وقالت بيريرا لوكالة "سبوتنيك": "يمكن اعتبار المفاوضات التي جرت أيضا تمرينًا في نوع من الانضباط الدبلوماسي. من جانبه، أظهر الكرملين تحكما استراتيجيا وصبرا، بينما يحاول الغرب نشر الفوضى والحروب، ما يرسل رسالة واضحة إلى دول الجنوب العالمي، أن هناك طرق أخرى لإبراز القوة في العلاقات الدولية".
وأوضحت أن "روسيا لم تحضر إلى المفاوضات لطلب وقف إطلاق نار غير مشروط، بل لتغيير موازين القوى في المنطقة، مستفيدة من أزمة الغرب ومتابعة دول الجنوب للوضع".
وأكدت الخبيرة الفنزويلية أنه "إذا نجحت روسيا في استغلال تبادل الأسرى والاتفاقات التكتيكية المحدودة مع التزامها الثابت بأهدافها الرئيسية، فإنها ستتمكن كقوة عظمى من إعادة تشكيل التوازنات على الساحة الأوراسية".
وحذّرت بيريرا من أن "استمرار الضغط الغربي قد يؤدي إلى انقسامات داخلية في أوكرانيا، ويضعف وحدة الحلف الأطلسي، ما يعزز موقف روسيا دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا".
وأكدت أن "روسيا تركز حاليا على نزع السلاح من أوكرانيا وحماية سيادتها، وهي الخطوط الحمراء لها في هذه المفاوضات، وإن مقياس النجاح سيكون في الحلول الهيكلية المدروسة وليس في الخطابات الرنانة".
وفي وقت سابق من اليوم، انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، في إطار صيغة موسّعة بقصر "سيراغان" في مدينة إسطنبول التركية، واستمرت قرابة الساعة، حسبما أفاد مصدر لوكالة "سبوتنيك".
وأجرت روسيا وأوكرانيا جولتين من المفاوضات المباشرة، عُقدتا في إسطنبول في أيار/ مايو وحزيران/يونيو الماضيين. وأسفرت هذه الاجتماعات عن تبادل للأسرى، وتسليم موسكو إلى نظام كييف جثث جنودها. إضافةً إلى ذلك، تبادل الطرفان مشاريع مذكرتي تفاهم بشأن تسوية الصراع.