خبراء لـ "سبوتنيك": اتصال بوتين وترامب يسهم في حل الكثير من أزمات المنطقة

وأكد الخبراء أن المكالمة الهاتفية تمهد للقاءات واجتماعات قريبة ومهمة، لوضع حد للكثير من الأزمات والملفات، وتجنيب العالم صراعا قد يصل لحرب عالمية ثالثة، مؤكدين أن التقارب بين موسكو وواشنطن يصب في صالح العالم.

وأعلن الكرملين، يوم أمس الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، تبادلا خلال الاتصال الهاتفي وجهات النظر التفصيلية والصريحة حول الأزمة الأوكرانية.

وجاء في بيان الكرملين: "واصل الرئيسان تبادل وجهات النظر بشكل مفصل وصريح بشأن الوضع حول أوكرانيا، وأعرب فلاديمير بوتين، عن امتنانه لدونالد ترامب، لرغبته في المساعدة في تحقيق الهدف النبيل المتمثل في إنهاء الأعمال العدائية والخسائر البشرية".

اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز "العربي" للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن "المكالمة المطوّلة التي جمعت ما بين الرئيس بوتين وترامب، تعد رسما لسياسات وآليات التعامل ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتقديرا للمواقف والأطروحات الروسية فيما هو مرتبط ببعض القضايا، وكذلك الرؤى الأمريكية تجاه هذه الملفات".

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، المكالمة خاضت في الكثير من الملفات على النطاق الدولي والإقليمي، الساحة الأوكرانية كانت عنوانا رئيسيا خلال المباحثات، وركزت روسيا على ضرورة وقف التمويل والتحديث الغربي والأمريكي للجيش الأوكراني، وهو مدخل مهم جدا لوقف هذه الحرب، في مقابل ذلك، موافقة موسكو على عدم استهداف البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا.

وأكد أن "المباحثات الهاتفية تناولت كذلك الشرق الأوسط، وقالت الإدارة الأمريكية إنه تم الحديث حول الرؤى المشتركة وآليات التعامل في الكثير من الملفات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط".

وتابع غباشي: "كان هناك حديث مرتبط بطبيعة العقوبات الأمريكية والغربية الموقعة على روسيا، واشتراط موسكو بضرورة نزع هذه العقوبات، والحديث عن الصين وتايوان وكوريا الشمالية، وعن حلف الناتو، وعلاقته بالصراع داخل الساحة الأوكرانية، وكذلك الأسلحة الاستراتيجية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا".

ويرى غباشي أن "المكالمة كانت جامعة ومؤهلة للقاءات قد يتم ترتيبها مباشرة بين الرئيسين بوتين وترامب، في المستقبل، لترتيب آليات التعامل في الكثير من الملفات والقضايا خلال المرحلة المقبلة".

بدوره، اعتبر المحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد، أن "المكالمة الهاتفية بين الرئيس بوتين، ونظيره الأمريكي ترامب، تضع حدا للتصعيد بين الدول العظمى، في مقدمتها روسيا وأمريكا".

وأكد أن "المكالمة التي ناقشت الكثير من الملفات المهمة، قد تكون بداية للحد من تصعيد الأمور، والتي كانت قد اقتربت من الوصول للحرب العالمية الثالثة، التي كان يتخوف منها الجميع، باعتبارها وبالا وخرابا على جميع دول العالم".

وأوضح أبو زيد أن "هناك الكثير من الأزمات العالقة، مثل الأزمة في أوكرانيا وأوروبا والشرق الأوسط، والوصول إلى حلول لها لا تزال على الطريق، وتتخللها بعض الخلافات، حيث هناك بعض القوى الدولية والمحلية، التي لا تملك أي مصلحة في الوصول إلى هذا التفاهم الدولي".

وأكد أن "الاتصال ما بين ترامب وبوتين، وما سوف يتبعه من اتصالات ولقاءات واجتماعات، سوف يقود إلى حلحلة المشاكل لما فيه خير للعالم والبشرية".

وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن المحادثات المقبلة بين روسيا وأمريكا في السعودية، ستكون مليئة بالأحداث.

وقال بيسكوف للصحفيين: "المحادثات في السعودية، دعنا نقول المحادثات الروسية الأمريكية المقبلة، سيكون لها جدول أعمال مكثف إلى حد ما".

وأوضح بيسكوف أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، اتفقا على وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يومًا "بالتحديد، فيما يتعلق بمنشآت البنية التحتية للطاقة".

وأكد بيسكوف أن روسيا وأمريكا تنويان التحرك تدريجياً نحو تطبيع العلاقات، قائلا: "أستطيع أن أقول بثقة عالية، إن الرئيسين بوتين وترامب، يفهمان بعضهما بعضا جيداً ويثقان ببعضهما بعضا ويعتزمان التحرك تدريجياً على طريق تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية".

وتابع: "بطبيعة الحال، فإن الأمر سيستغرق وقتا وجهدا، مدعومًا بإرادة رئيسي البلدين، لاستعادة هذه العلاقات. ولكن في الوقت الراهن، فإن هذه الإرادة القوية للرئيسين ربما تكون أفضل ضمانة بأن الجميع سوف يتبعون هذا المسار، وهذا ينطبق على أمريكا وروسيا على حد سواء".

وأجاب بيسكوف، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت إمكانية إعادة تشغيل "التيار الشمالي 2"، قد تمت مناقشتها في المحادثة بين بوتين وترامب، قائلا: "لا، لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع، على الرغم من أن الرئيسين أشارا إلى الإمكانات الهائلة، دون مبالغة، لتنفيذ عدد من مشاريع التعاون الثنائي الكبرى في المجال الاقتصادي".