وفي حديث لإذاعة "سبوتنيك"، قال جبر: "المشهد السياسي يشهد تغيرا بإدارة الكرملين، التي ترفض فرض الشروط على روسيا أو التعرض لأي استفزازات أو ضغوط".
واعتبر أنه "على الجانب الأوكراني اتخاذ خطوات قانونية واضحة"، مشيرا إلى أن "الدعم الأميركي للرئيس بوتين في هذه المرحلة يُعد بالغ الأهمية".
وثمن جبر استقلالية القرار الروسي والتخلص من فكرة "الوسيط الوحيد" ورفض "سياسة الاحتواء"، لافتًا إلى أهمية التحالف الروسي–الصيني والشراكة الاستراتيجية بين الطرفين في هذا السياق.
كما أشار إلى أن "اللقاءات المُكثفة التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عدد من رؤساء الدول في موسكو في ذكرى النصر تعيد الكرة إلى الملعب الأوروبي، وتحرج العواصم الغربية".
وفي ما يتعلق بطلب الوساطة التركية، رأى الخبير أن "هذا الطلب يأتي نتيجة لدور أنقرة الفاعل سابقًا وتجربتها المهمة في هذا المجال"، مؤكّدًا ما أشار إليه الرئيس بوتين لجهة أن "منطق السلام يتطلب التوافق على النقاط الجوهرية دون شروط مسبقة، وأن إدارة العملية التفاوضية يجب أن تتم بشكل سليم". وأشار إلى أن "أي مفاوضات تجري في ظل الضغط العسكري"، وتوقع أن تؤدي بداية التفاوض إلى "تخفيف حدة التوتر الميداني والتوصل إلى هدنات تمهد لانطلاق عملية تفاوضية شاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيّرات الميدانية الأخيرة على خطوط التماس، والتي باتت تُشبه شريطًا حدوديًا آمنًا لصالح روسيا".
ورأى ضيف "سبوتنيك" أن "التحدي الأكبر أمام أوكرانيا يتمثل في احتمال انسحاب الولايات المتحدة ووقف الدعم العسكري"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن إعلان هدنات من طرف واحد، بل يجب التعامل مع الوقائع الميدانية من قِبل الطرفين". كما اعتبر أنّ "حماسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تؤدي إلى الضّغط على أوكرانيا والدول الأوروبية".
أما بشأن إمكانية عقد المفاوضات في إسطنبول، فأوضح جبر أنّ "الجانب الأوكراني قد يضع بعض الشروط، لكن المبادرة الروسية تمثل فرصة حقيقية يجب التعامل معها بجدية". واعتبر أنّ "هذه المبادرة قد تشكّل مدخلًا مهمًا لإطلاق مسار جديد للسلام، يأخذ في الحسبان مصالح جميع الأطراف".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق اليوم، عن اقتراح لاستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، وذلك دون أي شروط مسبقة.
كما أعلن بوتين أنه سيناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إمكانية إجراء هذه المحادثات في إسطنبول، مؤكدًا أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس التركي في تسهيل الحوار بين الجانبين.
وقد أشار إلى أن المفاوضات يمكن أن تبدأ في 15 مايو في مدينة إسطنبول، داعياً إلى إجراء محادثات بناءة بين الجانبين.