لافروف: روسيا تريد الحفاظ على الحوار مع أمريكا عبر جميع القنوات

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن روسيا تريد الحفاظ على الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر القنوات كافة، مشيرا إلى أن روسيا تلمس رغبة متبادلة من جانب واشنطن.
Sputnik
وقال لافروف خلال مقابلة: "نعم، نريد أن نحافظ على الحوار الذي أقيم بين الرئيسين، وبين وزراء الخارجية، ومن خلال قنوات أخرى، بين مساعدي الأمن القومي والممثلين الخاصين للرئيسين، ونحن نرى نفس الرغبة من الجانب الأمريكي".
وأشار لافروف إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يراوغ، ولا يخفي أفكاره، ويركز على النتائج و"الصفقات"، لكن "الدولة العميقة" تعيقه.

وقال لافروف: "إنه لا يراوغ (ترامب)، ولا يخفي أفكاره. إنه يركز على النتائج، على ما يسميه "صفقات" بالمعنى الأوسع للكلمة. وهذا يشمل المشاريع ذات المنفعة المتبادلة في الاقتصاد والفضاء وتنمية الموارد الطبيعية والتكنولوجيا الحديثة".

وأشار لافروف إلى أن موسكو تعتبر بدء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بالدعوة ليس فقط إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بل إلى تسوية طويلة الأمد ومستدامة، خطوة مهمة.
الكرملين: روسيا تؤكد انفتاحها على عملية التفاوض بشأن أوكرانيا
وقال: "إن توقف ترامب، بعد ألاسكا، عن إصدار إنذار نهائي لوقف إطلاق نار غير مشروط، وبدءه بالدعوة إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد ومستدام، يعد بالطبع خطوة بالغة الأهمية، وقرارا بالغ الأهمية من البيت الأبيض. وحتى الآن، لا أعتقد أنهم سيتراجعون عن هذا".
وأوضح لافروف أن إدارة ترامب تريد رفع الملف الأوكراني عن جدول الأعمال من أجل إزالة العقبات أمام العلاقات الاقتصادية الطبيعية مع روسيا.

وقال: "أعتقد أن إدارة ترامب، تحديدا لأن هذه الحرب اختلقها (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن وفريقه، ولا تعكس فلسفة الإدارة الحالية، تريد حذفها من جدول الأعمال بهدف إزالة العقبات التي تعترض تطبيع العلاقات والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي وغيرها من العلاقات. سيكون هذا صعبا أيضا، لأن الولايات المتحدة لديها نهج فريد للغاية في كيفية حل القضايا الاقتصادية".

وأعرب لافروف عن أمله في أن تجري روسيا والولايات المتحدة الأمريكية اتصالات إضافية بشأن أوكرانيا.
لافروف: الغرب يريد احتلال الجزء الخاضع لسيطرة نظام كييف بعد التسوية
وقال: "بالعودة إلى موضوع تعامل الولايات المتحدة مع أوكرانيا، أعتقد أننا سنجري المزيد من الاتصالات، لأننا افترقنا في أنكوريج على أساس قبولنا للمنطق الذي طرحه (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب، القائم على فهم الأسباب الجذرية وفهم موقفنا. لم يعترض دونالد ترامب على هذا المنطق، قائلاً إنه سيتشاور مع حلفائه. ثم توجهوا إلى واشنطن، وبالطبع لم يخفوا حقيقة أنهم كانوا، وسيظلون، ويثنون القيادة الأمريكية علنًا عن أي إجراءات بناءة تجاه روسيا في سياق الأزمة الأوكرانية".
وأكد لافروف أن الغرب ليس لديه نية لاستبدال نظام زيلينسكي بل يريد احتلال الجزء من أوكرانيا الذي سيكون تحت سيطرة كييف بعد التسوية.

وقال: "الجزء من أوكرانيا الذي لا يزال تحت سيطرة النظام الحالي، وليس لديهم أي نية لتغييره، إنهم يريدون احتلاله ومواصلة دعم هذا الكيان النازي الذي يقوده الآن زيلينسكي".

وأشار لافروف إلى أن إدارة ترامب تدرك ضرورة أخذ نتائج الاستفتاءات في شبه جزيرة القرم والمناطق الأخرى في الاعتبار في أي اتفاق.
موسكو: تهديدات زيلينسكي تثبت تورطه بهجمات إرهابية في روسيا
وأوضح لافروف أن روسيا مستعدة للبحث عن حلول وسط بشأن التسوية الأوكرانية شريطة ضمان مصالحها الأمنية المشروعة.

وقال: "أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا أن الاتفاق المستدام في نهاية المطاف هو حل وسط. ونحن مستعدون للسعي إليه، شريطة ضمان مصالحنا الأمنية المشروعة، والمصالح المشروعة للمواطنين الروس في أوكرانيا، تماما كما هو الحال بالنسبة للمصالح المشروعة للأطراف الأخرى في مثل هذا الاتفاق".

ولفت لافروف إلى أن أوروبا تحاول تقويض نهج ترامب الذي استخدمه في قمة ألاسكا.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يجب القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا، ويجب إقامة توازن أمني.
وقال بوتين، خلال قمة رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون: "بالطبع ، لكي تكون التسوية الأوكرانية مستدامة وطويلة الأجل، يجب القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة، التي ذكرتها للتو والتي ذكرتها مرارا وتكرارا من قبل، واستعادة التوازن العادل في المجال الأمني".
مناقشة