وقال في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، إنّ "ترامب، منذ حملته الانتخابية، كان قد أبدى رغبة في حل النزاعات الدولية، لا سيما الأزمة الأوكرانية"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الموقف يعد أحد ملامح سياساته الخارجية التي تسعى للوصول إلى حلول سلمية للنزاعات الكبرى".
وأضاف فاروق أنّ "المكالمة بين بوتين وترامب استمرت لمدة ساعة، وكانت ذات طابع إيجابي، حيث تباحث الطرفان حول إمكانية وقف التصعيد في الأزمة الحالية". واعتبر الباحث أنّ "هذا الاتصال يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة نحو إنهاء المواجهة العسكرية في أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ "تصريحات ترامب بعد المكالمة تعد مؤشرًا جيدًا في هذا الاتجاه، خاصة في ظل التحديات الحالية".
كما أكد فاروق أنّ "ترامب يسعى لتحسين العلاقات مع روسيا بعد فشل سياسة العقوبات التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ضد موسكو".
وفي ما يتعلق بالوضع الميداني، لفت الباحث السياسي إلى أنّ "الأزمة الأوكرانية قد استنزفت كافة الأطراف، إلا أنّ موقف روسيا لا يزال ثابتًا وقويًا، حيث تتمسك بثوابتها في الدفاع عن مصالحها وأمنها القومي، وأنّ روسيا لا تتفاوض على أي شبر من أراضيها".
وأوضح أنّ "المكالمة بين بوتين وترامب لم تكن مجرد تقارب بين الزعيمين، بل كانت نتيجة لصمود روسيا أمام الضغوط الدولية، مما أجبر الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات تجاه موسكو". كما شدد على أنّ "روسيا لن تقبل بأي قوات أوروبية على حدودها، حيث أن أمنها القومي يظل أولوية لا يمكن التنازل عنها".
كييف تعمل حاليًا على الاستجابة لجميع الطلبات التي تم طرحها على طاولة الحوار، وتشعر بالقلق من تراجع الدعم الغربي في ظل التحديات الاقتصادية والعسكرية المتزايدة.
ولفت إلى أنّ "العديد من الدول الأوروبية أصدرت تصريحات مؤخرًا تؤكد ضرورة أن تكون دول أوروبا حاضرة في أي نقاش حول وقف الحرب، في وقت يبدو أن الدعم الغربي لكييف قد تراجع".
وفي ما يخص دور الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، أكد فاروق أنّ زيلينسكي يحاول تزييف الواقع من خلال التقليل من الخسائر التي تعرضت لها أوكرانيا خلال المواجهة، وهو ما يعكس موقفًا سياسيًا يرمي للحفاظ على الروح المعنوية داخل بلاده، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بها". وبيّن أنّ "أوكرانيا أصبحت في موقف صعب للغاية، حيث أن الواقع الجيوسياسي الحالي يعكس تراجع قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة".
كما تحدث فاروق عن الوضع العالمي، مشيرًا إلى أنّ "ترامب يدرك قوة روسيا على الساحة الدولية، وأن موسكو تعد منافسًا قويًا للولايات المتحدة".
وأضاف أنّ "روسيا تعمل على إقامة نظام متعدد الأقطاب في العالم، في حين أن الولايات المتحدة تسعى للاستئثار بالحكم العالمي".
كما اعتبر أنّ "إنهاء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا سيكون بمثابة اعتراف من واشنطن بقوة موسكو على الساحة العالمية".
وأكد ضيف "سبوتنيك" أنّ "روسيا قد فرضت نفسها كقوة جيوسياسية بارزة في أوروبا، وأن الولايات المتحدة لم تنجح في إضعافها"، مشيرًا إلى أنّ "الواقع في أوكرانيا أصبح تفصيلًا في الصراع العالمي ولا يمكن كييف اتخاذ قرارات بمفردها بشأن مصيرها في ظل التوازنات الجيوسياسية الحالية". وأوضح أنّ "روسيا ستظل قادرة على فرض رؤيتها الخاصة بأمنها القومي، مما يعني أن كييف ستكون خاضعة للرؤية الروسية في ظل هذا الواقع".
وشدد فاروق على أنّ "الصمود الروسي في مواجهة التحديات الدولية قد غيّر موازين القوى، وأن أي تطور في الأزمة الأوكرانية سيعتمد بشكل رئيسي على سياسات موسكو".