبوتنيك"، إن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، وقدمت لهم روسيا حق اللجوء. وأشار مراسل وكالة "سبوتنيك" أيضًا إلى أن المسؤولين الروس على اتصال بممثلي المعارضة السورية المسلحة، التي يضمن قادتها أمن القواعد العسكرية والمؤسسات الدبلوماسية لروسيا.
مناقشة