وقال منصور في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "بريطانيا تفعل ذلك، لتظهر لشعوبها أنها "سيدة العالم"، في حين أنها لم تكن يوما أمينة على الدول التي استعمرتها واعتبرت نفسها وصية عليها".
وأضاف: "تحتفظ بريطانيا في متاحفها بأكثر من 2000 قطعة أثرية مسروقة، ولا تزال تعيش وهم الاستعمار وتسعى لاستعادة مجد إمبراطوريتها، إلا أن الزمن لم يعد يسمح لها بذلك لأسباب عدة، من أبرزها تحولات المجتمعات الغربية وتنوعها بدخول جنسيات متعددة استطاعت أن تفرض حضورها".
وتابع: "المفارقة أن بريطانيا والولايات المتحدة تداران اليوم من قبل أبناء هذه المكونات الجديدة، وليس من قبل السكان الأصليين".
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن "الدول التي نُهبت آثارها تعمل اليوم على استعادة ما سلب منها من خلال شكاوى وتحركات سياسية"، معربًا عن أسفه لغياب المحاسبة عن هذه "السرقة الموصوفة"، ولواقع الضعف الذي تعانيه الدول المستعمرة سابقا بسبب غياب أنظمة سياسية مستقلة وبقائها تحت المظلة الأميركية.
وأوضح أن "التوازن الذي كان قائما في ظل الاتحاد السوفياتي تحول بعد انهياره إلى هيمنة أمريكية، ما أضعف بريطانيا وفرنسا وباقي دول الاتحاد الأوروبي واستنزفها".
وختم منصور بالإشارة إلى أن "الاستعمار العسكري تحول اليوم إلى استعمار اقتصادي وثقافي وفني وعلمي وتقني، بعد أن أفشلت التطورات الحديثة الكثير من الحروب التقليدية وأشكال الاحتلال المباشر"، مضيفا: "اليوم باتت الهواتف الذكية وتقنيات الاتصال قادرة على نشر الأخبار وكشف الحقائق بسرعة وعلى نطاق واسع، ما يدفع هذه الدول إلى محاولة إخفاء كل ما يدينها".