راديو

الثروات الغذائية في سواحل أفريقيا تتعرض للاستنزاف من قبل أوروبا

تقارير تؤكد أن الثروات الغذائية في سواحل أفريقيا تتعرض للاستنزاف من قبل أوروبا.
Sputnik
يعد الساحل الأفريقي شريطا جغرافيا ذا أهمية استراتيجية بالغة، يجمع بين الموقع الحيوي وثراء الموارد وتنوع النظم البيئية، ويعتبر من أبرز مسارات التجارة العالمية، كما يكتنز ثروات طبيعية هائلة.
فعلى امتداد الشواطئ الأفريقية، تزخر المياه الإقليمية لدول القارة بثروة سمكية تشكل عمودا فقريا للاقتصادات المحلية، وسندا في تحقيق الأمن الغذائي، بيد أن هذه الثروة تواجه تحديات جسيمة تهدد استدامتها.
ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) تمثل الأسماك "مصدرا غذائيا قيّما للفقراء" وركيزة أساسية للأمن الغذائي في أفريقيا، كما تسهم في تلبية نحو 22% من احتياجات سكان جنوب الصحراء من البروتين الغذائي، مما يجعلها دعامة أساسية لمستقبل غذائي مستدام بالمنطقة.
تسهم أفريقيا بنحو 7% من الإنتاج العالمي للأحياء البحرية وللعديد من دول القارة، لا سيما ذات الدخل المنخفض، التي لا تستغل كامل إمكاناتها في هذا المجال، بحسب الفاو.

في هذا السياق، قال مدير مركز الأطلس للتنمية والبحوث الاستراتيجية، عبد الصمد ولد مبارك، إن الاستغلال الأمثل لثروات القارة الإفريقية خاضع لمجموعة من العوامل التي تعوق السلطات الاستفادة منها في ظل عمليات نهب واتفاقيات لا تراعي مصالح بلاد القارة.

ولفت إلى عواقب متعددة نتيجة استنزاف الثروات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، في ظل التقلبات الداخلية وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها بلدان القارة، ما أدى إلى نزوح السكان وهجرتهم إلى بلاد أخرى بحثا عن ظروف أفضل وتأمين حياتهم.

النيجر تسحب قواتها من تحالف مكافحة الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد

في خطوة مفاجئة، أعلنت النيجر أخيرا عن انسحابها من القوة المتعددة الجنسيات التي تأسست عام 2015، لمكافحة الجماعات الجهادية في منطقة حوض بحيرة تشاد، والتي تضم إلى جانب النيجر كلا من نيجيريا وتشاد والكاميرون.
جاء قرار النيجر على خلفية تغييرات جذرية في الوضع الداخلي للبلاد بعد سيطرة المجلس العسكري في 2023 على السلطة، ما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية داخليًا وعلاقات متوترة مع القوى الإقليمية والدولية.
في هذا السياق، قررت النيجر إعادة تقييم دورها في العمليات العسكرية المشتركة في منطقة بحيرة تشاد، حيث كانت قد شاركت بشكل فعال في الجهود المبذولة لمكافحة الجماعات الجهادية مثل "بوكو حرام" وتنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الماضية.

أرجع الأكاديمي في جامعة الوفاق الدولية، حبيب بوري، سبب سحب النيجر لقواتها من منطقة بحيرة تشاد إلى التغييرات التي حدثت في النيجر، نظرا لاعتمادها على المجهود الداخلي الوطني أكثر من من الإقليمية والدولية.

وأكد أن السلطات الحالية في النيجر لا تثق في فرنسا بالتحديد، موضحًا أن كل تحالف تدعمه باريس أو لها علاقة به فلن تكون النيجر جزء منه، لافتا إلى الخلاف من نيجيريا التي هي القوة الأكبر في هذا التحالف أيضا.

عشرات القتلى بين جنود ومدنيين في هجوم شرق بوركينا فاسو

قُتل عشرات الجنود والمدنيين من مجموعات مساندة لجيش بوركينا فاسو، الجمعة الماضي، في هجوم يشتبه بأن جماعات مسلحة نفذته في شرق البلاد، وفق ما أفادت مصادر محلية وأمنية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مصدر أمني في المنطقة، إن "هجوما عنيفا استهدف وحدة دياباغا"، كبرى مدن مقاطعة تابوا في المنطقة الشرقية، وخلّف "عشرات القتلى وعددا كبيرا من الجرحى"، موضحًا أن الضحايا هم "جنود ومتطوعون مدنيون يساندون الجيش".
وأضاف المصدر أن الوحدة "تعرضت لنيران كثيفة من مئات المهاجمين". وأكد مصدر أمني آخر وقوع الهجوم، لافتا إلى "تحييد العديد من الإرهابيين خلال الرد"، وأعقبت ذلك "عملية تمشيط في المنطقة".
وقال مصدر طبي من فادا نغورما، كبرى مدن المنطقة الشرقية، إن "30 جريحا جميعهم عناصر أمنيون نُقلوا إلى المركز الاستشفائي الإقليمي".
في هذا الإطار، قال مدير برنامج الدراسات الإفريقية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، حسين علي، إن الاستهدافات الأخيرة في بوركينا فاسو تأتي ضمن النشاطات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.
وذكر أن أسباب توسع الهجمات في دول الساحل يعود إلى ضعف الحكومات المركزية في تلك المنطقة والتي شهدت انقلابات خلال الأعوام الأخيرة، ورغم ذلك لم تستطيع السلطات الجديدة مواجهة المجموعات الإرهابية، التي نجحت في تسليح نفسها وشنت هجمات ضد المدنيين والأجهزة الأمنية إضافة إلى تزايد عمليات العنف القبلي والعرقي.
تقديم: عبد الله حميد
إعداد: أيمن سنبل
مناقشة