في كل موسم احتفالي، ترى أقسام الطوارئ الصحية المزيد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مرتبطة بالكحول واضطرابات نظم القلب، حيث عادة ما يتناول الناس في حفلات عيد الميلاد والتجمعات مع العائلة والأصدقاء، الكثير من المشروبات الكحولية، ثم يشعرون بنبضات قلب سريعة أو غير منتظمة وربما يشعرون بخفقان في الصدر أو الرقبة وربما يشعرون بالدوار أو ضيق التنفس.
بعد إجراء بعض الاختبارات، تبين أنهم يعانون من "اضطراب نظم القلب الأذيني الناجم عن الكحول". وبعبارة بسيطة، هذا هو عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن الإفراط في شرب الكحول. هذه الحالة شائعة، ولهذا السبب يطلق عليها أيضًا "عطلة القلب".
يؤثر الكحول على القلب والأوعية الدموية والدم والجهاز العصبي بطرق عدة، مسببا ما يسمى بـ"متلازمة القلب في العطلات"، وتم وصفها بأنها "إيقاع غير طبيعي للقلب" أو عدم انتظام ضربات القلب لدى الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض القلب بعد الإفراط في شرب الكحول، وغالبًا ما يرى الأطباء هذه الحالات بعد عطلات نهاية الأسبوع والأعياد الرسمية، بما في ذلك موسم الأعياد.
لكن إيقاع القلب غير الطبيعي المرتبط بالكحول لا يقتصر على العطلات وعطلات نهاية الأسبوع. نراه أيضًا لدى الأشخاص الذين يشربون بشراهة في أي وقت من السنة، أو لدى الأشخاص الذين يشربون بكثرة لسنوات عديدة.
يعطل الكحول الجهاز العصبي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الجفاف والالتهاب. وبدوره، يمكن أن يتسبب في تعطل النظام الكهربائي للقلب، ما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
قد يذهب الناس إلى المستشفى وهم يعانون من خفقان القلب وألم في الصدر وإغماء أو فقدان الوعي (الإغماء)، وضيق في التنفس، ولكن قد يحدث عدم انتظام ضربات القلب أيضًا دون أعراض، وقد لا يتم اكتشافه إلا عند التحقيق في مشاكل صحية أخرى.
تتعافى الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات القلب أثناء العطلات، وخاصة إذا تم علاجهم مبكرًا أو إذا توقفوا أو حدّوا من شرب الكحول.
ومع ذلك، يتم تشخيص بعض الأشخاص بـ"الرجفان الأذيني"، اضطراب نظم القلب الأكثر شيوعًا بين البالغين، والذي يؤثر على 1.4-5.5% من الناس. إذا تُرك الرجفان الأذيني دون علاج، فهناك خطر متزايد من جلطات الدم والسكتة الدماغية والنوبة القلبية.
ويوصي الأطباء عادة بشرب الماء بين المشروبات الكحولية، يمكن أن يساعد هذا في تقليل التأثيرات المسببة للجفاف للكحول وتقليل خطر حدوث مضاعفات عدم انتظام ضربات القلب الناجمة عن الكحول.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فانتقل إلى قسم الطوارئ أو الطبيب العام. من المرجح أن يجري اختصاصيو الرعاية الصحية بعض الاختبارات لتشخيص مشاكل ضربات القلب، ويتضمن ذلك مراقبة الضربات باستخدام مخطط كهرباء القلب أو رسم القلب الكهربائي.