وبحسب مجلة "scientificrussia" العلمية الروسية فإن النظام الحراري للأنهار يعد أحد أهم العوامل الهيدروإيكولوجية التي تحدد عمل النظم البيئية للأنهار، وفي الوقت نفسه، لم يتم إجراء بحث منهجي سواء في روسيا أو في العالم لفترة طويلة أو تم إجراؤه على نطاق محدود للغاية.
ومع ذلك، في العقود الأخيرة، تم إيلاء المزيد والمزيد من الاهتمام للنظام الحراري للأنهار كعامل في التآكل الحراري لضفاف الأنهار في منطقة توزيع التربة الصقيعية أو في سياق الحفاظ على الأسماك التجارية.
ويواجه الباحثون، في المقام الأول، نقصًا في البيانات الأولية، وذلك على الرغم من أنه تم جمع مجموعة كبيرة من الملاحظات اليومية في روسيا في المواقع الهيدرولوجية منذ نحو 90 عامًا، بالإضافة إلى مشكلة أخرى هي أن معظم الأبحاث حول تكوين درجة حرارة الماء في الأنهار تركز على الأنهار المعتدلة، بعيدًا عن المحيط المتجمد الشمالي والمناطق دائمة التجمد.
وأشار العلماء من كلية الجغرافيا في جامعة موسكو الحكومية (МГУ) إلى أنه وخلال المشروع، تم إنشاء أكبر وأحدث قاعدة بيانات في العالم حول متوسط درجات حرارة المياه الشهرية في الأنهار في القطب الشمالي الروسي، وتضمنت قاعدة البيانات الهيدرولوجية بيانات عن 287 موقعاً هيدرولوجياً للفترة 1961-2022.
وقالت ناتاليا فرولوفا، رئيسة قسم هيدرولوجيا الأراضي بكلية الجغرافيا في جامعة موسكو الحكومية، إن "مثل هذه المجموعة جعلت من الممكن إجراء تقييم إحصائي لوجود الاتجاهات، وحساب الاختلافات في متوسط القيم، وكذلك تقييم الاتجاهات على مدى فترات زمنية مختلفة".
وقام العلماء بتقييم التغيرات طويلة المدى في درجة حرارة المياه خلال فترة الفيضان وعند بداية انخفاض المياه في فصل الشتاء، في سبتمبر/ أيلول، وأكتوبر/ تشرين الأول، وخاصة في الجزء القطبي الشمالي من غرب سيبيريا، وبناءً على النتائج التي تم الحصول عليها، تم إنشاء خرائط لمنطقة القطب الشمالي الروسي بأكملها، وتم إيلاء اهتمام كبير لأسباب التغييرات الملحوظة.
وختمت فرولوفا، بالقول: "نظرًا للعدد المحدود من محطات الأرصاد الجوية، استخدمنا بيانات إعادة تحليل الغلاف الجوي لتقييم العلاقة بين درجة حرارة الماء مع معايير الأرصاد الجوية، ولقد تمكنا من إظهار أن درجة حرارة الهواء هي العامل الرئيسي في تكوين درجة حرارة الماء، وهو ما كان متوقعًا، ولكن دوره معقد بشكل كبير بسبب العوامل الفيزيائية والجغرافية المختلفة، وقبل كل شيء، توزيع التربة الصقيعية في مستجمعات المياه".