ورفع المتظاهرون شعارات ضد تصرفات أجهزة إنفاذ القانون تجاه المتظاهرين، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين فورًا، محذرين بتصعيد احتجاجاتهم إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم، كما ندد المتظاهرون بالغرامات والقمع المطبق على المشاركين في احتجاج يوم السبت الماضي.
وانتهت تظاهرة يوم السبت الماضي، بتفريق عنيف للمتظاهرين. وطالب المتظاهرون المحتجون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف قمع المعارضة في البلاد.
ووفقًا للشرطة المولدوفية، اعتُقل 69 شخصًا وحُرر 148 محضرًا بجرائم مختلفة، خلال ذلك اليوم.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل توترات متصاعدة، بعد قرار المحكمة العليا في مولدوفا منع كتلة "النصر" من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو القرار الذي اعتبرته المعارضة محاولة لتهميشها سياسيا.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، كثّفت السلطات المولدوفية الضغط على المعارضة، حيث فتحت قضايا جنائية ضد سياسيين، واحتجزوا في المطار بسبب زيارتهم لروسيا، ومن أبرز القضايا محاكمة رئيسة إقليم غاغاوزيا الذاتي الحكم، يفغينيا غوتسول، التي حُكم عليها بالسجن 7 سنوات مع التنفيذ الفوري بتهمة قضية تمويل حزب "شور" المعارض.
وأعلن مجلس الشعب (البرلمان) في غاغاوزيا، بعد اعتقال غوتسول، عن وجود أزمة سياسية في مولدوفا، وقرر دعوة مراقبين من منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى زيارة الإقليم.
وجاء في القرار، الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للهيئة التشريعية في الإقليم، ما يلي: "نناشد منظمات حقوق الإنسان الدولية إرسال بعثات مراقبة إلى إقليم غاغاوزيا لمراقبة احترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية وضمان سيادة القانون في سياق الأزمة السياسية في جمهورية مولدوفا".
وسيتم إرسال هذا الطلب إلى الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والبرلمان الأوروبي، وحكومات روسيا وتركيا والصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 25 مارس/ آذار الماضي، تم احتجاز غوتسول التي كشفت أن سلطات كيشينيوف، عرضت عليها كفّ ملاحقتها، مقابل تنحيها عن رئاسة إقليم غاغاوزيا ومغادرة أراضي مولدوفا على الفور.
وتعاملت السلطات المولدوفية مع وسائل إعلامية، تُقدم وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر السلطات الحاكمة بشأن الأحداث السياسية في البلاد، وذلك في عام 2023، حيث أُغلقت 13 قناة تلفزيونية وعشرات المواقع الإلكترونية.
وشملت قائمة المصادر المحظورة موقع وكالة "سبوتنيك مولدوفا" وقناتها على تطبيق "تلغرام"، ومواقع "كومسومولسكايا برافدا" و"أرغومنتي إي فاكتي" و"موسكوفسكي كومسوموليتس" و"روسيسكايا غازيتا" ووكالة "ريجنوم" و"لينتا. رو" و"برافدا. رو"، بالإضافة إلى مواقع قنوات تلفزيونية مولدوفية. وفي خريف العام الماضي، وقبل الانتخابات في مولدوفا، حُظرت أكثر من 100 قناة على "تلغرام".
ويتمتع إقليم غاغاوزيا بالحكم الذاتي في جنوب مولدوفا، وينحو سكانه بشكل تقليدي إلى التقارب مع روسيا، في حين أعلنت كيشينيوف عن مسار نحو "التكامل الأوروبي".