علماء يبتكرون برنامجا لتحديد العمر البيولوجي للإنسان

اقترح علماء من جامعة نيجني نوفغورود الحكومية، ضمن فريق بحثي، نهجًا جديدًا لتشخيص معدل الشيخوخة وتحديد العمر البيولوجي الحقيقي للشخص.
Sputnik
ويعتمد النهج الجديد على تحليل مؤشرات الآلية الرئيسية للشيخوخة (الالتهاب المزمن) مع مراعاة نمط الحياة، والتوتر، والنظام الغذائي، والجينات لكل مريض.

وأوضح العلماء أن الالتهاب المزمن وليس الحاد، هو من ناحية عملية مفيدة تحمي الجسم من مسببات الأمراض وتنظفه من الخلايا البالية أو الميتة، ولكن من ناحية أخرى، فإن تكثيف هذه العملية مع التقدم في السن يضرب الأنظمة الحيوية في الجسم.

مجتمع
أجساد المعمرين بعد التسعين.. دراسة تكشف أسرار طول العمر
مدير معهد أبحاث بيولوجيا الشيخوخة في جامعة لوباتشيفسكي الحكومية في نيجني نوفغورود، ميخائيل إيفانتشينكو، أعطى مثالا على ذلك بقوله: "تخيل أنك تعيش باستمرار بدرجة حرارة +37.1، يؤدي ارتفاع مستوى الالتهاب الجهازي إلى تسريع الشيخوخة والتطور المبكر لأهم الأمراض المرتبطة بالعمر: أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض العصبية التنكسية، والأورام".

وابتكر باحثون من الجامعة وزملاؤهم من المركز العلمي الحكومي الروسي، مركز ب.ف. بتروفسكي العلمي الروسي للجراحة، نظام ذكاء اصطناعي يُحدد زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، ويُحدد العمر البيولوجي الحقيقي للشخص. بناءً على ذلك، يُمكن إصدار توصيات لإبطاء تآكل الجسم، وتقييم تأثير العوامل الفردية والتي تتضمن تغييرات في النظام الغذائي، وتعديل أنماط النوم، والمناخ، وجودة بيئة مكان الإقامة، وهي عوامل تختلف من شخص لآخر.

مجتمع
دراسة: اكتشاف دواء يطيل العمر بنسبة 30%
ووفقا لما ذكره إيفانتشينكو، فإن اتباع النظام الغذائي المتوسطي يؤدي إلى انخفاض مؤشرات الالتهاب بنسبة 15-25%، وهو ما يمكن استخدامه لتقديم توصيات مخصصة. ويمكن في المستقبل، أي بعد 5-10 سنوات، أن يؤدي دمج هذه الأساليب في الممارسة السريرية إلى زيادة متوسط العمر المتوقع الصحي بمقدار 5-10 سنوات، وخفض تكلفة علاج الأمراض المرتبطة بالعمر بنسبة 20-30%.

وأشار إيفانتشينكو إلى أن معظم الساعات البيولوجية وأساليب إدارة الشيخوخة الصحية تركز على الحالة العامة لجسم الإنسان أو أجهزة وأعضاء محددة، مبيّنا أنه بمقارنة الأساليب العلاجية التقليدية التي تتضمن علاج الأمراض ذات الأعراض الظاهرة، فإن تحديد المخاطر المسبقة والتخلص منها في الوقت المناسب يتيح الحفاظ على صحة الجسم.

وأضاف إيفانتشينكو: "تكمن خصوصية نتيجتنا في أننا ندرس السبب الجذري - الآلية المناعية الالتهابية للشيخوخة - ونطور أدوات لتقييمها واستراتيجيات إدارتها. وتعاني النظائر الحالية من بعض القيود فهي لا تقدم معلومات دقيقة عن الحالة المناعية الالتهابية، وتعاني من معدل خطأ مرتفع، كما أنها غير قابلة للتطبيق في اتخاذ القرارات من قبل الطبيب المختص. أما حلولنا القائمة على الذكاء الاصطناعي، فتأخذ في الاعتبار العديد من المؤشرات في آن واحد، مما يضمن دقة تحديد العمر البيولوجي حتى 7 سنوات".
مناقشة