وأكد عاشور في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أن "أولى هذه الأبعاد، تتمثل في التناقض الكبير بين سياسات ترامب وسلفه الرئيس جو بايدن".
وأوضح أن "المساعي التي يبذلها ترامب حاليًا تهدف إلى تحقيق المصلحة الأمريكية عبر الدفع نحو السلام والاستفادة من الأزمة الأوكرانية". وأضاف أن "ترامب يسعى للاستفادة من العقود العديدة المنتظرة من الشراكات الأمريكية الأوكرانية، خاصة في ما يتعلق بالمواد المعدنية، وهو ما يعكس تحولًا في توجهات السياسة الأمريكية تجاه هذه الأزمة".
وتابع أن "المساعي التي يبذلها ترامب، تعتبر بمثابة اعتراف أمريكي ضمني بعدم نجاح الولايات المتحدة، وحلفائها الغربيين في تقويض سياسة روسيا"، مشيرًا إلى أن "الوصول إلى صفقة مع بوتين يُعد استسلاما أمريكيا أمام القوة الروسية، وهو ما يعكس فشل أمريكا وحلفائها في محاولة فرض أمر واقع جديد على روسيا، ويعكس فشل محاولات التأثير على السياسة الروسية".
وحول موقف الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، قال عاشور إن "كييف تلعب "لعبة خطيرة جدًا، عبر تلقي المزيد من المساعدات، عن طريق تشويه صورة الجانب الروسي والاحتجاج للحصول على مزيد من الدعم".
زيلينسكي يعتمد على الحفاظ على مصلحته الشخصية على حساب الشعب الأوكراني، مما يعكس غياب الاهتمام بالآثار الجانبية على شعبه في هذه المناورات السياسية.
وأضاف عاشور أن "هناك تغيرًا جوهريًا في السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب، حيث يشير إلى سببين رئيسيين لهذا التحول، الأول هو تشكيل فريقه السياسي الذي يعاونه في إدارة حكمه، والثاني هو شخصية ترامب كرجل أعمال يميل إلى عقد الصفقات، ما يعكس سياسة ترفض أي مصالح قد تعرقل هذه الصفقات، وقد انعكست هذه الأيديولوجية في توتر شديد مع دول مثل كندا وغيرها بشأن قضايا الحدود التجارية".
وأشار ضيف "سبوتنيك" إلى أن "ترامب على يقين أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة التصعيد مع روسيا، بل يهمه التنسيق مع هذا اللاعب القوي على الساحة الدولية، لذلك، يسعى ترامب إلى إنجاز ملف العلاقات مع روسيا بما يلبي تطلعات الرئيس بوتين ويحقق في نفس الوقت أهدافًا أخرى تتعلق بالشراكات والاستثمار الأمريكي في الموارد المعدنية الموجودة في أوكرانيا".
فكرة إدخال روسيا إلى مجموعة الدول السبع هي بادرة حسن نوايا من الجانب الأمريكي، حيث أن الولايات المتحدة لا ترى في معاداة روسيا مصلحة لها.
وأضاف أن "ترامب ينظر إلى التفاهم مع الجانب الروسي من منظور مالي بحت، إذ يسعى إلى تجنب دفع ملايين الدولارات مرة أخرى إلى أوكرانيا، أو الالتزام مع الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالدعم المالي".
وحول الهدف من لقاء ترامب وبوتين، قال عاشور إن "الهدف الرئيس من هذا اللقاء هو وقف الأزمة الأوكرانية، التي تمثل استنزافًا ماليًا للولايات المتحدة بسبب التزاماتها مع النظام الأوكراني وحلف الناتو".
وأكد أن "التسوية الحقيقية التي يسعى إليها ترامب قد تضمن عدم نشوب أي حرب في المستقبل، وبالتالي فإن الهدف من اللقاء يتمثل في ثلاثة أبعاد رئيسية: استراتيجي، اقتصادي، وعسكري، كما أن الرغبة الأساسية لترامب هي محاولة تحقيق المصلحة الأمريكية عبر فرض السلام".
زيلينسكي ليس له أي أهمية أو تأثير في هذه المحادثات، حيث عندما قرر ترامب الحديث عن الشأن الأوكراني، كان قد قرر التحدث مع بوتين مباشرة، لذلك، لا ينطبق منطق القوة على زيلينسكي، الذي لا يمتلك النفوذ الذي يمكنه التأثير على مسار الأحداث في هذه القضية.
وعن موقف الاتحاد الأوروبي، لفت عاشور إلى أن "الاتحاد الأوروبي يحاول إظهار حرصه على مساعدة أوكرانيا، لكن الأسلحة التي يرسلها لا تتناسب مع التحديات التي تواجهها أوكرانيا في مواجهة روسيا".
وأشار إلى أن "أوروبا ترفض بشدة الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، رغم أنها تحاول الوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدات الموقعة". وأضاف أنّ "هذه المواقف تعكس رغبة أوروبا في تجنب التصعيد العسكري مع روسيا".
وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن "الاتحاد الأوروبي ينظر إلى مواقف ترامب على أنها "إمبريالية"، حيث يسعى إلى استعادة الهيمنة الأمريكية التي كانت موجودة في العصور السابقة، وهو ما يزعج الاتحاد الأوروبي، الذي يميل إلى دعم التعددية القطبية في السياسة العالمية".