وقال رائف، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" تعليقًا على تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحفي، في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عقب اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، إنه "في حال حدوث تغيير في الإدارة الأمريكية، قد تكون هذه التصريحات الروسية في توقيت مناسب، خاصة في ظل تزايد الحديث من البيت الأبيض، عن رغبة أمريكية في إنهاء الحرب، مما قد يساهم في تلاقي الرؤى الغربية والشرقية لوقف التصعيد وإرساء السلام".
وأضاف الباحث في الشأن الدولي أن "روسيا تسعى إلى إيجاد حلول سياسية، بديلة عن الصراعات العسكرية"، لافتًا إلى أن "الجانب الروسي إذا تم توفير الضمانات اللازمة له، سيذهب نحو السلام بشرط أن يكون هناك تأكيد لمستقبل آمن في المنطقة".
وأكد أنه "في حال توافرت هذه الضمانات، يمكن للروس أن يتوجهوا نحو وقف التصعيد وتحقيق السلام".
وتابع رائف موضحًا أن "روسيا لن تتخلى عن أهدافها المتعلقة بأمنها القومي، وهو ما أكده بوتين في تصريحاته الأخيرة".
هذه الأهداف تشمل تأمين روسيا من أي تهديدات من الغرب، وعلى رأسها حلف الناتو.
وقال إن "هذه التصريحات تأتي في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا، التي لا يمكنها التنازل عن رغبتها في التقارب مع الغرب والانضمام إلى الناتو، وهو ما يراه بوتين تهديدًا للأمن القومي الروسي".
تصريحات بوتين تعكس حرص القيادة الروسية على تخفيف تبعات الحرب على المواطن الروسي.
وأوضح أن "بوتين أكد في تصريحاته أن التغيرات الدولية وتداعياتها تؤثر على كافة شعوب العالم"، مشيرًا إلى "الجهود الروسية للتخفيف من آثار الأزمة على المواطنين".
وأكد رائف أن "القيادة الروسية أبدت استعدادًا لتحقيق السلام"، مشيرًا إلى أنه "يبقى الآن على الجانب الأوكراني أن يظهر إرادة سياسية مماثلة".
وأضاف: "بوتين وضع الجانب الأوكراني في اختبار صعب، وإذا رفضت أوكرانيا هذا العرض أو المفاوضات، فقد تخسر دعم الغرب، الذي يبدو في طريقه إلى التراجع عن دعمها".
وقال رائف إنه "في حال رفض الجانب الأوكراني التفاوض، سيكون عليه أن يتحمل تبعات ذلك في ظل قرب تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا".
وفي ما يتعلق بالآثار الاقتصادية للعقوبات الغربية، أوضح رائف أن "روسيا استطاعت أن تتجاوز العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، محققة نجاحًا ملحوظًا في الحفاظ على استقرارها الاقتصادي، رغم محاولات الغرب تقليل النمو الاقتصادي الروسي من خلال العقوبات".
وأشار إلى أن "الرئيس الروسي بوتين قد أشار في تصريحاته إلى نجاح روسيا في مواجهة هذه العقوبات، وهو ما يعد مؤشرًا على قدرة روسيا على الصمود أمام الضغوط الغربية".