وأوضح الدكتور علي المبروك أبوقرين، عضو المجلس الاستشاري العربي الأفريقي للتوعية، أن "الحديث المتزايد في الأوساط الاجتماعية بليبيا، حول فعالية نبات الشيح في علاج السرطان، يعود إلى ممارسات تقليدية في الطب الشعبي، يُعرف بالعلاج البديل، والذي لا يزال معتمدًا في عدد من الدول مثل الصين والهند ودول شرق آسيا، والعديد من الدول الأفريقية والعربية".
وقال أبوقرين، في تصريح خاص لـ"
سبوتنيك"، إن "نبات الشيح معروف منذ آلاف السنين، خاصة في الصين والدول العربية، وقد استُخدم قديمًا لعلاج الحمى، ولا يزال يُستعمل حتى اليوم".
كما أشار الدكتور أبوقرين إلى أن "العالمة الصينية تو يو يو، المتخصصة في الطب والكيمياء الدوائية، اكتشفت فعالية مادة الـ"أرتيميسنين" المستخرجة من نبات الشيح في علاج الملاريا، من خلال دراستها للنصوص الطبية الصينية القديمة، وهو ما أنقذ ملايين الأرواح، وحصلت بسببه على جائزة "نوبل" في الطب عام 2015".
وبيّن أن "التجارب المخبرية أظهرت أن الـ"أرتيميسنين" تُسبب ما يُعرف بالموت المبرمج للخلايا السرطانية، خاصة تلك الغنية بالحديد، مما يجعلها مادة ذات خصائص علاجية واعدة في مجال الأورام"، كما أشار إلى وجود أبحاث على مشتقات صناعية مثل مادة الـ"أرتيسونات"، وبعض الدراسات السريرية، التي أظهرت نتائج مشجعة في هذا السياق".
وشدّد الدكتور أبوقرين على "أهمية إجراء المزيد من الدراسات السريرية المعمقة، لفهم آلية عمل هذه المادة، وتطوير بروتوكولات علاجية علمية معتمدة تخضع لرقابة هيئات الدواء الدولية، بهدف استخدامها ضمن المنظومة الطبية الرسمية".
وقال إن "تطور الطب الحديث يشهد تقدمًا كبيرًا في علاج السرطان، عبر بروتوكولات متقدمة تشمل العلاجات الكيميائية والهرمونية والمناعية والجينية، إلى جانب العلاج الإشعاعي الذي شهد تطورًا كبيرًا في فعاليته وسلامته".
كما دعا الدكتور أبوقرين الجامعات الليبية وكليات الطب والمراكز البحثية، والجهات المتخصصة في مجالات الصحة والزراعة والصيدلة والصناعات الدوائية، إلى الاهتمام بالنباتات الطبية المحلية، ومن بينها الشيح الحلو، والعمل على
توطين الصناعات الدوائية في البلاد.
ونوّه إلى ضرورة التركيز على الوقاية من السرطان، وتوفير خدمات صحية متكاملة تشمل التوعية والكشف المبكر والعلاج والتأهيل، إلى جانب تدريب كوادر طبية وتمريضية مؤهلة، وضمان توفير الأدوية الأصلية المعتمدة من مصادرها الرسمية.
وأكد الدكتور أبوقرين على أن "علاج السرطان يجب أن يُقدّم داخل المؤسسات الصحية الحكومية، وتحت رقابة صارمة وبحوكمة وشفافية"، محذرًا من تداول أي علاج خارج إطار النظام الصحي الوطني وسلاسل الإمداد الرسمية.
وأشار إلى أن "غالبية أنواع السرطان يمكن الوقاية منها، وأن الكشف المبكر يسهّل علاجها بفعالية"، مؤكدًا أهمية
تقديم الرعاية الصحية بكرامة وإنسانية، ودون تحميل المرضى وذويهم أعباء نفسية أو مادية.
وأشار إلى أن "العلاجات التقليدية المجرّبة تُرافق البشرية منذ قرون، لكنها تحتاج إلى التوعية والإرشاد والمتابعة من قبل مختصين مؤهّلين ومجازين".
وأكد أن "هذه المتابعة يجب أن تكون من خلال منظومة صحية معترف بها"، واعتبر أن "النظام الصحي القوي والفعّال والمنصف هو الضمان الحقيقي لحماية وتعزيز الصحة العامة، وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة".
وقال الدكتورعلي المبروك أبوقرين، عضو المجلس الاستشاري العربي الأفريقي للتوعية، إن "تطور الطب الحديث يشهد تقدمًا كبيرًا في علاج السرطان، عبر بروتوكولات متقدمة تشمل العلاجات الكيميائية والهرمونية والمناعية والجينية، إلى جانب
العلاج الإشعاعي الذي شهد تطورًا كبيرًا في فعاليته وسلامته".
وبينما تفتح بعض الدراسات نافذة للأمل، فإن الطريق نحو اعتماد علاجي آمن وفعّال ما زال يمرّ عبر المختبرات والمراجعات السريرية والتشريعات الصحية الصارمة.