وقالت الداخلية السورية، في بيان لها، إن "العصابات المتمردة مستمرة في محاولات جر محافظة السويداء إلى التوتر والفوضى بدوافع شخصية لقادتها"، مشيرة إلى أن "الحكومة حريصة على استقرار السويداء".
وأضاف اليبان: "لم تتوقف الحكومة عن حملات التجييش الطائفي التي تقودها العصابات المتمردة"، متابعا: "العصابات المتمردة خرقت اتفاق وقف إطلاق النار عبر شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن في عدة محاور بالسويداء".
وأفادت وسائل إعلام محلية سورية، في وفت سابق، بمقتل عنصر أمن سوري وإصابة آخرين إثر هجوم مسلح على قوات الأمن في ريف السويداء جنوبي سوريا.
وذكرت قناة "الإخبارية" السورية عن مصدر أمني قوله إن "المجموعات الخارجة عن القانون تخرق اتفاق وقف النار في السويداء وتهاجم قوات الأمن الداخلي وتقصف عدة قرى في ريف المحافظة.. ما أدى إلى استشهاد عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين".
وأوضح المصدر أن هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها.
وبيّن المصدر الأمني السوري أن الهجمات تؤكد "عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية كما تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى أهلنا في المحافظة".
يذكر أنه في 13 تموز/يوليو الماضي، شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا اشتباكات عنيفة بين أهالي السويداء (من الطائفة الدرزية) وعشائر البدو، ما دفع وزارة الدفاع السورية إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المحافظة بهدف دعم الحواجز الأمنية التي تعرضت للهجوم وفض الاشتباكات المسلحة في المحافظة.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف آليات عسكرية تابعة للجيش السوري في السويداء، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان مشترك "بمنع أي أذى يلحق بالدروز في سوريا، انطلاقًا من التحالف الأخوي العميق مع الدروز في إسرائيل".
وأكد نتنياهو وكاتس أن إسرائيل تعمل "على التصدي لمحاولات النظام السوري إيذاءهم، إلى جانب حرصها على ضمان نزع السلاح في المناطق المحاذية لحدودها مع سوريا".
وأعلنت الرئاسة السورية في 19 تموز/يوليو الماضي، وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار في السويداء، داعية جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية فورا في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
وردًا على القرار، أعلنت الطائفة الروحية للموحدين الدروز في سوريا موافقتها على القرار والتزامها ببنوده، وتم تنظيم عملية خروج آمنة لعوائل عشائر البدو من داخل السويداء بمرافقة من قوات أممية.
وتسلط هذه المواجهات المسلحة في جنوب سوريا الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، منذ إسقاط حكومة الرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.